تقرير: الصومال الأكثر تأثراً بتغير المناخ في شرق إفريقيا

> مقديشو«الأيام»بلومبرغ:

> يُعد الواقع القاتم الذي تواجهه منطقة شرق إفريقيا المنكوبة بالجفاف نذيراً مروعاً مما يُمكن أن يحدث في أماكن أخرى في العالم، حيث تصبح آثار تغير المناخ أكثر وضوحاً.  

ولا تتضح هذه الظاهرة في أي مكان أكثر من الصومال، والذي يعد أحد أكثر البلدان تأثراً بتغير المناخ في العالم، إذ يواجه أسوأ موجة جفاف منذ أكثر من 4 عقود، في الوقت الذي يكافح فيه للسيطرة على تمرد داخلي.

وفي جميع أنحاء القارة الأفقر في العالم لا يمتلك أكثر من خُمس سكانها، البالغ عددهم 1.3 مليار نسمة، الطعام الكافي بسبب نقص المياه والظروف الجوية القاسية، حسب ما ذكرت "بلومبرغ"، السبت.

وتحولت مساحات شاسعة من المناطق الريفية في شرق إفريقيا إلى أراضٍ قاحلة، وهلكت المحاصيل، وقطعان الحيوانات والأطفال يموتون جوعاً.

وقالت "بلومبرغ" إن نحو نصف سكان الصومال، البالغ عددهم 17 مليون نسمة، في حاجة ماسة إلى المساعدة، وإن أكثر من مليون شخص تركوا منازلهم بحثاً عن الطعام وأماكن الرعي.

وتوقفت الأمطار لمدة 5 مواسم متتالية، وتفاقم نقص المياه إلى مستوى أسوأ من المستويات التي شهدتها البلاد في مطلع تسعينات القرن الماضي، عندما أودت المجاعة بحياة نحو 260 ألف شخص.

وفي نوفمبر الماضي، أكد مندوبون من نحو 200 دولة خلال مؤتمر المناخ "COP 27" الذي عُقد في شرم الشيخ في مصر، على التزامهم بالحفاظ على درجة حرارة الكوكب عند 1.5 درجة مئوية؛ مقارنة بمستويات ما قبل العصر الصناعي، إذ تشير أدلة متزايدة إلى وجود رابط بين الظواهر الجوية المتطرفة، مثل الجفاف والفيضانات والعواصف الشديدة وارتفاع درجات الحرارة في العالم.

ولكن الفشل في الاتفاق على خطوات جديدة لتحقيق هذا الهدف، أو على الحاجة إلى التقليل التدريجي لاستخدام جميع أنواع الوقود الأحفوري؛ يُشير إلى عدم وجود نهاية قريبة لمحنة الصوماليين، مثل نيمو هسار التي فقدت 5 أطفال من أبنائها العشرة بسبب الجوع والمرض خلال العام الماضي، بعد أن قضى الجفاف على معظم قطيع الماعز الذي كانت تمتلكه أسرتها ويمثل مصدر دخلها الرئيسي.

أطفال بحاجة للمساعدة

وتظهر البيانات الرسمية وفاة 900 طفل آخرين دون سن الخامسة في جميع أنحاء الصومال منذ يناير الماضي، ولكن العدد الحقيقي غير معروف، ومن المحتمل أن يكون أعلى بكثير بسبب صعوبة وصول مسؤولي وعمال الإغاثة إلى مناطقة شاسعة يسيطر عليها متمردو حركة "الشباب".

وفي المنطقة المحيطة ببلدة جالكايو، التي تبعد عن العاصمة مقديشو 550 كيلومتراً، يعاني أكثر من نصف الأطفال بالفعل من سوء التغذية.

وتلقى أكثر من 350 ألف طفل صومالي العلاج بسبب سوء التغذية هذا العام في جميع أنحاء البلاد، وتتوقع الأمم المتحدة أن يرتفع هذا الرقم إلى 1.5 مليون طفل بنهاية الشهر الجاري.

وتدفقت مساعدات تقدر قيمتها بنحو 1.2 مليار دولار، معظمها من الولايات المتحدة، إلى الصومال، ولكن هذا الرقم يقل عن المبلغ الذي يحتاجه 7.6 مليون شخص يحتاجون إلى المساعدة بمليار دولار، وفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.

وقالت الأمم المتحدة إنها تتوقع إعلان المجاعة في 3 مناطق متفرقة في البلاد قريباً.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى