ذكريات جيل مع الفنان القدير الراحل عبدالله محمد حنش

> ناصر ابيش

> الذكريات الجميلة مع أستاذي ومربيي الفاضل المغني والملحن القدير الراحل عبدالله محمد حنش رحمة الله عليه، لاتزال في ذاكرة جيل بأكمله، ولا يمكن أن ننساها، فيها القليل من التعب والكثير من الإبداع.

ففي العام الدراسي 1971 - 1972 تم انتداب الفنان الراحل إلى مدرسة (النجمة الحمراء) لأبناء البدو الرحل آنذاك في منطقة العند بلحج. فهذه المدرسة تأسست بجهود ذاتية من قبل ضباط وصف ضباط وأفراد اللواء 22 يونيو، وهذه المدرسة كان يتعلم فيها الطلاب الحياة العسكرية والانضباطية والمهنية وتنمية المواهب الإبداعية.. فوكلت لأستاذنا عبدالله حنش عملية البحث عن المواهب الفنية والغنائية، وكم كانت سعادتي بأن تم اختاري من مجمل الطلبة الموهوبين ونكون النواة الأولى لفرقة مدرسة النجمة الحمراء.. وهذه الفرقة تكونت من التالية أسماؤهم:

ناصر ابيش، عبدالله محسن فرج، ناصر حسين عبدالكريم، قاسم عوض، أحمد علي محمد، فضل عبدالله نصر، عبدالله حسن ناصر الشيري، علي أحمد علي، عبد الملك عبد العزيز، ناجي حزام ناجي، سالم محمد البدوي، بجاش سيف مسعود، ومحمود شايف حسين.

لهذا بذل الأستاذ جهوداً مضنية لتعريفنا بأصول وأبجديات ومعالم العمل الفني والغنائي، وكيفية إخراج لفظ الحروف عند الغناء، والوقوف على خشبة المسرح أمام الجمهور بإقامة حفلات نصف شهرية أمام زملائنا الطلاب، وتعليمنا العزف على الآلات الموسيقية، فقدم لي أنشودة (فليعيش الأحرار) ولزميلي ناصر حسين عبد الكريم (هيا افرحوا يا عمال) من كلمات علي عوض مغلس.

أما أنشودة (يا يمن يا خالدة عبر الزمن)، وهي من كلمات محافظ لحج الأسبق عوض الحامد يرحمه الله، فقد وصل وفد من إحدى الدول الصديقة، وألقى عوض الحامد كلمة ترحيبية ثم ألقى هذه الأبيات:

يا يمن يا خالدة عبر الزمن

كم ظللتِ على رغم المحن

خالدة ضلت قناتك لا تلين

كم مقابر للغزاة المعتدين

كفنتها تربتك بالرغم من عسف الزمن

من زمن هود وصرواح ومأرب وعدن

فأحبها أستاذنا عبدالله حنش وطلبها من عوض الحامد، واجتهد بتلحينها، فكانت من نصيب الزميل عبد الله محسن فرج فأبدع في الأداء، وأسمعنا عوض الحامد العمل فأثنى علي هذا العمل وطالبنا بتسجيل العمل في الإذاعة والتلفزيون.

لقد عمل الفنان القدير الراحل عبدالله حنش على رعايتنا كأب لأبنائه طالب إدارة المدرسة بإعفائنا من الطوابير ومعاملتنا بعناية خاصة. وقام بالاتصالات مع إدارتي الإذاعة والتلفزيون بتسجيل الأعمال الخاصة بنا، وكان مدير البرامج الأستاذ عبدالرحمن بلجون، والأستاذ محمد عبده زيدي، وسجلنا الأعمال بمصاحبة فرقة القوات المسلحة التي اتخذت من معسكر الشهيد بدر مقراً لها بقيادة الفنان أحمد تكرير.

على الرغم من صغر أعمارنا فقد أذهلنا القائمين علي الإذاعة والتلفزيون، فقمنا بتسجيل إحدى حلقات برنامج الأطفال المعنون بـ "لعم قردش" تحت إشراف الإعلامية نجيبة حداد بمعية الموسيقي المبدع (شكيب جمن)، وكانت الأعمال الفنية للأستاذ عبدالله حنش، ومن كلمات شعراء مرموقين مثل الشاعر علي عوض مغلس وآخرين.

كان ذلك عام 1972.

لم يكتف الأستاذ عبدالله حنش.. فجعل من بيته مزاراً، وأنشأ فيه فرقة الأمل والاحتفاظ بفرقة المدرسة ودعمها بأفراد متفاوتين بالأعمار، على سبيل المثال لا الحصر:

أحمد الشلن، بشير ناصر، يسلم حسن صالح، عبد القوي محمد سعد الصنعاني، عبد الله حسن القبيح، عارف زنقور، مهدي زنقور، علي صالح الخواجة، أبو بكر عدس، عارف الدخن، محمد ناجي الحسيني، فيصل محمد فرج الكبع، وأحمد فضل ناصر وآخرين.

فكان الأستاذ يحرص على مشاركة الفرقة في كافة المناسبات الوطنية كأعياد الثورة وعيد الاستقلال.

لقد جعل الأستاذ لفرقة النجمة الحمراء صدى واسعاً بعد تكوينها، وقامت وزارة الدفاع ممثلة بالدائرة السياسية بإنشاء مدارس مماثلة لمدرسة النجمة الحمراء وهي كثر كأمثال مدرسة الزحف الأحمر بعدن، ومدرسة هويرب بلحج لأبناء البدو الرحل، ومدرسة عبدالله قميح كرش، مدرسة لودر لأبناء البدو الرحل، وكذلك مدارس زنجبار ومكيراس وغيرها.

توفي الأستاذ والمربي الفاضل والفنان القدير عبدالله محمد بتاريخ 6 يونيو 1980.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى