خبير فرنسي ينفذ مشروعاً لحصر وتوثيق التراث الغنائي اليمني

> عدن «الأيام» محمد مخشف:

> تبنى خبير فرنسي في الغناء اليمني تنفيذ مشروع طموح هو الأول من نوعه في اليمن لجمع وحصر وتوثيق فن الغناء الصنعاني بشكل خاص واليمني عموما.

وقال الباحث الفرنسي الدكتور جان لامبير، المتخصص في مجال الغناء الصنعاني، إن المشروع الذي يعد له حاليا المعهد الفرنسي للآثار والعلوم الاجتماعية في اليمن بالتعاون مع معهد الموسيقى اليمني ودعم منظمة التربية العلوم والثقافة التابعة للامم المتحدة (اليونسكو) يتضمن تجميع وتوثيق الغناء الصنعاني من موشحات وأغنيات وإنشاد ديني سواء أشعار أو ألحان بالنص والنوتة وكذلك بالصوت والصورة.

وأضاف إن المشروع الذي يبدأ العمل في تنفيذه قريبا سيعتمد على أسلوب علمي وتقني حديث وإدخاله إلى قاعدة معطيات الكمبيوتر وذلك بهدف تمكين الباحثين والفنانين والمهتمين من اليمن والخارج من الرجوع إلى هذه الألحان والأشعار بيسر وسهولة والاستفادة منها.

واعتبر لامبير المشروع مهماً وحيوياً جدا ليس بالنسبة لليمن فقط وإنما في البلاد العربية والعالم أيضا "لأن اليمن غني بالتراث في مختلف الفنون من الألوان الغنائية المتعددة والفولكلور الشعبي المتنوع وغيره".

ويقول الناقد اليمني ياسر الشوافي إن الباحث الفرنسي الدكتور جان لامبير اسم لمع واشتهر في الساحة الفنية اليمنية من خلال اهتماماته وأبحاثه في لون الغناء الصنعاني بالذات، والذي بدأ إعجابه وحبه الشديد له يتنامى منذ أواخر سبعينيات القرن الماضي أثناء عمله كملحق ثقافي للسفارة الفرنسية في صنعاء.

وبدأ لامبير شغفه وتعلقه بالغناء الصنعاني من خلال استماعه لأغاني وموشحات الفنانين اليمنيين الراحلين القدامى مثل الشيخ علي أبو بكر وإبراهيم الماس وأحمد عبيد قعطبي وعوض عبدالله المسلمي وقاسم الأخفش وغيرهم. وتابع: إن الإعجاب والحب لهذا اللون من الغناء اليمني اشتد لدى لامبير من خلال الجلسات والاستماع المباشر لأصوات عدد من الفنانين المعاصرين مثل محمد حمود الحارثي ومحمد قاسم الأخفش الابن وغيرهم ثم أصبح يغني ويعزف الغناء الصنعاني ويجيده "بإتقان".

وأشار الشوافي إلى أن هذا التطور جعل لامبير يتحول فجأة إلى "باحث متخصص في مجال الغناء الصنعاني حتى نال شهادة الدكتوراه التي أعدها عن هذا اللون الغنائي من فرنسا أواخر ثمانينيات القرن الماضي، ليعود من جديد إلى اليمن ليواصل أبحاثه الفنية والثقافية عن تراثه إضافة إلى العمل على نشر الأغنية والفنون اليمنية عموما في فرنسا وأوروبا.

ويتميز اللون الصنعاني بكونه الأقدم والأعرق والأصعب والذي يعود وجوده إلى أكثر من 500 سنة. كما أنه يعزف بعود خاص يعرف محليا باسم "الطربي" وهو عود أصغر حجما وطولا من العود المعروف العادي المصنوع من الخشب.

ويصنع الطربي من جلد الماعز وله أربعة أوتار ونغماته رفيعة. ويصاحب في أداء اللون الصنعاني إضافة إلى عزف العود إيقاع الدربوجة ودفوف الصحون النحاسية.

وقال الباحث الفرنسي إنه "استطاع أداء لون الغناء الصنعاني الذي لا يجيده إلا القليل من المطربين اليمنيين أنفسهم نظرا لصعوبته وعمقه لأنه يستند على قصائد الفصحى، من خلال معايشته لكثير من المطربين الذين يتقنون هذا اللون والاستماع إليهم والاستفادة منهم وكذلك الاستماع كثيرا للأسطوانات القديمة وأشرطة الكاسيت لمختلف الفنانين القدامى والمعاصرين." وأضاف "من شدة حبي وإعجابي بلون هذا الغناء استطعت عزفه وغناءه.. وعندما تعشق مثل هؤلاء المطربين الكبار وتعجب بهم وتتعلم منهم فلا بد أن تنجح». وتابعً "لست فنانا ومطربا وإنما مجرد باحث ومهتم في هذا المجال فقط ولكني أغني من شدة إعجابي وحبي لهذا اللون من الغناء اليمني".رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى