سياسيون: أي موقع للحوثيين في صنع السلام يريده المجتمع الدولي

> «الأيام»/غرفة الأخبار

> توسعت أمس الجمعة أصداء الهجوم الدامي الذي استهدف مطار عدن الدولي لحظة وصول الطائرة المقلة للحكومة اليمنية الجديدة التي شكلت بموجب اتفاق الرياض.

ويظهر الهجوم البداية الصعبة التي واجهتها الحكومة اليمنية قبل أن يطأ وزراؤها أرض المطار حجم التحديات التي تقف أمامها على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية.

وفي ظل مؤشرات على ضلوع جماعة الحوثي خلف الهجوم تواترت تساؤلات عما إذا كان ثبوت تورط الجماعة في الحادثة سيغير الموقف الدولي والأممي منها باتجاه تجريمها واعتبارها طرفا غير مؤهّل للمشاركة في صنع السلام، أم أنّ عملية "المجاملة" غير المنطقية لها ستستمر رغم هذه الجريمة المروعة وفق توصيف العديد من المسؤولين الدوليين والأمميين.

ومساء الهجوم الإرهابي الذي وقع ظهيرة الأربعاء الماضي تناول العديد من الناشطين المحليين فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي توثق لحظات إطلاق الصواريخ من مكان في مطار تعز الذي يسيطر عليه الحوثيون في الوقت الذي استشعرت فيه الجماعة الحوثية خطورة الموقف وحاولت التنصل من المسؤولية وتصوير الحادث على أنه جزء من الصراع بين مكونات الشرعية.

وقال مراقبون سياسيون إن حجم الهجوم والجرأة التي اتّسم بها باستهدافه تصفية أعضاء الحكومة الجديدة بشكل جماعي، مؤشر على المخاوف الحوثية من انعكاسات تشكيل تلك الحكومة وردم هوة الخلافات بين الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي، والتأثيرات المحتملة على صعيد تطوير أداء الشرعية وإصلاح الاختلالات في المؤسسات الأمنية والعسكرية.

وأمس الجمعة نسبت صحيفة العرب الدولية إلى مصادر سياسية القول إن قرارا حوثيا بحجم تصفية أعضاء الحكومة لا يقل خطورة عن القرار الذي اتخذه الحوثيون بتصفية الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وهو ما يؤكد وقوف طهران خلف هذا الهجوم الذي استهدف مطار عدن، بهدف خلط الأوراق في الملف اليمني مع التحولات المتوقعة في الموقف الدولي واستغلال فترة الارتباك التي تفرضها ظروف انتقال السلطة في الإدارة الأميركية.

فيما استغرب مصدر رفيع في الحكومة اليمنية طلب عدم ذكر اسمه لـ "العرب" من الارتباط الوثيق بين إدانة جريمة قصف مطار عدن، وبين تضمين بيانات الإدانة إشارة إلى أن هذا الهجوم يزيد المطالبة بضرورة إحلال السلام مع الحوثيين، وهو ما وصفه المصدر بأنه تشجيع للميليشيات المدعومة من إيران للمضي قدما في خطوات التصعيد في سبيل انتزاع موافقة دولية وأممية على القبول بسياسة الأمر الواقع التي تسعى الميليشيات الحوثية لتكريسها.

واعتبر نائب رئيس الدائرة الإعلامية في المجلس الانتقالي الجنوبي، منصور صالح، في تصريح نشرته صحيفة العرب الهجوم الحوثي على مطار عدن تأكيدا على مخاوف الحوثيين من عودة التوازن للحكومة اليمنية بعد مشاركة المجلس الانتقالي فيها، واستشعارهم بأنهم باتوا في مواجهة حكومة أكثر تماسكا وقدرة على إدارة المعركة السياسية والدبلوماسية والعسكرية ضدّهم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى