​تعزيز اللُّحمة الجنوبية

> كان لانتشار الأفكار القومية والأممية تأثير  سلبي على الهوية الوطنية الجنوبية  كما أن النزاعات والصراعات ودورات العنف بين أبناء الجنوب وبمسميات مختلفة وغياب الحوار كقيمة حضارية لحل الخلافات وتحقيق التوافقات تسببت  بتمزيق النسيج الوطني الاجتماعي وإضعاف  الجنوب.

كل  ذلك سهل على نظام صنعاء وقواه القبلية والمذهبية و المتطرفة في حرب  صيف 1994م  الذي قادها نظام صنعاء  ضد شعبنا وقوع الجنوب تحت الاحتلال اليمني الذي تدثر بالوحدة زورا وبهتانا.

وقد عاني شعبنا ومازال يعاني حتى اليوم  المآسي والآلام جرّاء ذلك حتى استدرك أنه من أبرز أسباب معاناته هي النزاعات والصراعات البينية واهتدى إلى الحل  للخلاص من ذلك من خلال مبدأ التسامح والتصالح الذي تم التوافق عليه في جمعية ردفان في 7/7/2006م  لإيجاد حد لتأثير تلك الصراعات وترميم النسيج الاجتماعي وتوحيد الجنوبيين وتعزيز لُحمتهم كمصدر لعزتهم وقوتهم في مواجهة التحديات وتحريم العنف والإرهاب  وانتهاج مبدأ التسامح والتصالح كسلوك عام لأبناء الجنوب ولنا مثال ما حصل في جنوب أفريقيا وفي رواندا من تسامح وتصالح وإكماله بقانون العدالة الانتقالية وجبر الضرر ولكن هذا القانون بالنسبة لنا يحتاج إلى دولة تحميه وتستطيع تنفيذه لهذا بإمكان الجنوبيين تأجيل هذا القانون إلى بعد استعادة الدولة الجنوبية.

لقد بنى شعب الجنوب على مبدا التسامح والتصالح  ثورته السلمية وفيما بعد مقاومته المسلحة للغزو الحوثي وتحددت أهداف حراكه السلمي ومقاومته المسلحة  في استعادة الوطن بحدوده المتعارف عليها وسيادته على كامل ترابه الوطني ومياهه الإقليمية واستعادة الهوية الوطنية الجنوبية وبناء الدولة الجنوبية الفيدرالية المستقلة وحقق شعبنا نجاحات على طريق إنجاز تلك الأهداف الوطنية ومازالت أمامه جملة من التحديات من أهمها التوافق على ميثاق وطني  لتعزيز مبدا التسامح والتصالح وتعزيز اللُحمة الوطنية  والشراكة في استكمال تحرير الوطن وتنظيفه من الإرهاب وبناء المؤسسات وتطوير وتحسين الخدمات والمستوى المعيشي للشعب وتسييج حدود الجنوب وبناء  الدفاعات على حدوده لتأمينه من اي اعتداءات جديدة والذهاب إلى العملية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة  و وطنا بأيدينا ونحن أقوياء على طاولة المفاوضات لتحقيق استقلالنا الناجز وحتى يطمئن الناس على مستقبلهم فإنه لابد من التوافق على ملامح الدولة الجنوبية المنشودة  كدولة فيدرالية مستقلة كاملة السيادة وأهم الموجهات لدستورها ونظامها السياسي وما إذا كان شكل الحكم برلماني أو رئاسي يحكم فيه الشعب نفسه بنفسه بطريقة مباشرة من خلال الانتخابات وبطريقة غير مباشرة من خلال الاستفتاءات    واعتماد اقتصاد السوق  ( الاقتصاد الحر ) وتحقيق الأمن والاستقرار في الجنوب واطلاق المجال للحريات العامة والدفاع عن حقوق الإنسان ودعم الشباب والمرأة وسيادة النظام والقانون والالتزام بالمعاهدات والمواثيق الدولية باعتبار الجنوب جزء من الأمة العربية والإسلامية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى