هل تستطيع الصين أن تنجح في أفغانستان حيث فشلت إمبراطوريات أخرى؟

> بريان ماكغلينون*

> تعتزم بكين الاستفادة من "الانسحاب غير المسؤول" لواشنطن وإقامة علاقات صداقة مع كل من طالبان وحكومة كابول، وذلك لاستغلال الثروة المعدنية الهائلة التي تزخر بها أفغانستان، كما يقول بريان ماكغلينون في التقرير التالي:

حثّ آرثر كونللي، وهو ضابط استخبارات في عام 1840 الميجور جنرال هنري رولينسون على "لعب الدور النبيل" وتعزيز القيم البريطانية في أفغانستان، قائلًا "أمام عينيك لعبة عظيمة وهي لعبة نبيلة". وسرعان ما تحولت هذه اللعبة إلى تنافس سياسي دام عقودًا مع الإمبراطورية الروسية، مما أسفر عن سقوط عشرات الآلاف في إطار ثلاثة حروب أنجلو- أفغانية، كانت باهظة الثمن على الرغم من إخفاقها في إخضاع تلك البلاد الجبلية المعروفة باسم "مقبرة الإمبراطوريات".

وقد علق الآن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وينبين على انسحاب القوات الأميركية المزمع إنهاؤه قريبًا، بقوله إن بلاده ينبغي أن تلعب دورها النبيل في التاريخ وفي الدفع بعجلة "السلام والمصالحة وإعادة إعمار أفغانستان" إلى الأمام. وكما قال مارك توين، فإن "التاريخ لا يعيد نفسه، لكنه غالبًا ما يكون بإيقاع واحد".

رأت أفغانستان الغزاة يأتون ويذهبون منذ أيام الإسكندر في العام 330 قبل الميلاد، وتعتبر الولايات المتحدة آخر القوى الكبرى التي تضطر إلى الخروج من المنطقة خالية الوفاض من دون أن تحقق الأهداف التي جاءت من أجلها، إذ من المقرر أن ينتهي إخلاء جنودها من أفغانستان في 31 أغسطس المقبل، وبذلك تطوي أميركا صفحة اشتباكها العسكري الأطول الذي شهد سقوط 2312 قتيلًا في صفوفها، علاوة على ما يتراوح بين 35 و40 ألف من الضحايا المدنيين. غير أن كفة النفوذ في أفغانستان، التي لطالما أشير إليها بالبنان على أنها المحور الجيوسياسي في آسيا الوسطى، أخذت ترجح لمصلحة الشرق، حيث الصين قوة صاعدة تفتح قبضتها بانتظار أن تصبح كابول في متناولها.

جادل الجغرافي البريطاني السير هالفورد جون ماكيندر خلال محاضرة شهيرة ألقاها العام 1904 أن القوة التي تسيطر على مركز يوراسيا الجغرافي، الذي تتوافق حدوده إلى درجة كبيرة مع حدود أفغانستان، ستكافئ بالهيمنة طويلة الأمد على مستوى العالم. وتبدو هذه الدولة المحرومة من الشواطئ، التي تحيط بها اليابسة من كل جانب، أشبه بالمحور لعجلة دراجة لها قضبان أربعة هي إيران وروسيا والهند والصين تصل المحور بالإطار الخارجي، وقد أخذ الخطاب القومي المتطرف بأصواته النشاز يعلو داعيًا الصين إلى استعادة أمجادها التليدة لتلعب من جديد دورًا حضاريًا ساميًا وتستغل "الانسحاب اللا مسؤول" لواشنطن. وأخذت هذه الدعوات تصل إلى خارج الصين، وذلك عبر مصادر رسمية، ويطالب هؤلاء الصين أن تُري العالم أن بوسعها أن تنجح في أفغانستان حيث فشلت الإمبراطوريات الأخرى.

سيكون الفراغ في السلطة بمثابة التهديد والفرصة المغرية في الوقت ذاته بالنسبة إلى بكين، ويرى الحزب الشيوعي الصيني أن الخطر ينبع من مصدرين، أولهما مهربو المخدرات الذين ينشطون كما يحلو لهم في أفغانستان من دون حسيب أو رقيب، والثاني هرب عناصر "الحركة الإسلامية في شرق تركمستان " (إي ت أي إم) الانفصاليين من إقليم شينجيانغ الخاضع لتدابير أمنية مشددة في غرب الصين، ومع هذا فثمة فرصة مغرية للغاية تتمثل بالفوز بثروة أفغانستان المعنية الهائلة التي يقال إن قيمتها تزيد على 3 تريليونات دولار (2.18 ترليون جنيه استرليني).

يقول أندريس كور، وهو يعمل في "مجلة المخاطر السياسية"، إن "الصين قلقة بصورة أساسية حيال استثماراتها في موارد معدنية في أفغانستان بقيمة قد تصل إلى تريليونات الدولارات"، فتربة البلاد تختزن كثيرًا من المكامن المعدنية للنحاس والحديد والكبريت والبوكسيت والليثيوم والعناصر الأرضية النادرة الضرورية لصناعة التكنولوجيا. ويتبنى البروفيسور ستيف تسانغ، وهو مدير المعهد الصيني في "كلية الدراسات الشرقية والأفريقية" التابعة لجامعة لندن الفكرة نفسها، إذ يرى أن الصين ستركز في تعاملها المبكر مع أفغانستان على استغلال "الصناعات الاستخراجية وإقامة البنى التحتية".

إلا أن تسانغ أضاف أن مغامرة الاستخراج سيتخللها انطلاق الصين إلى "العمل في مناخ غير آمن ستحتاج فيه إلى الحماية"، وحالما "تصبح مشاركة بشكل مباشر على الأرض، ستتفاقم المجازفة بحصول تصعيد غير مقصود". وشرح كيف أن الأفراد والاستثمارات الصينية ستتأثر بغياب الأمان عمومًا، وبالفوضى في أفغانستان، وأن ما ستبذله بكين من "جهود لحماية مواطنيها واستثماراتها ستنطوي على المجازفة بالتصعيد".

ويدعي غوردون جي تشانغ، المؤلف وصاحب العمود في مجلة "نيوزويك"، هو الآخر أن استغلال الصين للمصادر المعدنية الكبيرة التي لاتزال بكرًا لم يستفد منها أحد، "سيكون استخراجها مكلفًا للغاية بالنسبة إليهم، وستكون الكلفة أكبر بكثير مما يتصورون حاليًا".

ولكي تنجح في محاولتها استخراج هذه الموارد الهائلة ستحتاج الصين إلى مساعدة طالبان، المنهمكة في إعادة ترسيخ نفسها في أنحاء البلاد بعدما أطيح بحكمها الإسلامي من قبل الولايات المتحدة في العام 2001. ويرى نيكولاس كارتر، قائد القوات المسلحة البريطانية والجنرال الأميركي سكوت ميللر، أن "من المعقول" أن تندلع حرب أهلية شاملة في أفغانستان الآن.

وتسعى قوات حكومة كابول المدعومة من جانب أميركا، سلفًا إلى الفرار عبر الحدود مع تركمانستان وإيران تفاديًا لضربات انتقامية، وفي هذه الأثناء تذكر مجلة "هذا الأسبوع في آسيا" أن طالبان تشجع تدخل الصين في فراغ السلطة الذي يلوح في الأفق، فيما يقول المتحدث باسمها سهيل شاهين "إذا كانت لديهم استثمارات فسنضمن بالطبع سلامتهم، إن سلامتهم مهمة للغاية بالنسبة إلينا".

هكذا يمكن للصين أن تبدأ في إقامة هذه الشراكة الإشكالية مع منظمة أصولية تسببت، بحسب ما تقول منظمة الأمم المتحدة، بسقوط 76 في المئة من الضحايا المدنيين في أفغانستان العام 2010 و80 في المئة من هذه الخسائر في الأرواح في كل من عامي 2011 و2012.

ومع ذلك يقول كور إنه تم الإثبات سلفًا على وجود هذه العلاقة المستمرة حين كانت "الصين مرجحة لتزويد طالبان بشيء ذي قيمة من أجل الحصول على موافقتها على قيام بكين بالتعدين في ”مس عينك“"، وقد حصلت شركتان صينيتان في العام 2008 على امتياز التعدين في منجم "مس عينك" الذي قيل بأنه يحتوي على ثاني أكبر مكامن النحاس في العالم.

لكن هل يمكن لطالبان أن تتجاهل ظروف معسكر إعادة التأهيل بين إخوتهم في الدين المسلمين في إقليم شينجيانغ المجاور؟ ويقدر أن اتخاذ الصين إجراءات استثنائية في الإقليم بحجة الحفاظ على الأمن أدى إلى اعتقال حوالي 1.5 مليون من أبناء إثنية الأويغور المسلمين في محاولة لإجبارهم على التزام العقائد الرسمية للحزب الشيوعي الصيني، ومن المرجح أن تتنبأ طالبان بأن الإجراءات الاستثنائية الصارمة التي تُطبق بصورة حديدية في شينجيانغ، قد تجد طريقها إلى التنفيذ عندهم هم في الوقت المناسب، إلا أن البروفيسور تسانغ يقول لي إنه إذا كانت طالبان تأخذ قضية الأويغور على محمل الجد "فهي لن تتعاون مع الصين على الإطلاق". وأضاف أن "حقيقة استعدادهم للتحدث إلى الدولة الصينية تعني أنهم يتبنون نهجًا مصلحيًا وليس مبدئيًا حيال هذه القضية".

ويعرب المراقبون الجيوسياسيون الصينيون عن ثقتهم بأن بكين ستنجح في تحقيق أهدافها في أفغانستان؛ لأنها ستتبع "الطريقة الصينية" لممارسة السيطرة، وإذا حققت هذه الطريقة المميزة النتائج المرجوة وضمنت النصر للصين فإن هذه ستطلق رصاصة الرحمة على الولايات المتحدة في السياسة الخارجية.

نسج المكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني الأساطير عن "الارتقاء السلمي" للصين إلى مرتبة القوى العظمى في العالم، وهو صعود أصبح ممكنًا بفضل النهج "المربح لطرفي العلاقة" الذي تعمل على أساسه في الدبلوماسية الدولية. وقال البروفيسور تشانغ جيادونغ في مقالة نشرتها صحيفة "الأزمنة العالمية" الحكومية الصينية، إن الغزوات ومحاولات الاختراق التي ستقوم بها الصين في أفغانستان ستكون منسجمة مع "مبادئ عدم التدخل الدبلوماسية" التي تتبعها، وأضاف أن الصين " لن تسقط في الفخ الأفغاني الذي وقعت فيه القوى الأخرى؛ لأن الصين قادرة على الانخراط في شؤون البلاد من دون أن تعلق بشباكها".

ويؤيد وجهة هذه كريس ديفونشر إليس، وهو رئيس مجلس إدارة "ديزان شيرا وشركاه" الذي يصف الصين بأنها أكثر تعاطفًا مع القيم الدبلوماسية للأفغان، ويرى أن الصينيين يفهمون الهيكليات التقليدية المتأصلة بدلًا من المبادئ الليبرالية للديموقراطيات التمثيلية الغربية. ويقول إن الصينيين "يبدون قدرًا أكبر من الاحترام لوجهات نظر شيوخ الأفغان والمتقدمين في السن بينهم الذين عادت عليهم تجربتهم الحياتية العظيمة بحكمة أهم وأعمق مما يتمتع به شخص في الـ 18 من عمره، كان سيحظى بحق مساوٍ لهم في التصويت في ظل القيم الديمقراطية الغربية".

هذا هو موقف المكتب السياسي للحزب الشيوعي في بكين، والذي يتبنى وجهة نظر لا تقيم وزنًا كبيرًا لحق الاقتراع العام، وهذا يعني أن نجاح الصين من شأنه أن يؤدي إلى التفكيك المرجح للنظم الديمقراطية التي أنشأتها الأمم المتحدة في أفغانستان بكلفة كبيرة للغاية.

وتابع ديفونشر إليس موضحًا أن "الصينين يحترمون أيضًا شيوخهم المسنين، ويعملون في إطار بنية حزبهم وفق نظام ديمقراطي جزئيًا يشتمل على النقاش والبحث والتجربة والخطأ"، ويرى كور أن تدخل الصين في أفغانستان يتمتع بفرصة لتحقيق أهدافه أكبر مما حظيت به مهمته "إقامة حكم ديمقراطي" الطموحة التي حاولت الولايات المتحدة ودول حلف الناتو تحقيقها في البلاد.

في المقابل، إن الهدف الأقل تعقيدًا الذي ترغب الصين ببلوغه من خلال "طريقة عدم التدخل" التي تطبقها هو فترة مديدة لاستخراج المصادر. وأضاف كور أنه " نظرًا إلى طبيعة أهداف الصين فإنها ليست في حاجة لقتال طالبان والقوى غير الليبرالية في أفغانستان، فهي تحتاج فقط إلى تقديم الرشوة لطالبان وحكومة كابول كي تستخرج الموارد المعدنية بشكل سلمي".

ويتكهن ديفونشر إليس بأن السيناريو المرجح أكثر من غيره للتحول إلى واقع في أفغانستان، هو إبرام بكين صفقة مع طالبان. إنها "ستقول لهم إن عليهم البقاء ضمن حدودهم وأن ما يفعلوه في أفغانستان يخصهم وحدهم، شرط ألا يزعج الصينيين الذين سيحاولون استمالة الأفغان من خلال النهج الذي يتبعونه، وسيكونون أقل اندفاعًا، كما سيحاولون إقناع طالبان أن السلام عبر التجارة أفضل من الصراع المسلح".

في غضون ذلك، تُدعى البلاد حاليًا بشكل رسمي "جمهورية أفغانستان الإسلامية"، وتديرها حكومة غير مستقرة انتُخبت ديموقراطيًا، بيد أن الصين تبدو مستعدة لتسهيل إقامة نظام حكم إسلامي بقيادة طالبان، حتى مع أن هذا يتعارض مع خطاب بكين نفسها القائل باستئصال الثقافة الإسلامية "المتخلفة" في إقليم شينجيانغ المضطرب الواقع غرب الصين، وقد أنفق المكتب السياسي الصيني المليارات على حملته ضد الشرور الثلاثة المتمثلة في "الإرهاب والانفصال والتطرف الديني". لكن تتبع الصين نهجًا أكثر براغماتية في علاقتها مع طالبان، ساعية إلى الترويج لعلاقة تكافلية تتلقى بفضلها طالبان من الصين، من طريق باكستان، الدعم السياسي والاقتصادي الذي تحتاجه لإنشاء "إمارتها" الإسلامية الجديدة.

ستتمكن الجماعة الأصولية من أن تحصل على الإيرادات من رسوم العبور لخطوط الأنابيب التي طورتها الصين، والمارة في أراضيهم قادمة من حقول الغاز الواقعة في تركمانستان، وهكذا سيكون من الممكن لهذا المنتج أن ينقل من مصدره في أسيا الوسطى إلى الموانئ الباكستانية إذا تم تأمين أفغانستان من قبل الصين، كما ستصبح طالبان بفضل علاقتها مع بكين التي تضفي عليها قدرًا من الصدقية، جهة موثوقة على المسرح العالمي، وقد تلتحق أيضًا بـ"منظمة شانغهاي للتعاون" كدولة عضو في هذا التحالف الأمني والاقتصادي والسياسي الصيني، وستؤدي هذه الترتيبات إلى حصول الصين على احتياطيات ضخمة من المعادن والنفط، كما سيكون نقلها بأمان إلى خارج البلاد مضمونًا، وستفيد بكين أيضًا من تعهد طالبان بعدم تقديم الدعم لـ "الحركة الإسلامية في شرق تركمانستان" التي تهدد المصالح الصينية في شينجيانغ.

يرى آخرون أن هذا التحالف سيعمل بشكل نظري فقط، وأن على بكين أن تتذكر أن الولايات المتحدة قد اتخذت هذه الخطوة البراغماتية من خلال دعم طالبان ضد الاتحاد السوفياتي في ثمانينيات القرن الماضي، لكنها لم تلبث أن أصبحت عدوة لها بعد عقدين من الزمن. ويقول عزيز عيسى إلكون، وهو مدير "مركز بين للأويغور"، إن طالبان ليست المجموعة الإثنية الوحيدة التي سيتعين على الصين التعامل معها. وأضاف أن في أفغانستان "الطاجيك والأوزبك وغيرهم من الشعوب التركية الأصل، ممن يشاطرون الأويغور الإرث العرقي واللغوي والثقافي نفسه، ويبدون سلفًا تعاطفًا شديدًا تجاه الأويغور، وقد أثبتوا سلفًا أنهم يتخذون موقفًا مناهضًا للصين".

وتابع إلكون أنه إذا نُظر إلى طالبان على أنها تتعاون مع الصين، فستنجم مشكلات عن ذلك، الأمر الذي يحمله على التكهن بأن تشهد أفغانستان نشوب "حرب أهلية تدوم عقدًا من الزمن، ويمكن أن تتمدد إلى أوزبكستان وقيرغيزستان". وأضاف، "بالنظر إلى الواقع السياسي والمشهد والأعراق المختلفة، إضافة إلى الجهاديين الإسلاميين الموجودين، ليس هناك فرصة لنجاح الصين".

من ناحيته، ردد غوردون تشانغ، وهو خبير في العلاقات الأميركية - الصينية، وجهة النظر التي أعرب عنها إلكون، ومفادها أن بكين قد استهانت بشكل خطير بتعقيد البنية الإثنية في أفغانستان وتعدد المجموعات العرقية فيها، التي يعمل كل منها لتحقيق "مصالح مختلفة للغاية" عن المجموعات الأخرى، واقترح تشانغ في لقاء أجرته معه محطة "فوكس نيوز" الأسبوع الماضي أن "الهند يمكن أن تؤلب هذه المجموعات ضد الصين في أفغانستان، وتربك الصينيين، وتعرقلهم".

وابتسم الخبير الصيني المتشدد ابتسامة مدروسة، مضيفًا أنه "سيروق لي أن أرى الصينين يعلقون في مستنقع أفغانستان، هذا سيكون شيئًا من الممتع رؤيته". وأشار ديفونشر إليس هو الآخر إلى آفاق نجاح منافسي الصين بإجهاض محاولاتها السيطرة على أفغانستان، ورأى أن الولايات المتحدة "ستترك عملاء وراءها ممن قد يحاولون خلق الانقسامات وإثارة المشكلات للصين في أفغانستان، وهذا يذكر برواية "كثيب الرمل" الشهيرة للأديب فرانك هربرت المتخصص بقصص الخيال العلمي، حيث يقبل أبناء مجموعة "أتريد" باقتناص فرصة لعب دور المسيطرين على كوكب أراكيس الغني بالتوابل، وذلك بعدما يقوم سادة هذا الكوكب السابقين من مجموعة "هاركوننين" بإخلائه عمدًا بهدف نصب فخ لجماعة "أتريد".

يدرك الصينيون طبيعة الفرصة التي سنحت لهم في أفغانستان وهي تشبه سيفًا ذا حدين، فهي مغامرة محفوفة بالمخاطر تأمل فيها بكين بأن تمضي على طريق دقيق يتطلب عبوره منتهى الحذر، كصديقة لكل من حكومة كابول وطالبان أيضًا، وتحاول "ذا غلوبال تايمز" تلطيف الأجواء وتهدئة مشاعر القلق من خلال تصريحات مضللة تفيد بأن حركة طالبان قد "غيرت نفسها بصمت بغرض تحسين صورتها الدولية، وتقليل المخاوف وإقامة علاقات صداقة مع دول مجاورة".

لكن كم من الوقت يجب أن ينقضي قبل أن تتراجع طالبان وتجعل أفغانستان ملاذًا للقاعدة وداعش وانفصالي شينجيانغ، وجميعهم من أعداء بكين؟ إن تجدد الصراع في أفغانستان هو الوضع الذي ستفيد منه الولايات المتحدة إذا تمخض عن استنزاف الموارد العسكرية الصينية أو تخصيصها للتعامل مع ذلك الميدان، ولقد أثبتت طالبان تفوقها في ميدان الأعمال العدائية التي تتواصل لمدة طويلة، حتى إن عندها قولًا مأثورًا مفاده أن القوى العظمى حين تقاتلها "تكون لديها الساعات، بيد أن لدينا الوقت".

ويحذر البروفيسور تسانغ من أنه بالنسبة إلى الصين "فقد يكون هذا من الطموحات المفرطة جدًا، بيد أن بضع سنوات ستمر قبل أن تأتي لحظة الحساب". ويضيف أن "أي شراكة بين الصين وطالبان ستكون علاقة مصلحة لن تدوم".

© The Independent*

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى