ونحن نحتفل بيوم التطوع للعمل الإنساني الذي يصادف التاسع  عشر من أغسطس  في كل عام تشير إحصائيات الأمم المتحدة في اليمن إلى أن حوالي 23.4 مليون شخص بحاجة إلى مساعدة كما أكد المنسق الأممي للشؤون الإنسانية في اليمن ديفيد جريسلي في بيان بهذا المناسبة إن العنف والتهديدات ضد العاملين في المجال الإنساني يقوضان عملية تقديم المساعدات، ويعرضان أرواح من هم في أمسّ الحاجة إليها للخطر  وسجلت المنظمة الدولية 27 هجوما على مبانٍ ومنشآت منظمات إغاثية ونهب الإمدادات الإنسانية وغيرها من الأصول بين يناير ويونيو، و28 حادثة اختطاف سيارات في الأشهر الستة الأولى من العام،2022 بينما تعرض العاملون في مجال الإغاثة لحملات تضليلية وتحريضية وادعاءات كاذبة بأنهم يفسدون قيم الشعب اليمني، بما فيها أخلاق الشابات وفي أحدث تقرير كشف المكتب القيود التي تفرضها المليشيا الحوثية على العاملين في المجال الإنساني وتحركاتهم ما تسبب في إعاقة وصول أغلب المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين إليها في اليمن خلال الربع الثاني من العام 2022. وأوضح أن من إجمالي 532 حادثة تقييد وصول للمساعدات الإنسانية، أبلغ عنها الشركاء في المجال الإنساني، خلال الفترة (أبريل، مايو، يونيو) من العام الحالي، تم تسجيل نحو 89 % منها في المناطق التي تسيطر عليها جماعة الحوثي.

في عدن ينشط العديد من النشطاء في مجال العمل التطوعي ويعد اليوم العالمي للعمل الإنساني يوم مخصص للاعتراف بمجهودات العاملين في المجال الإنساني ومن يفقدون ربما حياتهم بسبب المساعدات الإنسانية وهو يوم خصص للاعتراف بجميل من يقوم بالعمل التطوعي بكل حب وتفاني  وعين هذا اليوم من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة كجزء من الرعاية السويدية - قرار الجمعية العامة رقم (A/63/L.49) الخاص بتعزيز وتنسيق المساعدة في حالات الطوارئ التابعة للأمم المتحدة، و19 أغسطس يصادف اليوم الذي قتل فيه الممثل الخاص للأمين العام في العراق سيرجيو فييرا دي ميلو و21 من زملائه في تفجير مبنى الأمم المتحدة في بغداد.

 عرفت عدن  العمل الطوعي  من قديم الزمن  وهناك الكثير  يعملون  في مجال  العمل الطوعي  بشكل كبير اليوم واعتراف منا بالجميل هؤلاء  نسرد لكم أراء عدد من الأفراد العاملين  في مجال التطوع الإنساني.

شفاء سعيد باحميش رائدة من رواد العمل التطوعي في عدن تعمل بصمت وتقدم المساعدة ويد العون لكل من يحتاج له من خلال مؤسستها  "لحظة أجر" وبالتنسيق والتعاون مع عدد من أهل الخير تقول شفاء عما يمثله العمل التطوعي  بالنسبة لها أنه عمل نبيل جدا وتضيف "يعد العمل ظاهرة إيجابية ونشاطا إنسانيا وسلوك حضاري يساهم في تعزيز قيم التعاون في المجتمع و فوائده يشعر الفرد القائم بهذا العمل أنه فرد متحمل مسؤولية حقيقة لخدمة الجميع ويعتبر شريك أساسي لتنمية المجتمع في عدة مجالات  يسعي للقيام بها للنهوض لخدمة مجتمعة".

وتأكد أن "نشر الخير ورفع الوعي في المجتمع من أبرز الأنشطة التي يمكن أن تساهم في تصحيح مسار العمل التطوعي لمجتمع  فقد فيه أبسط الوسائل المعيشية والخدماتية وقل فيه الشعور بالمسؤولية والمشاركة المجتمعية، وأن الجميع مسؤول عن ذلك كونه لخدمة المجتمع وبشراكة مع السلطة المحلية بكل منطقة كلما تكاتف الجميع نحو هذا العمل كلما زادت نسبة التطور والتقدم والحد من عدة أزمات وانتشال للوضع الإنساني بأوساط المجتمع".

وأوضحت أنه من الضروري أن تحتوي السلطة العاملين على خدمة المجتمع وإشراكهم بمشاريع تنموية وإنسانية وخدماتية من خلال فض النزاعات والحد من المشاكل عن طريق وضع حلول قابلة للتنفيذ من قبل مجموعة من الشخصيات المؤثرة التي تعمل بعيد من المصلحة الشخصية وتهتم بالعمل للمصلحة العامة.

وقالت :"فوائد التطوع يعزز التواصل بين الجميع، وعلى تماسك وسلامة المجتمع والشعور بالمسؤولية يساعد على نشر الوعي بكل المجالات  يعزز أيضا الثقة بالفرد ويعطي الفرد فرصة  للتعرف على كافة شرائح وفئات المجتمع ويمكن الفرد أن يكون فاعل بمجتمعة ويعزز من مكانته ويقوي شخصيته وينمي من قدراته بتقديم الخدمات للجميع، ويسهم  في تعزيز مهارة التشبيك لدى الفرد وخلق علاقات اجتماعية واسعة ومتنوعة ويجعل الفرد شخصية قيادية من خلال أدواره المختلفة في خدمة مجتمعه، وتمكنه من إدارة الأعمال بطريقة إيجابية لها أثر ملموس لدى الجميع وخلق وعي مجتمعي ويحد من الظواهر السلبية ويعزز تماسك الجميع وتكاتفهم نحو خدمة مجتمعهم".

ومن شروط العمل التطوعي قالت "العمل بضمير وعدم التفكير بالمقابل الشخصي، وإرادة داخلية بالقيام به بشكل طوعي ودون إجبار من أحد كونه عمل تطوعي وعلى حسب رغبة الشخص، أن يقدم المصلحة العامة عن المصلحة الشخصية أن يعمل لدى الجميع ولخدمة الجميع أن يكون شخص مؤثر ولدية حكمة لفض النزاع وإيجاد الحلول أن يكون شخصية حيادية بالحوار والسماع وتقبل أراء الجميع وأن يكون منصتا جيدا".

وفي ظل الوضع المتدهور عمومًا "أن يكون الفرد سندا للجميع وأن يعمل بهمه وضمير للحد من كل الظواهر الدخيلة والسلبية والسعي إلى عودة القيم الذي هي أساس لبناء الإنسان وبناء الوطن ويدا بيد نحو النهوض بالوضع كلا حَسَبَ مقدرته ولو برفع الوعي بأهمية الحد من الشوائب التي لوثت المجتمع والبيئة وهي كثيرة، وعلينا أن نتكاتف جميعا ونمد أيدينا للسلطة ونكون معهم نحو البناء،  ورفض ونبذ الاختلالات السائدة وإيحاد الحلول لعودة تطبيع الحياة".

الممثل المعروف ناصر العنبري يقول : إن العمل التطوعي هدف ورسالة وإيمان وزرع بذور الإخاء والتكافل والمحبة  ورش رياحين عطور الأمل على كل إنسان".

وينصح العنبري  العاملين في هذا  مجال  أن "يتحلوا بالصبر والإيمان برسالتهم ويؤمنوا  أن الله معهم وأن المجتمع  يحبهم  ".

رئيس مؤسسة "عطايا" التنموية تسهيد عاصم  تصف  العمل الطوعي" بأنه جسر للتواصل مع الناس وبالذات في مجال خدمة الناس من الفئات الأكثر احتياجا".

وترى أنه كلما كانت خدمة الناس نابعة من القلب والرغبة الحقيقية للمساعدة كلما صدقنا مع الله في عملنا ".

وتقول إن "العمل الطوعي يشمل مختلف الأنشطة التنموية والإنسانية والتعليمية والصحية كلها تحتاج لعمل طوعي صادق النية ليصل لمساره الصحيح وتقديم الخدمة العامة في المقدمة دوما".

وتلخص  تسهيد  نصيحته بعبارة "صنائع المعروف تقي مصارع السوء".

ومن أهم الشروط العمل  التطوعي الإنساني قالت "الصدق مع الله ثم مع الذات في حب العمل ومصداقيته وأمانته والأهم تحديد آلية معينة تتبعها بعملك مخصصة لتتمكن من خدمة الناس اكثر".

سمية القارمي  رئيس جمعية "العيدروس" قالت  بهذه المناسبة "العمل لطوعي مع المؤسسات أو الجمعيات من أسمى الأعمال الإنسانية للفرد في تخصيص وقته أوفي أوقات جزئيه لتقديم خدمه لأفراد المجتمع دون مقابل".

وأوضحت "لا يعني العمل الطوعي عدم الاتسام بالالتزام، بل أن العمل الطوعي لا يعفي من  المسؤولية، و  كثير من منظمات المجتمع المدني يعملون أعمال طوعية في مختلف المجالات الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها كمجالات التعليم".

توكد "أن العمل الطوعي عمل يعزز من قيمة الفرد أمام نفسه ومجتمعه وله فوائد كبيرة جدا العمل الطوعي يعكس صورة المتطوع أمام مجتمعه ويمنح فيه التقدير والاحترام ويضع بصمة وسمعة طيبة ناهيك عن الخبرات التي يكتسبها في التعرف على القضايا والعمل بها فالعمل الطوعي يصنع الخبرات".

مبارك أحمد سالم الجبواني  من قسم الرصد والتوثيق  في دائرة حقوق الإنسان  في المجلس الانتقالي الجنوبي تحدت عن التحديات التي تواجهه العمل التطوعي الإنساني وقال "تعتبر النزاعات المسلحة أحد الأسباب الرئيسة للكوارث الإنسانية، ومن ثم تدهور الأحوال المعيشية وحرمان المدنيين من الضروريات الأساسية للحياة، فلا سبيل للحفاظ عل حياة وصحة وكرامة السكان إلا من خلال أعمال الإغاثة الإنسانية التي تقدمها الدول والمنظمات الإنسانية، وتعمل منظمات الإغاثة الدولية على توفير الأمن والحماية في بيئات الصراع، إلا أن المستجدات السياسية العالمية أدت إلى تعقيد عمل العاملين في المجال الإنساني فبعد أن كانت إنسانية العمل تحمي الجميع أصبح هذا العمل بحاجة إلى من يحميه من التحديات والعقبات التي تواجه العمل الإنساني منها  تزايد مؤشرات انعدام الأمن للنشطاء والعاملين بالمنظمات غير الحكومية أثناء عملهم في البيئات الغيرآمنة تعرض بعض القائمين على تأدية العمل الإنساني في مناطق النزاعات المسلحة للمضايقات والاعتقال والتعذيب الحرمان من حرية التنقل، وصعوبة الحصول على اعتراف قانوني بمؤسساتهم وتعرض بعض القائمين على العمل الإنساني في بعض البلدان للقتل أو الاختفاء".

ويختم  حديثة بالقول "واليوم ووسط الأزمة الإنسانية المتفاقمة عالميا أصبح الوضع في الجنوب أكثر إلحاحا من إي وقت مضى وبحاجة ماسة إلى دعم المنظمات الدولية الإنسانية الإغاثية بشكل أوسع، فعلى الرغم من وجود عدد كبير من المنظمات الإنسانية الدولية على الساحة الجنوبية، إلا إنها في دعمها الإنساني الإغاثي تركز على توفير المساعدات الإنسانية للنازحين القادمين الى الجنوب بشكل أكبر من دعمها للسكان الأصليين حيت  يعتبر الجنوب من بين هذه المجتمعات الذي واجه كثير من الأزمات الإنسانية نتيجة الحروب المتتالية ولأكثر من 30 عام حيث تم تهميش قضية الجنوب من قبل السلطات اليمنية المركزية، و منع الجنوبيون من صياغة القرارات التي تؤثر على حياتهم بشكل مباشر، وعملت السلطات اليمنية على تقويض موارد الجنوب وبنيته التحتية وإضعاف الخدمات العامة في المحافظات الجنوبية،

الإنسانية، وعدم التحيز، وأن تكون حياديا، وأن تكون  مستقلا".

وتؤكد على أنه يجب التعامل مع مشكلة المعاناة الإنسانية أينما وجدت فالهدف من العمل الإنساني هو حماية الأفراد والحفاظ على صحتهم وضمان احترامهم وأن يكون على أساس الحاجة وإعطاء الأولوية  للحالات الطارئة وعدم التمييز استنادا إلى الجنسية أو العِرق أو الجنس أو المعتقد الديني أو الطبقة الاجتماعية أو الآراء السياسية، يجب على الجهات الإنسانية الفاعلة ألا تتحيز إلى إي جانب في الأعمال الحربية أو الانخراط في خلافات ذات طابع سياسي أو عرقي أو ديني أو عقائدي، يجب أن يكون العمل الإنساني مستقلاً بذاته عن إي هدف سياسي أو اقتصادي أو عسكري أو أي هدف أخر قد تتخذه أي جهة فاعلة في المناطق التي يجري فيها تنفيذ العمل الإنساني.

وعن مفهوم العمل الإنساني  قالت:"هو التقييم الشمولي للاحتياجات الإنسانية في العالم ووضع خطط الاستجابة التي تركز على الفئات الأشد احتياجا، فأنها تهدف للتصدي للمجاعات، الأمراض المميتة، مكافحة العنف القائم على النوع الاجتماعي، مسألة النزوح، ويضاف أليها المتأثرين بالأوبئة كجائحة كوفيد19، وتمكن أهمية العمل التطوعي الإنساني  في كونه يساهم في دعم الفقراء والمحتاجين يساعد في الاستجابة في أوقات الكوارث والحروب يدعم بناء قدرات الفرق التطوعية والعمل التطوعي، يدعم المنظمات الإنسانية وأنشطتها وفرقها الميدانية والإدارية ، كما يسهم في حماية المدنيين في حالة حصول مآسي أو كوارث طبيعية ويسهم أيضا في بناء البنية التحتية للدول والمدن والمجتمعات ويقدم الدعم للمستضعفين والمتضررين، كما يعزز ثقافة حقوق المرأة وحمايتها من كافة أشكال العنصرية ويقدم الدعم لاستمرار الدراسة إثناء المحن والحروب  ويعزز وعي الناس حول آليات الاستجابة في وقت حصول الكوارث والحروب.