الفشل قد يكون دافعاً للنجاح

> «الأيام» الخضر فضل منصور /الوضيع - أبين

> شيئان متناقضان في حياة البشرية يلعب كل منهما دوراً هاماً جداً في تكوين مسيرة حياة كل شخص وترتيب وضعه الاجتماعي والنفسي في المجتمع الذي يعيش فيه.

فالإنسان الذي تستمر جميع مراحل حياته بالنجاح يعيش حالة جيدة من الاستقرار النفسي، وتنطلق جميع حواسه نحو المجتمع والاختلاط بأفراده وتمتلئ ايامه بالنشاط والحيوية نحو الهدف الذي يريد تحقيقه.

بينما الانسان الذي تبدأ حياته بالاصطدام بالفشل يعيش في حالة من الحزن والتشاؤم ولا تكون لديه الرغبة الكاملة في الاختلاط بالآخرين ممن حوله لذلك تقل طموحاته وتتعقد مسيرة حياته.

والناجحون والفاشلون موجودون في كل بقعة من بقاع العالم مثل وجود الخير والشر، إلا أن هناك مجتمعات يمتاز أفرادها بالتفاؤل وعدم اليأس ويقومون بالمضي قدماً نحو تحقيق النجاح حتى وإن بدأت مراحل حياتهم بالفشل. وهناك من يعتقد أن الفشل المتكرر هو من أهم عوامل النجاح الافضل لذلك تجدهم وباصرار يعاودون الكرة والأخرى حتى يصل كل منهم إلى ما يريد وبذلك يكونوا قد تغلبوا على ذلك الفشل .

وفي مجتمعنا اليمني للأسف تجد أغلب الشباب وعلى سبيل المثال في المجال التربوي التعليمي يتركون مدارسهم نتيجة لفشلهم في مرحلة من مراحل التعليم، وأسباب ذلك ظروفهم المعيشية وظروف أسرهم، والحقيقة أنهم لا يتحملون مسؤولية توفير ما تتطلبه تلك الأسر والدليل تسكعهم في الشوارع دون أدنى فائدة.. ليس من المنطق أن تسمع شابا يقول إنه ترك دراسته نتيجة لظروف اسرته المعيشية وبديلاً عن ذلك يتجه إلى ارصفة الشوارع أو من مقهى إلى مقهى آخر، وكأنه يقوم بالبحث عن عمل شاق لإقناع الآخرين بأنه قد ضحى بمستقبله في سبيل تلبية حاجات أسرته.

إنه الهروب من الفشل ولا يفعل ذلك سوى اليائسين من رحمة الله والذين يعتقدون بأن فشلهم الاول هو نهاية المطاف، وهم بذلك سيخسرون الكثير حين تتقدم اعمارهم إن لم يقوموا بمحاولات اختطاف النجاح والفوز به.

وفي جميع مجالات الحياة يجب أن لا نتوقف عندما نفشل بل علينا أن نعيد الكرة ونشمر سواعدنا، وسنجد أن الفشل ليس عيباً ولكن قد يكون وسيلة للنجاح.

وهنا يقع على عاتق أفراد الاسرة مسؤولية أخرى بيد الشباب وتشجيعه للخروج من أزمة الفشل ومعاودة نشاطه وليس توبيخه والتقليل من شأنه.

وأناشد الآباء والامهات بأن لا يميلوا كل الميل في حب المال ويتركوا أولادهم في حرية مطلقة في البحث عن الاعمال الشاقة التي تضر بهم نفسياً وجسدياً وأن يحثوهم على مواصلة تعليمهم، فما فائدة المال أن كان أبناؤنا فقيري العقول لا يستطيعون معرفة ما يدور حولهم. وفقير عالم خير من غني جاهل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى