طائرات أف – 22 في الإمارات.. خبراء: استجابة أمريكا لمطالب حلفائها جاءت متأخرة

> واشنطن "الأيام"

> ​بدأت ملامح الاستراتيجية الأميركية في الخليج تتضح، وتقوم هذه الاستراتيجية على معادلة الدفاع دون ردع، وذلك للرد على  استمرار الهجمات الحوثية التي تستهدف السعودية والإمارات، في خطوة توازن بين أمرين اثنين؛ الأول طمأنة دول الخليج حيال المظلة الدفاعية الأميركية، والثاني تمهيد الطريق لاستمرار الحوار مع إيران بشأن الملف النووي.

وعبرت عن هذه الاستراتيجية الزيارة التي قام بها قائد القيادة المركزية الأميركية كينيث ماكينزي إلى الإمارات، والتي تمحورت حول استكمال الإجراءات التي أعلنتها وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) للمساعدة على تعزيز الدفاعات الإماراتية بعد هجمات شنها الحوثيون.

ويقول خبراء عسكريون إن سياسة أمنية تقوم على الدفاع فقط ولا توجه ضربات استباقية لتفكيك منظومة الصواريخ ومخازن المسيرات، التي تهدد أمن الحلفاء ومصالح الولايات المتحدة وتمركز قواتها في الخليج، ليست سوى ضوء أخضر لإيران وميليشياتها يسمح لها بالاستمرار في استهداف دول الخليج.

ويرى الخبراء أن استجابة الولايات المتحدة لمطالب حلفائها جاءت متأخرة، خاصة بعد الهجمات الحوثية التي استهدفت عام 2019 مواقع نفط مهمة في شرق السعودية، وهو ما شجع إيران وميليشياتها على الاستمرار في شن هجمات.

وقال ماكينزي خلال زيارته إلى أبوظبي إن طائرات أف – 22 ستزود الإمارات “بواحد من أفضل رادارات المراقبة في العالم” القادرة على تحديد الأهداف، ومنها صواريخ كروز الهجومية البرية والطائرات المسيرة.

والمقاتلة أف – 22 توفر أفضل رادار رصد من أعلى إلى أسفل (عين الصقر) للمسيّرات وصواريخ كروز التي تحلق بارتفاعات منخفضة وتستغل التموجات السطحية للأرض لتمنع الرادارات الأرضية التقليدية من رصدها.


ولكي تكون هذه الرادارات المتطورة جدا فعّالة يجب أن تحلق طائرات منها على مدار الساعة، وهو أمر مكلف جدا، لكن الواضح أنه بات أهم خيار للأميركيين من أجل التصدي للهجمات المدعومة من إيران، سواء انطلقت هذه الهجمات من ميليشيات اليمن جنوبا أو من العراق شمالا.

وأكد ماكينزي أن “الغرض من زيارتي هو التأكيد على أننا شريك موثوق به للإماراتيين”.

وقالت وزارة الدفاع الأميركية في بيان “أبلغ الوزير ولي العهد أيضا بقراره نشر طائرات مقاتلة من الجيل الخامس لمساعدة الإمارات على مواجهة التهديدات الحالية، وكرسالة واضحة يفيد مضمونها بأن الولايات المتحدة تقف إلى جانب الإمارات كشريك استراتيجي طويل الأمد”.

وأبلغ أوستن ولي عهد أبوظبي بأن الولايات المتحدة ستواصل تقديم معلومات تهدف إلى الإنذار المبكر وستستمر في التعاون مع الإمارات في مجال الدفاع الجوي.

وتستخدم الإمارات نظام الاعتراض الصاروخي الأميركي “ثاد”، لكنها تواصل أيضا العمل على تطوير قدراتها الدفاعية.

وأشار ماكينزي إلى أن “الصواريخ البالستية متوسطة المدى التي أُطلقت من اليمن ووصلت إلى الإمارات العربية المتحدة لم تُبتكر أو تُصنع أو تُصمم في اليمن… كل ذلك حدث في مكان آخر. لذلك أعتقد أننا بالتأكيد نرى علاقة إيرانية بهذا الأمر”.

وأضاف “المعدات التي يطلقونها هي بالتأكيد إيرانية. إذا لم توافق إيران على الهجمات، فهي بالتأكيد مسؤولة عنها أخلاقيا”.

وردا على سؤال عن أسباب الهجمات الصاروخية التي شنها الحوثيون مؤخرا قال ماكينزي إنها ربما تكون مدفوعة بمجموعة من السيناريوهات، منها الرد على الهزائم في ساحة القتال.

وقال “من الصعب معرفة جميع أسباب الحوثيين (التي تقف) وراء ذلك… أعتقد أن الحوثيين ليسوا معتادين على خسارة الأرض في اليمن”.

لكن العامل الرئيسي “كان فقدان إيران للنفوذ في العراق والحاجة إلى جبهات جديدة في محاولتها للسيطرة الإقليمية”، مثلما نقلت عنه واشنطن بوست.

وأضاف ماكينزي “اتهم الإيرانيون الإمارات بالتدخل في الانتخابات العراقية. إيران بحاجة إلى من تلقي عليهم اللوم لأن الانتخابات لم تسر على ما يرام بالنسبة إليها”، وتابع قائلا “في العراق خصوصا اعتقدت إيران أنها تمتلك طريقا سياسيا للمضي قدما في إخراج الولايات المتحدة… الآن أعتقد أنهم (الإيرانيين) يدركون البدائل، وقد تكون بعض هذه البدائل عنيفة”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى