​وصايا رسول الله في شهر رمضان

>
​الجهاد في سبيل الله ذروة سنام الإسلام، وبه تنال العزة في الدنيا والآخرة، وهو من أفضل الأعمال وأجلِّ القربات، وما ذلَّ المسلمون إلا عندما تركوا الجهاد، وركنوا إلى الدنيا، فتكالب عليهم الأعداء، وتداعت عليهم الأمم، كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، والتذكير بالجهاد في هذا الشهر المبارك، تذكير بماض مشرق، نحن أحوج ما نكون إلى الاسترشاد به، لنخرج من أزمة طال أمدها، وبعد زمنها، حتى صرنا في مؤخرة الأمم، وأصبحنا مع كثرتنا غثاءً كغثاء السيل، فنـزع الله المهابة من قلوب أعدائنا لنا، وقذف في قلوبنا الوهن - حب الدنيا وكراهية الموت -، فالتذكير بالماضي ينبغي أن يساق للعبرة، وللإفادة منه في صنع حاضرنا.

*جهاد الرسول في رمضان

يُعَدّ شهر رمضان في حياة النبيّ - عليه الصلاة والسلام - شهر الجهاد؛ والمقصود هُنا الجهاد الذي يشمل قتال غير المسلمين؛ بقصد إعلاء كلمة الله - تعالى -، ومن الأحداث والمعارك التي خاضها النبيّ - عليه الصلاة والسلام - في شهر رمضان غزوة بدر، وكانت في السنة الثانية من الهجرة، وهي من أهمّ المعارك التي خاضها بنفسه، وسَمّاها الله بـ(يوم الفرقان)، ونَصر فيها نبيّه، وعباده المؤمنين نصرًا عظيمًا، وفي شهر رمضان من السنة الثامنة من الهجرة كان فتح مكة، وتحطيم الأصنام، ودخول أهلها في دين الله أفواجًا، وقد هيّأ هذا الفتح لانتشار الإسلام خارج الجزيرة العربيّة.

*عدد غزوات الرسول في رمضان

تسمو النفوس وتغدو أكثر طهرًا وقُربًا من خالقها في شهر رمضان، كما أنّ النصر الإلهيّ يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالنفوس الطاهرة؛ ولهذا فإنّ أشهر غزوات الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- وقعت في شهر رمضان، ومن هذه الغزوات غزوة بدر التي فرّق الله فيها بين الحقّ والباطل، وكانت في السابع عشر من شهر رمضان من السنة الثانية للهجرة، بالإضافة إلى أنّ فتح مكة جرت أحداثه المباركة في العاشر من رمضان من السنة الثامنة للهجرة، ويُشار إلى أنّ بعض أحداث غزوة تبوك كانت قد وقعت في رمضان من السنة التاسعة للهجرة.

*العودة من غزوة تبوك

تعَدّ غزوة تبوك آخر غزوة لرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، وقد كانت اختبارًا صعبًا ميَّزت المؤمنين عن غيرهم؛ إذ كان التخلُّف عنها علامة على النفاق، وكان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قد بدأ المَسير إلى تبوك في شهر رجب، وعاد إلى المدينة المُنوَّرة في شهر رمضان مُنتصِرًا مع جيشه دون قتال بعد خمسين يومًا قضى منها عشرين يومًا في تبوك، بينما أمضى بقيّتها في الطريق ذهابًا وإيابًا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى