في أرض شهدت بزوغ شمس البطولة وصعود الأبطال تقف لحج اليوم كصرخة تختصر المآسي وكملحمة من النضال والمجد رغم محاولات خنقها.
هنا في ميادين لطالما تزاحمت فيها الجماهير خلف أسوار الملاعب نشأت أجيال نهلت من ترابها القوة والإرادة، إنها لحج التي أنجبت أساطير الرياضة الجنوبية تتألم اليوم تحت وطأة التهميش، لكنها ترفض الركوع وتواصل حمل شعلتها الشبابية والرياضية، تقاوم الهزيمة بإصرارٍ وتكتب قصتها بمدادٍ من كبرياء.
إن أسماء مثل عبدالله عوض شاذي “بيليه لحج” الذي كان يقف أمام الخصوم كجدار لا يُكسر، وعمالقة آخرون كفضل عامر، ومحمد عبد الرزاق شوكرة، وزين صالح، وسالم كمبل كانت كالنجوم المتألقة في سماء الرياضة الجنوبية، كل واحد منهم هو قصة كفاح وإصرار كجميل شوكرة، وأحمد سيل الكبيد، وصالح حيدرة، وأحمد فضل شمشوم، هؤلاء لم يكونوا مجرد لاعبين، بل كانوا مشاعل أمل، يضيئون دروبًا لا زالت تشهد على خطواتهم.
لقد ترك هؤلاء الأبطال بصمات لا تمحى، حكاياتهم كانت تُروى كتاريخ مجيد، والملعب كان شاهدًا على أقدام لا تعرف التراجع، هؤلاء الأبطال كمحمد مكرد وجميل العواضي ومحمد حسين صالح، وعارف هيكل وآخرين لا يتسع المجال لذكرهم كانوا نماذج على العطاء الرياضي لصوت الجنوب الذي يسعى للحياة رغم محاولات طمسه.
إن الرياضة في لحج كانت يومًا رمزًا للقوة والتلاحم وباتت اليوم تُحارب كأنها عدو يجب إسكاته، فمنذ حرب صيف 1994م لم يُفرض على رياضة لحج مجرد حصارٍ اقتصادي أو تهميش مؤسسي بل كانت هناك سياسة ممنهجة لضرب كل مقومات النهضة الشبابية وإسكات كل صوت يسعى لرفع راية الجنوب عاليًا، فالأندية والاتحادات الرياضية أُفرغت من كفاءاتها، ولم يُمنح الشباب إلا قيودًا جديدة تزيد من خيباتهم، موارد محدودة، أفق مسدود، وأحلام تُدهس تحت أقدام الفساد.
الهجمة الشرسة لم تكن فقط على الرياضة، بل امتدت إلى كل شريان ينبض بالحياة في جسد الشباب الجنوبي من التعليم إلى الصحة، ومن الاقتصاد إلى الوعي الثقافي، تكرست سياسات الاحتلال نحو إغراق الشباب في ظلمات التجهيل والفقر.
لقد تُرك الشباب مكبلين بقيود الإهمال، مُحاصرين بين مطرقة البطالة وسندان اللامبالاة، جيلٌ كامل من الجنوب يُحرَم من حياة كريمة وأملٍ يُنير مستقبله.
ختامًا..
والله المستعان..
* مدير إدارة الشباب والرياضة بانتقالي لحج