تكاتف الجميع أمام نهضة سير العملية التعليمية في بلادنا

> عبدالله علي محمد الغلابي

> بصفتي ولي أمر وجهت لي دعوة بحضور اجتماع لأولياء الأمور مع إدارة ثانوية أحمد حامد خليفة، بالمنصورة، والذي كرس لمناقشة بدء العام الدراسي والصعوبات التي تقف أمام إدارة المدرسة والأهالي والطلبة على حد سواء.

تم التأكيد على ضرورة تشابك الأيادي مع بعض إدارة مدرسة وأولياء الأمور والشخصيات الاجتماعية من أجل النهوض بالعملية التعليمية الأفضل وعدم الركون لشيء اسمه وزارة التربية والتعليم، التي لم تحرك ساكناً لا بتوفر الكتاب المدرسي ولا بتوفير المدرسين الأساسيين ولا باعتماد مدرسين متعاقدين وتوفير لهم الرواتب المناسبة، ولا يتم النزول إلى المدارس لتلمس هموم الإدارات المدرسية ومساعدتها، لكي تقوم بدورها على أكمل وجه.

أثناء الاجتماع انقطع التيار الكهربائي، ولم نتحمل على البقاء أكثر، فاختصرنا وقته الزمني، ووجدنا أنفسنا متسائلين: كيف سيكون بقاء الطلاب أثناء الحصص والكهرباء مقطوعة؟ هل الدولة عاجزة عن توفير الطاقة الشمسية على الأقل لتشغيل المراوح وتخفيف لهيب الحر على المدرسين والطلاب على السواء؟
هنا نتساءل ما دور وزارة التربية والتعليم والفائدة من وجود قوام بشري بهذه الأعداد دون فائدة تذكر؟

وهل توجد سياسة تربوية تنهض بمستوى التعليم؟ أم أن هناك سياسة تجهيل منهجية؟ ويبدو أن هذا هو السائد.

دارت في الاجتماع نقاشات، وتم اختيار ثلاثة عشر شخصاً ليكونوا مجلس آباء، ويتم الجلوس معهم من قبل إدارة المدرسة ووضع المهام الأساسية أمامهم وفقاً للائحة الداخلية لمجلس الآباء، لكي يكونوا عوناً لإدارة المدرسة، وتذليل الصعاب أمامها والتواصل مع أولياء أمور الطلاب والشخصيات الاجتماعية، ودعم المدرسة والنهوض بالعملية التعليمية إلى الأفضل.

ووافق الحضور على أن ما يطرحه مجلس الآباء أو يقره يبلغ لأولياء أمور الطلاب، ويكون ملزماً للجميع مع مراعاة الظروف التي يعيشها الناس في الوقت الحاضر.
ومن خلال طرح إدارة المدرسة لكثير من القضايا، يؤكد لنا أنها إدارة مسؤولة بحق، وهذا ينم عن وعي رفيع لديهم رغم تجاهل الوزارة وإدارة التربية في المحافظة.

كما تم تناول الصعوبات التي عددتها مديرة المدرسة إنتصار عبدالله، وهي كثيرة، لكن أكدت على الإصرار على تجاوزها بتكاتف الجميع إدارة مدرسة ومدرسين وأولياء الأمور وأصحاب الأيادي السخية والممدودة من أجل تحصيل دراسي لأولادنا بالشكل المرضي، ووقوفنا إلى جانب إدارة المدرسة وطاقمها المدرسي ومجلس الآباء بتوفير النواقص من الكتب المدرسية والمتطلبات الأخرى، وتوجيه أولياء أمور الطلاب بما تلزمهم خلال هذه المرحلة على الأقل حتى نضمن عاماً دراسياً ناجحاً للجميع، وبتكاتف الجميع وبعون الله سنصل إلى ما نريد، وتباً لمن يقف عائقاً أمام سير العملية التعليمية في بلادنا.

وبهذا الاتجاه نطالب بإعادة النظر في وضع المعلم وإعطائه كامل الحقوق، حيث كل دول العالم توضع ميزانية التربية والتعليم أعلى وأكبر ميزانية على الإطلاق، لأنها أساس نهضة وتطور الشعوب ولا تبنى الشعوب إلا بالعلم والتعليم.

لا بد من صرف المرتبات بانتظام وإعادة تقييمها، وصرف العلاوات المستحقة، والمطالبة بتأهيل المعلمين الجدد من خلال عقد الدورات المنتظمة خلال العطل الفصلية والسنوية وإحلالهم بدلاً من المعلمين الذين يحالون على التقاعد والمنقطعين والنازحين إلى الخارج بحثاً عن أعمال تدر عليهم مداخيل أفضل يعيلون بها أسرهم، كون ما يحصلون عليه هو من الفتات وليس رواتب، ولا تلبي الشيء اليسير من حاجيات الأسر مع الارتفاع الجنوني للأسعار وهبوط العملة المحلية أمام العملات الأجنبية وضعف دور الدولة في معالجة الحياة الاقتصادية ومحارية الفساد والمفسدين في كل مجالات الحياة.

إن ما لمسناه من مديرة المدرسة وطاقم التدريس من اهتمام بالعملية التعليمية، يؤكد أن لديهم إصراراً وعزيمة على تحقيق نجاحات كبيرة لهذا العام وما بعد هذا العام، وهذا نابع من وعيهم الرفيع بالمسؤولية وهم تربويون قدامى عصرتهم التجربة والحياة الطويلة في سلك الربية والتعليم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى