حكومة تغني مالي ومال الناس

> جهاد عوض

> يعاني ويكابد المواطن همومًا وظروفًا لا حصر لها، مع انعدام وغياب كل مقومات وخدمات الحياة الضرورية، فلا يمر يومًا، إلا والمنغصات تنزل وتحيط به من كل ركن وزاوية، تثقل كاهله، وتشتت فكره، وتجعل صحته وحياته عرضة للخطر، ومصيدة سهلة للجلطات الدموية، والصدمات النفسية، فلا كهرباء ولا ماء يجدهما في منزله، إلا في لحظات وأوقات عابرة، وقصيرة من اليوم، إن لم تكن معدومة، ونادرة، والمسكين يترقب لها لساعات وأحيانا لأيام، حتى تعودان على استحياء، وتهل معهما الفرحة والمسرة على قلبه وجسده المتعبان.

يظل أسابيعًا وأشهرًا منتظرًا لتلك اللحظات، وينتظر موعد استلام الراتب، الذي يرتفع كل من على يمينه وشماله، إلا هو ثابت، لا يحرك ساكنًا، ولا يتحرك فيه متحرك، في ظل غلاء جنوني وارتفاع فاحش في الأسعار، لا يوقفه أحد، ولا يُرحم فيه مسكين ولا فقير.

يعيش المواطن أيامه بين الترقب والانتظار، ترافقه دوامة من القلق والأرق باستمرار، وذلك على مستقبل ومصير أولاده وبناته، وهو يرى ويسمع بشكل يومي من وسائل الأعلام، بأنه تم الكشف والقبض عن عصابات لبيع وترويج المخدرات في البلد، وفي الوقت نفسه لم ولن يشاهد أحد منهم يُحاكم، ويُحكَم عليه، لضرره وشره الواضحان على الفرد والمجتمع، حتى ينال عقوبته وجزاءه المتفق عليه، في حكم الشرع والقانون، المغيبان لغرض في نفس يعقوب.

يعاني المواطن القهر والحسرة، وهو يرى الحكومة بكادرها الصغير والكبير عاجزة، ومتخاذلة عن القيام بواجبها ومهامها، وكأن لسان حالها يغني (مالي ومال الناس)، في صورة تعبر وتوحي عن فشلها ومحدودية عملها، وتأثيرها الضيق على النشاط والحياة العامة، كدلالة واضحة ومشتركة لمساحة ورقعة تحركها المحدودة، التي لا تتجاوز جبل معاشيق.

حكومة المناصفة والمتقاسمة بينهم ووحدهم للرزق وخير البلد اليسير، لا ترى ولا تسمع ما يعانيه ويقاسيه ابن بلدها، طالما وهم يستلمون بالريال والدولار، ويدرسّون أولادهم في القاهرة وكوالالمبور.
مواطن تعقدت وانقطعت السبل أمامه، ولم يبقَ له، إلا أن يرفع كفيه إلى من له الشكوى والنجوى، برفع البلاء والغلاء أو ترجع الحكومة إلى المنفى، طالما وجودها ليس منه فائدة أو معنى.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى