​وصايا رسول الله في شهر رمضان

> كم رمضان صامه النبي

فُرِض الصيام في شهر شعبان من السنة الثانية من الهجرة، وكانت وفاة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في شهر ربيع الأوّل من السنة الحادية عشرة من الهجرة، وهذا يعني أنّه عليه السلام قد صام رمضان تسع مرّات، ولم يختلف أحد من أهل العلم في هذه التواريخ، فكان ذلك إجماعاً منهم.

*تجديد النية

هناك حديثان رئيسيان نحتاج إلى التذكير بهما هنا أولاً، فقال النبي الحبيب صلى الله عليه وسلم: قال الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام، فإنه لي وأنا أجزى به، والصيام جنّة، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث، ولا يصخب، فإن سابّه أحد أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح، وإذا لقى ربه فرح بصومه) رواه البخاري ومسلم.

فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : “مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَاناً وَاحْتِسَاباً غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ” لذلك، من خلال النظر إلى الحديث الأول تذكر الحكمة من فرض الصيام فإنك في ساعات صيامك الطويلة، تقوم بالعبادة فى سبيل الله سبحانه وتعالى، فكن ممتناً لأنه أتاح لك أن تشهد هذا الشهر والقيام بأقصى الطاعات فى تلك الشهر المبارك، فساعات الصوم الطويلة تلك هي ساعات من العبادة والأمتنان، فإذا كنت مشغولاً أو في العمل أو تخدم أسرتك خلال تلك الساعات، فهذا فى الواقع يجلب لك المزيد من الحسنات، إذا استحضرت النية بإن ذلك في سبيل الله عز وجل.

لذا جدد نواياك يومياً، وتذكر لماذا فُرض الصيام في شهر رمضان فإن الصيام فى تلك الشهر فعل من شأنه ترك ذنوبك السابقة، فذلك يجلب لك مضاعفة الأجر من الله عز وجل بالإضافة إلى ذلك، فإن حالة اليقظة فى النوايا الكامنة وراء الأفعال هى جوهر التقوى التى من المفترض أن نطورها فى رمضان، فالتقوى هى من أهم الصفات التى يريدنا الله سبحانه وتعالى أن نزيد منها، وإذا اتخذت خطوات لزيادة التقوى فى رمضان ، فستكون هذه خطوة كبيرة نحو تنميتك الشاملة كإنسان، لذا تأكد من أن تظل واعيًا وتجدد نواياك، فستحصل على أجر ما نويت، فاجعل نواياك صادقة وجميلة كما يقول النبي صلى الله عليه وسلم:” إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِىٍ مَا نَوَى”.

ويُعَدّ شهر رمضان من أفضل مواسم الخير التي تمكّنُ المسلم من التّزود فيها من الأجور؛ فيصوم النهار، ويُعلِّم، ويتعلّم، ويقوم الليل، ويُفطّر الصائمين، وكان النبيّ -عليه الصلاة والسلام- والسَّلَف الصالح من بعده يُحسنون استغلال شهر رمضان؛ فيجتهدون فيه بالعبادة وسائر القربات أكثر من غيره، وهذا دأبُ الصالحين، يتقلّبون بين العبادة والاستعداد لها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى