مدير عام الدفاع المدني لـ"الأيام": البناء العشوائي أعاق وصول شاحنات الإطفاء إلى الأحياء السكنية

> حوار / آسيا أمين:

> 20 جنديا تعرضوا لإصابة عمل وليس بوسعنا علاجهم
مؤسسة المياه أغلقت المحابس ومواطنون قاموا بالبناء عليها

زارت "الأيام" مركز الدفاع المدني في مديرية المعلا في العاصمة عدن، حيث رحب مدير عام مصلحة الدفاع المدني العقيد م محمد حسن الشميري بصحيفة "الأيام" لنزولها إلى مصلحة الدفاع المدني لتفقد هموم المصلحة ونقل الصعوبات التي نواجهها في العمل بحكم أن الدفاع المدني مهمته الرئيسة هي إنقاذ الأرواح وممتلكات المواطن عمومًا.

"الأيام" حاورت مدير المصلحة، وخرجت بالحصيلة التالية:

ماهي الأسباب التي أدت إلى تدهور وضع الدفاع المدني في العاصمة عدن؟
الأسباب هي الحرب، هي التي أدت إلى التدهور، ونتائجها كانت مؤثرة على مرفق هام في مدينة عدن، منها سرقة جميع المعدات وسرقة المخازن وجميع مخازن المرافق سرقت، ماعدا مركز الشيخ عثمان الذي حافظ عليه رجال الدفاع المدني، أما الآن نحن نقوم بمكافحة النيران، ومهماتنا تدريب مجموعة من أفراد المقاومة، حيث أصبحوا أسودا في خدمة الدفاع المدني ويواجهون الأخطار.
المهندس محمد حسن الشميري
المهندس محمد حسن الشميري

- لماذا لم يتم إصلاح الإشكاليات التي تعيق عمل الخدمة المدنية؟
هذه أيضا ظروف الحرب التي أثرت على هذا الجانب، حتى أنه لا يوجد ملابس ولا غذاء ولا وقود، وكل ما هو هنا بمجهود شخصي. وحاولنا بكل الطرق مقابلة رئيس الوزراء عند وصوله قبل سته أشهر، ولم نستطيع مقابلته.

- المواطنون يشكون من تأخر سيارة الإطفاء، ووصولها والحريق قد تفاقم، وتسبب بأضرار كبيرة، ومنها حريق في حارة حسين في كريتر، ومحل أدوات تجميل، وبيت مكون من ثلاث أدوار، حيث راح ضحيته أم وابنتها في عام 2017 م ؟
بالنسبة للجاهزية، شباب الدفاع المدني تم تدريبهم في مركز المنصورة كدورة إنعاشية، حيث تم اكتشاف قدراتهم، وهي بنسبة عالية جداً، وشباب يحب العمل في هذا الجانب، وإن سيارة الإطفاء تخرج في وقتها المناسب، ولكن توجد بعض الحواجز التي تعيق مرور سيارة الإطفاء وتركين سيارات المواطنين في الجانبين، هذه كلها إعاقة، وأصحاب السيارات غير متواجدين، هذه الأمور تسبب تأخير دخول سيارة الإطفاء.

هناك سؤال يشغل الرأي العام، لماذا توقفت المياه المخزونة الموجودة تحت الأرض لإطفاء الحرائق من بعد عام 1995 إلى يومنا هذا؟
محابس المياه صممت في جميع المحافظات، وكانت عونا لرجال الإطفاء، ولكن تم إيقافها من قبل مؤسسة المياه بعدن، حيث تمت مقابلتي مع المدير الفني للمياه، وأفاد أنه أقفلت مياه الطوارئ لغرض تقوية مياه الخدمات، وهذا عذر أقبح من ذنب، بالإضافة إلى ذلك تمت السفلتة فوق المحابس، والبناء العشوائي للأحواش فوق محابس الحريق، فكثير من المحابس موجودة في أحواش منازلهم.

- هل هناك نقص في طاقم العمل لديكم؟
لا يوجد نقص نحن لدينا عدد فائق في العمل.

- يذكر أن أسرة كاملة توفيت في كريتر الأسبوع الماضي بسبب اندلاع حريق ضخم، حيث حاول المواطنون إخماد الحريق، لكن دون جدوى، ووصلت سيارة الإطفاء دون ماء، لماذا تتكرر هذه المشكلة في كل حادثة حريق؟
هذا الكلام غير صحيح، وصلنا بلاغ الساعة 3 عصراً، ووصلت سيارة الإسعاف على الفور لموقع الحريق مع تعزيز من مركز المعلا، وقمنا بإخماد الحريق، وتم إخلاء المواطنين من الدور الثاني، وبعض الجيران أكدوا، لنا أنه لا يوجد أحد في الأعلى، وأنهم يطرقون الباب وينادون لكن دون استجابة، ورجالنا أخمدوا الحريق، وهذا كلامي رد على المواطنين، واتصل المواطنون الساعة الخامسة إلا ربع، وأخبرونا أن الحريق نشب مرة ثانية، وقمنا بإخماده، والساعة التاسعة مساءاً في نفس اليوم اتصل مواطنون، واتجهنا لموقع الحريق، وتفاجأنا بالجثث، والشرطة كانت موجودة، وتم استدعاء الأدلة الجنائية، وما زالت أسباب الحريق قيد البحث.

- هل من شرح عن الإنجازات التي حققها العاملون؟
نعم إنجازات تلو إنجازات، آخرها تفجير مطار عدن الدولي عند وصول الحكومة، حيث اشتركت آليتان مجهزة لإسعاف وإنقاذ بعض الجرحى ونقل الموتى، وأيضا ًهناك إنجازات كثيرة، من ضمنها جهودنا في الإطفاء والإنقاذ في أحداث البحث الجنائي في خور مكسر 2018 وتفجير جبل حديد.

- هل هناك نقص في الإمكانيات؟
نعم هناك نقص في الغذاء والوقود وبعض معدات الإطفاء.

- مواطنون يناشدون بأن تكون خدمة الدفاع المدني سريعة الاستجابة، ما رأيك؟
نحن سريعو الاستجابة، ونتمنى من المواطن فور اشتعال الحريق أن يتصل، ولكن المواطن يحاول إخماد الحريق، وعندما يتفاقم يتصل بالدفاع المدني، ورجال الدفاع يخرجون فور الاتصال، ولا يتأخرون. ونطلب من المواطن عندما يحدث حريق في منطقته أن يبعد السيارات ويخلي كل شيء والحواجز التي تعيق دخول سيارة الإطفاء.

- كم عدد مراكز الإطفاء في العاصمة عدن؟
خمسة مراكز.

ما الصعوبات التي تواجهونها في عملكم؟
صعوبات كثيرة، منها الغذاء والبدلات والمستلزمات الأساسية، ونقص في المعدات الوقودية.

- كم عدد الجرحى المصابين بإصابة العمل الذين لم تستطيعوا علاجهم؟
20 مصابا، ويحتاجون العلاج في الخارج.

- هل من كلمة أخيرة للصحيفة؟
نحن نشكر صحيفة "الأيام" على اهتمامها، وهذا ليس أول لقاء معهم، ونتمنى أن تتواصل معنا في لقاءات قادمة لتحسس همومنا، وهي الصحيفة المفضلة لدينا.

مدير عام مصلحة الدفاع المدني العقيد .م/ محمد حسن الشميري م. عدن يطالب بإعادة تأهيل شبكة المياه في الشوارع والحارات.
وصرح الشميري لـ "الأيام" أن الداعم الكبير لخدمة الدفاع المدني هو اللواء شلال علي شائع.

وتحدث لـ "الأيام" نائب المدير العام النقيب سلطان سالم عند تفجير شرطة الشيخ عثمان تضرر مركز الدفاع المدني بأضرار كبيرة جداً أقوى من مركز شرطة الشيخ عثمان، وحتى الآن لم يتم علاج الجرحى ولم يجدوا تعويضات ولا ترقيات، ولم يحظوا بأي اهتمام، ولا اهتمام بالمبنى نفسه، الذي قد ينهار فوق الأفراد، ونزل مهندسون، وحتى الآن، لم يعملوا شيئا، وبالنسبة لتفجير الصولبان تم ترقية شخصين، والبقية لم يحصلوا على شيء، والمتبقي لدينا هو علاج بقية الأفراد الذين يحتاجون إلى السفر إلى الخارج، ولم نستطع علاجهم أو مقابلة أحد للأفراد المصابين، ولم نستطع أن نقدم لهم حبة باندول، لأنه لا يوجد لدينا إمكانيات، ولا مكان ليتعالجوا فيه، وهذا خلل من الدولة، والدولة خربت جميع مرافق العمل فيها عمومًا.

رواتب عسكر الدفاع المدني، كيف لي أن أطالب الفرد أن يناوب 24 ساعة وهو لستة اشهر دون راتب، ولا حوافز ولا علاجات، والدفاع المدني مهضوم جدا، وبالرغم من أن الدفاع المدني هو أساس الدولة. وإن تريد أن تبني دولة فعليك الاهتمام بالدفاع المدني، ونحمل الدولة المسؤولية الكاملة، فعندما جاءت الحكومة الأولى والثانية والثالثة لم تقدم لنا مسمارا واحد، لكن ما قدمه اللواء شلال علي شائع ودعم التحالف العربي بدأ يرفع مستوى مركز الدفاع المدني إلى 85 %.

- هل جندي دفاع المدني اليوم مثل جندي الدفاع أمس ؟ ما رأيك ؟
في الأمس كنت في مركز الدفاع المدني في الشيخ عثمان كنت أناوب لمدة 24 إلى 48 ساعة، لأنه كان رجل الدفاع لديه إمكانيات، ويستلم راتبه نهاية كل شهر، لكن رجل الدفاع اليوم يستلم راتبه بعد كل ستة أشهر أو خمسة أشهر، رتب واحد فقط، وكثير منهم أثقلت كواهلهم ولديهم أسر، وأنا بصفتي نائب مدير، لا أستطيع أنا والمدير العام إلزامهم، حتى الحليب كان يقدم لهم عند الحريق في السابق، أما الآن حتى الماء لا يجدونه، ولا شيء حاليا يقدم لهم فهم بحاجة إلى البدلات والغذاء وأشياء كثيرة تنقصهم، وقد حصلنا على 50 بدلة بعد أن جاءت وزارة الداخلية، واللواء شلال علي شائع تكفل بـ 160 بدلة على حسابه الشخصي لرجال الدفاع المدني، وقوة الإطفاء مكونة من 315 فردا وزودنا بـ 100 بدلة من مساعدات أخرى، وقسمناها على كل المراكز.

كما نطالب من كل الصحفيين ومدير الأمن أو أي إنسان داخل الدولة يهمه مصلحة المواطن أو المواطن نفسه يهتم لمصلحته، عليه أن ينزل إلى مراكز الدفاع المدني ليرى السيارات الإطفاء، وإذا وجد أي سيارة ناقصة لترا من الماء فليأتي وليحاسبنا. نحن نقول إن الدفاع المدني فاشل وحتى سيارات الدفاع المدني العاطلة ممتلئة بالمياه دائماً.

- وتحدث عادل عبد القوي سعيد مدير مكتب المدير العام:

بالنسبة للكلام الذي يشاع عنا من قبل المواطنين أن سيارة الإطفاء بلا ماء، هذا لا يمكن لسيارة الإطفاء أن تعود للمركز دون ماء حتى لو كانت 24 ساعة تطفئ الحريق، تذهب وتعبئ ماء، وترجع للمركز ولكن السبب أن المواطنين يتأخرون في البلاغ، وتقوم بمتابعة الحريق قبل أن تتصل لخدمة الدفاع المدني، والدفاع المدني يوصل بالسيارة، والسيارة لها سعة محددة، بسبب ضيق الشوارع، ويوجد سيارة فيها سلم أوتوماتيكي، وهذا ما يقدر يدخل بسبب ضيق الشوارع، وله جوانب وبناء عشوائي وما نقدر ندخل ونحصل صعوبة بسبب تركين السيارات.

وفي ختام قوله يناشد المواطنين عند الحريق يجب إخلاء الطريق عند سماع صافرة الإنذار، هذا ما سيساعد سيارة الدفاع المدني على الوصول إلى موقع الحريق بأسرع وقت، ولكن لا يوجد أي تجاوب من المواطنين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى