​تهديدات من الحرس الثوري تحبط جهود التطبيع الإيراني مع السعودية

> «الأيام» غرفة الأخبار:

>
أثارت التحذيرات التي وجهها القائد العام للحرس الثوري الإيراني حسين سلامي إلى المملكة العربية السعودية تساؤلات حول مغزاها، لاسيما وأنها تتناقض ودعوات "التعايش" التي أطلقها قبل يوم واحد أحد مستشاري المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي.

ويرى مراقبون خليجيون أن تصريحات سلامي التي لم تخل من نبرة حادة واستعلائية، لا تسعف جهود التطبيع مع السعودية، التي مما لا شك فيه لن تقبل بمثل هذا التدخل الإيراني السافر في شؤونها، وفي تحديد سياساتها.
ويقول المراقبون إن السعودية التي تحدت الإدارة الأميركية دفاعا عن مصالحها العليا بالتأكيد لن تسمح لطهران أو لغيرها من القوى بأن تملي عليها ما تفعل.

ونقلت وكالة تسنيم شبه الرسمية في إيران الخميس عن القائد العام للحرس الثوري الإيراني ما أسماه "تحذيرا" للقيادة السعودية بشأن العلاقة مع إسرائيل.

وقال سلامي "لقد اعتمدتم على إسرائيل التي تنهار وهذه عاقبة ما قمتم به"، دون أن يقدم تفسيرا لدواعي هذ التحذير لاسيما وأن المملكة لا تقيم أي علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.

ويتعارض بيان سلامي مع أحدث تصريحات لكبير مستشاري الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي والتي دعا فيها إلى إعادة فتح السفارات لتسهيل التقارب بين طهران والرياض.

وقال علي أكبر ولايتي الأربعاء "نحن جيران للسعودية ويجب أن نتعايش، يجب معاودة فتح سفارتي البلدين من أجل حل مشاكلنا بطريقة أفضل".
وبدأت طهران والرياض في العام الماضي محادثات مباشرة في محاولة لتحسين العلاقات التي انهارت عندما قُطعت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في عام 2016، واستضافت بغداد خمس جولات من المحادثات حتى الآن، كان آخرها في أبريل.

وانحصرت المفاوضات بين الجانبين في البعد الاستخباراتي والأمني، وتضغط طهران باتجاه الارتقاء بها إلى البعد السياسي، لكن الرياض لا تبدو متحمسة حتى الآن لمثل هذه الخطوة، وتربط الأمر بضرورة أن تتخذ إيران مبادرات عملية لتفكيك مفاعيل التوتر بينهما، قبل الحديث عن استئناف كامل للعلاقات الدبلوماسية.
ويرى المراقبون أن إيران لا تزال تعتمد أسلوب المخاتلة والمناورة، وهي ليست في وارد تقديم أي تعهدات ملموسة من شأنها أن تخفف من الهواجس السعودية حيال سياساتها في المنطقة، ولاسيما دعمها لجماعة الحوثي في اليمن.

ويقول المراقبون إن القيادة السعودية تعاني من أزمة ثقة في النظام الإيراني، لكنها في الآن ذاته تحرص على إبقاء باب الحوار مفتوحا، وإظهار قدر من المرونة، لكن دون أن يعني ذلك أنها مستعدة لاستدارة في ظل الوضع الراهن.

وكان موقع "أكسيوس" الأميركي قد كشف في وقت سابق، نقلا عن مصادر مطلعة على المحادثات الإيرانية - السعودية، أن المملكة وافقت على السماح لإيران بإعادة فتح سفارتها في الرياض، ولكن فقط للأنشطة المتعلقة بمنظمة التعاون الإسلامي ومقرها جدة.
وقال مصدر مطلع على المحادثات في المنطقة إن الجانبين قررا "إرسال وفد إلى كل دولة لمناقشة إعادة فتح السفارات".

السعودية التي تحدت الإدارة الأميركية دفاعا عن مصالحها العليا بالتأكيد لن تسمح لطهران أو لغيرها من القوى بأن تملي عليها ما تفعل
ويرى المراقبون أن المسار لا يزال طويلا للحديث عن قرب عودة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران، مشيرين إلى أن تصريحات القيادات العسكرية لطهران التي لا تخلو من استعلاء وتهديد لا تصب في صالح حصول تطبيع بينهما على الأقل على مدى المنظور.

ويلفت المراقبون إلى نقطة مهمة وهي الملف اليمني، فطالما استمرت إيران في دعم الحوثيين، ورفض منح أي فرصة لتحقيق السلام في هذا البلد الذي يشكل الحديقة الخلفية للمملكة، فأن الوضع سيبقى على حاله.
وتعد إيران والسعودية أبرز قوتين إقليميتين في الخليج، وهما على طرفي نقيض في معظم الملفات الإقليمية وأبرزها النزاع في اليمن، كذلك تبدي السعودية قلقها من نفوذ إيران الإقليمي وتتّهمها بـ "التدخّل"  في دول عربية مثل سوريا والعراق ولبنان، وتتوجّس من برنامجها النووي وقدراتها الصاروخية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى