موسكو تحذر من تداعيات "مدمّرة" إذا فرضت واشنطن عقوبات على بوتين

> ​ندّدت موسكو الأربعاء بالتهديدات الصادرة عن واشنطن بفرض عقوبات مباشرة على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مؤكّدة أنّ مثل هكذا خطوة ستكون تداعياتها مدمّرة، فيما حذّرت الولايات المتحدة من أنّ الكرملين يخطط للتحرّك عسكرياً ضدّ أوكرانيا بحلول منتصف الشهر المقبل.

في الأثناء، اجتمع مسؤولون من فرنسا وألمانيا وروسيا وأوكرانيا في باريس الأربعاء، في إطار محاولة جديدة للتخفيف من حدّة الأزمة التي أثارتها المخاوف من احتمال أن تكون موسكو تستعدّ لغزو جارتها المؤيدة للغرب.

وحذّرت دول غربية عدّة روسيا من عواقب وخيمة في حال غزت أوكرانيا، وذهبت واشنطن أبعد من ذلك لتعلن الثلاثاء استعدادها فرض عقوبات تستهدف بوتين شخصياً.

وقلّل الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف من شأن التهديدات الأميركية، مشيراً إلى أنّه يُمنع أساساً على كبار المسؤولين الروس امتلاك أصول في الخارج.

لكنّه شدّد مع ذلك على أنّه من شأن خطوة من هذا القبيل أن تضرّ بدرجة كبيرة بالجهود الدبلوماسية الرامية لنزع فتيل التوتر حيال أوكرانيا.

وقال بيسكوف للصحافيين "سياسيًا، هذا الأمر ليس مؤلمًا، إنه مدمّر".

وسبق للكرملين أن أشار إلى أنّ أيّ عقوبات أميركية تستهدف بوتين شخصياً ستمثّل تجاوزاً للخط الأحمر، محذراً من أنّ مثل هكذا خطوة ستؤدي إلى انقطاع العلاقات الثنائية.

وأكّد الرئيس الأميركي جو بايدن الثلاثاء أنّ أيّ هجوم عسكري روسي على أوكرانيا سيؤدي إلى "عواقب هائلة" حتى أنّه قد "يغيّر العالم".

في الأثناء، أكدت مساعدة وزير الخارجية الأميركي ويندي شيرمان الأربعاء أنّ الولايات المتحدة تعتقد أنّ بوتين يستعدّ لاستخدام القوة ضد أوكرانيا بحلول منتصف فبراير.

وقالت شيرمان خلال منتدى "لا فكرة لدي ما إذا كان قد اتّخذ القرار النهائي، لكنّنا بالتأكيد نرى أنّ كلّ مؤشّر يدلّ على أنه سيستخدم القوة العسكرية في وقت ما، ربّما (بين) الآن ومنتصف فبراير".

عقوبات في قطاع التكنولوجيا المتقدّمة

وتحدّث مسؤول أميركي رفيع الثلاثاء عن عقوبات اقتصادية محتملة على روسيا "تحمل عواقب هائلة" تتجاوز تلك التي فرضت عام 2014 بعدما ضمّت روسيا شبه جزيرة القرم من أوكرانيا.

وقال المسؤول إنّ التدابير الجديدة ستشمل قيوداً على صادرات معدات التكنولوجيا الأميركية المتقدّمة المرتبطة بالذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمّية وتكنولوجيا صناعة الطيران، وهو ما "سيضرب بشدّة طموحات بوتين الاستراتيجية لتحويل اقتصاده نحو التصنيع".

واعتبر رئيس مجلس النوّاب الروسي فياتشيسلاف فولودين الأربعاء أن تهديد واشنطن تجاه بوتين يظهر أنّ الولايات المتحدة "ترغب برئيس روسي موال يمكنها السيطرة عليه".

وكتب فولودين على وسائل التواصل الاجتماعي أنّ "الولايات المتحدة غير راضية بأنّ الاتحاد الروسي بات قوياً ومستقلاً في عهد الرئيس فلاديمير بوتين".

في الأثناء، دعا الحزب الحاكم في روسيا الكرملين إلى تسليح الانفصاليين الموالين لموسكو في شرق أوكرانيا لمساعدتهم على الدفاع عن أنفسهم في وجه كييف.

وأفاد رئيس كتلة حزب "روسيا الموحدة" في مجلس الدوما فلاديمير فاسيلييف في بيان بثه التلفزيون الروسي الرسمي "نناشد قيادة بلدنا تقديم المساعدة لجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك على شكل إمدادات من المعدات العسكرية اللازمة لردع أيّ عدوان".

وأضاف "أجرينا مشاورات في هذا الصدد وتوصلنا إلى تفاهم مفاده بأنه لا يمكننا ترك الناس تحت رحمة نظام كييف".

وفي وقت سابق، قال نائب روسي رفيع هو أندريه تورتشاك المسؤول في حزب بوتين إن على روسيا تقديم الأسلحة "لردع الأعمال العسكرية المعادية التي تعد لها كييف بشكل واضح".

وعلى مدى أسابيع من المحادثات بين دبلوماسيين روس وأميركيين وأوروبيين، حذّر القادة الغربيون مرارا من إجراءات اقتصادية واسعة النطاق ضد موسكو في حال وقوع اعتداء.

ويشارك في الجولة الجديدة من المحادثات في باريس الأربعاء نائب نائب كبير موظفي الكرملين ومساعد رفيع للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إضافة إلى مستشارين دبلوماسيين للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس.

بدوره، أكّد وزير الدفاع الإيطالي لورينزو غويريني في بيان أن بلاده ستحافظ على التزاماتها حيال حلف الأطلسي في ظل أزمة أوكرانيا، فيما شدد على ضرورة التوصل إلى حل سلمي.

وأعلن حلف الأطلسي الاثنين أنه سيرسل طائرات وسفن لتعزيز منطقة شرق أوروبا.

وفشلت المفاوضات حتى الآن في تخفيف التوتر، رغم أن واشنطن وموسكو اتفقتا على مواصلة الحوار.

روسيا ستتخذ "الإجراءات اللازمة"

وتتوقع روسيا هذا الأسبوع تلقي إجابات أميركية مكتوبة على المطالب الأمنية الواسعة التي رفعتها موسكو العام الماضي والرامية للحد بشكل كبير من إمكانيات وهيمنة حلف شمال الأطلسي على شرق أوروبا والدول التي كانت منضوية في الاتحاد السوفياتي.

وحذّر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في خطاب أمام النواب الأربعاء من أن موسكو ستتخذ "كافة الإجراءات اللازمة" ما لم تحصل على ردود بنّاءة وإذا واصل الغرب "سياسته العدوانية".

وأفاد دبلوماسيون من دول حلف الأطلسي الأربعاء أن الناتو يقترب من استكمال كتابة مقترحاته لموسكو في هذا الصدد ومن المقرر أن يسلّمها إياها الأسبوع الجاري.

وقال دبلوماسي غربي لفرانس برس "العديد من المطالب الروسية غير مقبولة ولا واقعية، لكن الرد يحدد عددا من القضايا التي يمكن التعامل فيها مع مخاوفهم.. السؤال هو إن كان هذا ما يريده الروس".

في الأثناء، أعلنت موسكو عن سلسلة تدريبات عسكرية بما في ذلك في بيلاروس وقالت الثلاثاء إنها ستجري مناورات جديدة يشارك فيها 6000 جندي قرب أوكرانيا وفي منطقة القرم.

وأكد بيان لـ"الأسطول الشمالي" أن سفنا حربية روسية دخلت بحر بارينتس الأربعاء كجزء من تدريبات بحرية منفصلة.

واتّهم الغرب روسيا بحشد حوالى 100 ألف جندي على الحدود الأوكرانية.

وأفاد وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا الأربعاء بأن عدد الجنود الروس "غير كاف لهجوم واسع النطاق" لكنه يمثّل "تهديدا مباشرا" لأوكرانيا.

وتنبع المخاوف من غزو روسيا من ضم موسكو شبه جزيرة القرم عام 2014 وسيطرة انفصاليين موالين للكرملين على منطقتين وإعلانهما تأسيس جمهوريتين من طرف واحد في شرق أوكرانيا.

وقتل أكثر من 13 ألف شخص في المعارك بين القوات الحكومية الأوكرانية والمتمرّدين الموالين لموسكو.

ودعا البابا فرنسيس الأربعاء إلى السلام في أوكرانيا مناشدا تجنّب إشعال حرب في أوروبا.

أ.ف.ب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى