"التصالح والتسامح" في ذكراها الخامسة عشرة!

> تقرير/ عبدالله الظبي:

> احتفى أبناء الجنوب قبل أيام بمناسبة مرور خمسة عشر عاما على أحياء التصالح والتسامح التي دشنت بعد عقود من الانقسام في جمعية ردفان بالعاصمة عدن عام 2006م.
وعلى مدى سنوات، أسس التصالح والتسامح حراكا سياسيا، ساهم كثيرا في مواجهة آلة القمع وانطلاق أهم حركات النضال السلمي في المنطقة قبل انطلاق ما بات يعرف بثورات الربيع العربي.

وفي الذكرى الخامسة عشرة للتصالح والتسامح، شهدت عديد من المحافظات الجنوبية حراكا؛ للتعبير عن أهمية المناسبة وإحياءها، لِما لها من أهمية عظيمة تعزز من لحمة الشعب، وتساهم في توحيد صفوفه؛ للسعي بخطى ثابتة نحو تحقيق هدفه المنشود؛ حتى يتمكن أبناء الجنوب من العيش بكرامة.
وعبر عدد من المواطنين والشخصيات الاجتماعية في محافظة أبين عن أهمية المناسبة، كونها تعزز المحبة والتآخي والتسامح، وتأتي في ظرف بالغ التعقيد، يتطلب بذل جهود كبيرة لرأب الصدع، وتجاوز الخلافات والاختلافات، ومن أجل تحقيق تطلعات الجنوبيين.

محمد الشقي
محمد الشقي
محمد أحمد الشقي رئيس كتلة أبين البرلمانية في الجمعية الوطنية بالمجلس الانتقالي تحدث إلى "الأيام" قائلا: "ذكرى الـ13 من يناير يوم التصالح والتسامح التي دعا لها الحراك السلمي الجنوبي، والتي تم تدشينها في جمعية ردفان في الـ13 من يناير في 2006م، وقد وقف نظام صنعاء ضد خطوات أبناء الجنوب في التصالح والتسامح، وكانت الدعوة للتصالح والتسامح سببا في إغلاق مبنى جمعية ردفان، نتيجة استضافتها لأبناء الجنوب، وإشهار التصالح والتسامح الجنوبي".

وأضاف: "عمّد أبناء الجنوب ذكرى التصالح والتسامح بالدم، فقد سقط عدد من الشهداء والجرحى في ساحة الهاشمي في مديرية الشيخ عثمان، وقد مثل التصالح والتسامح صخرة على أساسها تحطمت كل مؤامرات نظام صنعاء، التي راهنت على تفكيك شعب الجنوب والعزف على صراعات الماضي الأليم".

وأكمل: "ذكرى التصالح والتسامح ظاهرة وطنية، أسست لثقافة المحبة والتأخي، وكان لذكرى التصالح والتسامح أن ذهب كل أبناء الجنوب إلى كل المحافظات والمديريات، وكانت رسالة واضحة معبرة عن وحدة المجتمع الجنوبي وإصراره على رفض النظام الذي أنتجته حرب صيف 94. نحن اليوم بحاجة إلى تجسيد روح التصالح والتسامح؛ لتجاوز الماضي والمضي قدما في بناء الدولة".

إعادة التلاحم الجنوبي
نبيل النمي
نبيل النمي
نبيل النمي، أحد الشخصيات الاجتماعية بمحافظة أبين، تحدث عن ذكرى التصالح والتسامح في الجنوب قائلا: "التصالح والتسامح بوابة واسعة من أجل تأصيل الهوية الجنوبية، وإعادة التلاحم الجنوبي".
وأضاف: " دون التصالح والتسامح، لا يمكن أن تبنى دولة، ودون التصالح والتسامح، لن يتحقق الهدف المنشود، ويجب أن يكون الوطن للجميع، وأن تكون هذه الذكرى خطوة إلى الأمام ترسخ في الأجيال القادمة وعيا، وتكرس ثقافة العمل الجماعي من أجل النهوض بالوطن".

وأوضح النمي قائلا: "هذه الذكرى هي إحدى بذور الانطلاقة الجنوبية التحررية الرافضة لمشاريع الهيمنة والإلغاء والاحتلال العبثي التي انتهجها نظام صنعاء".

وتابع قائلا: "نحن -أبناء أبين- هذه المناسبة تعني لنا الكثير الكثير، وجميعنا يدرك أن النظام السابق اجتهد كثيراً في تكريس المناطقية والعنصرية والجهوية والعزف على نغمة صراعات الماضي، و بفضل الله، ثم بوعي الشعب، فشلت تلك الرهانات، وخابت تلك الظنون، وتم تجاوز سلبيات الماضي، وفتحت صفحة جديدة عنوانها: الجنوب يتسع لكل أبنائه.

مناسبة غالية على قلوبنا
عبدالله الحيف
عبدالله الحيف
من جهته، عبدالله ناصر الحيف، نائب القيادة المحلية للمجلس الانتقالي بمديرية زنجبار، تحدث لـ"الأيام" عن ذكرى التصالح والتسامح قائلا: "هذه المناسبة أسست للتلاحم بين أبناء الجنوب من المهرة حتى باب المندب، ساهمت في إيجاد تقارب بين الجنوبيين".
وأضاف قائلا: "نمر اليوم في منعطف يتطلب بذل الجهود وإعلاء راية المحبة والتآخي؛ من أجل تحقيق أحلام الجنوبيين الذين قدموا آلاف الشهداء والجرحى... هذه المناسبة غالية على قلوبنا، ونفخر بها، ونسأل الله أن يوفقنا، فننسى ذكريات الماضي، ونطلع إلى المستقبل؛ من أجل أن تعيش الأجيال القادمة في أمن واستقرار وتنمية".

وتابع قائلا: "هذه الذكرى لها مذاق وطعم خاص لأبناء هذه المحافظة التي تضم في حضنها كل أبناء الجنوب الحضرمي واليافعي والردفاني والصبيحي والضالعي واللحجي والعدني... وغيرهم".
وأضاف: "لقد كان إعلان التصالح والتسامح أهم وأعظم وأجمل خطوة قرر الجنوبيون أن يتخذوها، وكانت نتيجة لعناء السنين، وقد علمتنا الأوجاع والآلام كيف نحافظ على وطننا، الذي يُعد هو مصدر عزتنا وكرامتنا، ولهذا، على كل أبناء الجنوب بأطيافهم ومشاربهم السياسية أن يحافظوا على ما تحقق من نصر عظيم تمثل في تحرير الأرض".

عبدالرب اليزيدي
عبدالرب اليزيدي
وتحدث الشيخ عبد الرب اليزيدي عن المناسبة قائلا: "التصالح والتسامح هدف سامٍ، وعلى طريقه قدم الجنوب آلاف الشهداء والجرحى من أجل تحقيق التلاحم بين الأخوة من أجل جنوب يسوده الأمن والاستقرار والتنمية".
وأضاف: "إعلان التصالح والتسامح ساهم في تجاوز كثير من مشكلات الماضي، وهي المسمار الأخير في نعش مشروع الغدر والخيانة، ووضع حد لاستمرار نهب خيرات الجنوب وثرواته".

توحيد الجهود
علي الحكم
علي الحكم
علي سالم الحكم، من جهته، قال: "التصالح والتسامح أتى من أجل توحيد الصف الجنوبي، وحشد الطاقات والجهود؛ من أجل الانتصار للقضية الجنوبية، ولإعادة اللحمة بين أبناء الجنوب".
وأضاف: "نجدها فرصة وعبر صحفية صوت الشعب "الأيام" في هذه المناسبة أن نتوجه بمناشدة لأبناء الجنوب؛ لنبذ الخلافات التي تمزق القضية الجنوبية وتبعدها عن مسارها الحقيقي خدمة للأعداء".
وتابع قائلاً :"تأتي هذه المناسبة التي تشرفت بها جمعية أبناء ردفان في عدن عام 2006م لتكون بداية انطلاق قطار القضية الجنوبية على كل المستويات، وأتمنى فيها من أبناء الجنوب تعزيز مبدأ التصالح والتسامح وعكسه على أرض الواقع خدمة لنصر القضية الجنوبية وبناء دولتهم".

صناعة جنوبية بامتياز
بدوره، قال القائم بأعمال مدير أمن أبين العقيد محمد فضل في حديثه للأيام: "التصالح والتسامح وضع القضية الجنوبية على هدف ومبدأ واحد، كما أن التصالح والتسامح صناعة جنوبية خالصة لتجاوز انقسامات الماضي، وقد هيأت الجنوبيين لتصفية القلوب، وهذا مكسب تاريخي يسجل لمن ساهم وشارك فيه، واليوم نحن ننعم بهذاء الإنجاز على أرض الواقع".

وأضاف: "ذكرى التصالح التسامح، لها أهمية ودلالات كبيرة في أوساط الجنوبيين، بما تجسده من تلاحم واصطفاف جنوبي، خصوصا أنها جاءت نتيجة تراكمات وإرث مليء بسلبيات الماضي".

نبذ الخلاف
وقال صالح ناصر عبدالله، رئيس القيادة المحلية للانتقالي م زنجبار: "هي حدث عظيم بالنسبة لشعبنا الجنوبي، أكدوا فيها، من خلال لقاء التصالح، نبذ الخلاف الذي عصف بهم خلال عقود من الزمن".
وأضاف: "نقول لمن أراد بنا وبمنطقتنا وبأرضنا التفرقة والشقاق: إن أبناء الجنوب التفوا حول بعضهم، وأصبحوا يدا واحدة، وفي مثل هذا اليوم تصالحنا وتسامحنا، وأصبح طريقنا واحدا".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى