معهد بريطاني: هجوم إسرائيل على الحديدة فشل في تقليص قدرة الحوثيين
> «الأيام» غرفة الأخبار:
>
ويرى أن التأثير الأكثر وضوحا للهجوم هو تدمير مستودع الوقود لشركة النفط اليمنية، ووفقا لبعض التقديرات، تم تدمير منتجات تكرير بقيمة تصل إلى 60 مليون دولار أمريكي خلال الهجوم.
خلص المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في تقريره إلى أن التأثير الاقتصادي للهجوم على الحوثيين حقيقي، فإن القيمة الدعائية المتمثلة في القدرة على مقاومة ليس فقط الهجمات الأميركية ولكن أيضاً الإسرائيلية على الأراضي اليمنية حقيقية أيضا.
سلط معهد بريطاني الضوء على الأثر الاستراتيجي للضربات الجوية الإسرائيلية في 20 يوليو الماضي على ميناء الحديدة.
وقال المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، إن ما لا يقل عن اثنتي عشرة طائرة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، بما في ذلك طائرات مقاتلة من طراز F-15 وF-35، شنت غارات جوية ضد 10 أهداف في ميناء الحديدة على البحر الأحمر، مما أسفر عن مقتل ثمانية مدنيين وإصابة أكثر من 80 آخرين.
وأضاف يمثل الهجوم، الذي أطلق عليه اسم عملية الذراع الممدودة، المرة الأولى التي تهاجم فيها إسرائيل بشكل مباشر مناطق يسيطر عليها الحوثيون، واستهدف الهجوم مستودع وقود ومحطة كهرباء بالإضافة إلى بعض رافعات الحاويات في الميناء.
وتابع التقرير أن هجوم إسرائيل على الحديدة لم يفعل الكثير لتقليص قدرة الحوثيين على استخدام الميناء للتهريب وشن الهجمات؛ بل بدا أنه كان يهدف إلى إظهار قدرة إسرائيل على ضرب أهداف في المنطقة وإرسال رسالة عزم إلى الجمهور الإسرائيلي.
وذكر أن عملية الذراع الممدودة، وفقًا لقادة إسرائيليين، كانت محاولة لردع خصوم إسرائيل في المنطقة، وتشير مسرح الهجوم الإسرائيلي -الذي اشتعلت بعده حرائق ضخمة في الميناء لعدة أيام- إلى رغبة إسرائيل في الرد بقوة على إيران وشركائها في وقت تتعرض فيه حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لضغوط محلية هائلة في أعقاب الهجمات التي قادتها حماس في السابع من أكتوبر.
وأوضح المعهد البريطاني أنه من خلال مهاجمة الميناء والذي يعد أحد الموارد الرئيسية للحوثيين وتعريض تدفق السلع الأساسية إلى اليمن للخطر، ربما سعت إسرائيل إلى توليد ضغوط سياسية على الحوثيين لتهدئة الهجمات ضد إسرائيل.
وقال بعيدًا عن أهميتها الإنسانية والسياسية، من غير المرجح أن يكون لاختيار إسرائيل للأهداف تأثيرًا عمليا أو نفسيا كبيرا على الحوثيين. وقد يشير هذا إلى عدم وجود أهداف عسكرية صلبة، مثل مستودعات الأسلحة أو المباني القيادية أو الرادارات، بعد أشهر من الضربات الأمريكية والبريطانية التي أجبرت الحوثيين على تحويل العمليات تحت الأرض.
وأفاد نظرا لأن هذه الضربات على أهداف الحوثيين الصلبة فشلت حتى الآن في تدهور أو ردع المجموعة بشكل كبير، فقد اختار القادة الإسرائيليون ضرب هدف ناعم ورفيع المستوى لتحقيق تأثير سياسي بدلا من ذلك. ومع ذلك، في حين تعرضت الهجمات السابقة على البنية التحتية المدنية، على سبيل المثال من قبل التحالف العسكري بقيادة السعودية، لانتقادات باعتبارها انتهاكات للقانون الإنساني الدولي، بما في ذلك من قبل فريق الخبراء التابع للأمم المتحدة، لم يكن هناك إدانة دولية تذكر للهجوم الإسرائيلي خارج اليمن ودول "محور المقاومة".
وأكد المعهد البريطاني أن الهجوم وجه ضربة اقتصادية مؤقتة للحوثيين (واليمنيين العاديين، الذين سيشعرون بتأثير ارتفاع أسعار النفط).
وأشار إلى أن تأثير هجوم إسرائيل على الحديدة يتضاءل مقارنة بعمليات الاغتيال التي نفذتها ضد كبار القادة العسكريين والسياسيين لحزب الله وحماس في بيروت وطهران.