قـصـة شهـيـد "عبدالله بن عبدربه شقران العقيلي" (الشيخ الحكيم والقائد المقدام)

> تكتبها: خديجة بن بريك

>
يقول العميد صالح علي بلال، أمين عام جمعية شهداء وجرحى الثورة السلمية والمقاومة الجنوبية، ومدوّن قصص الشهداء بمحافظة شبوة: «الشهيد البطل الشيخ القائد عبدالله بن عبدربه شقران العقيلي أحد أبطال المقاومة الذين وقفوا بسلاحهم الشخصي للدفاع عن الدين والأرض والعرض، دون تكليف من أي جهة، وبادر بروح وطنية صلبة تتحدى جبروت مليشيات الحوثي والحرس الجمهوري.. وكان الشهيد البطل صادقا في القول والفعل، حيث كان يدعو للمقاومة وله زاملا قاله شعراً، ونفذه بإرادة مؤمن بأنه على الحق والطريق القويم، حيث قال وهو في طريقه إلى مواجهة المليشيات والحرس الجمهوري في جبهة نجد مرقد:   

( يا أهل البنادق روحنا للنصر ولا للشهادة
معاد يتسمى قبيلي ذي ما يدافع عن بلاده)
ويردف العميد صالح بلال: «الشيخ الشهيد القائد في المقاومة عبدالله بن عبدربه شقران العقيلي صمد وقاتل ببسالة في نجد مرقد المشهور في مديرية عين محافظة شبوة، والذي تغنى به كثير من الشعراء. ولد الشهيد في قرية آل شقران في عام 1963م، وعاش وتربى في مجتمع قبلي محافظ، يتحلى بالجود والكرم، وعمل المعروف، وكانت تلك الصفات من الخصال الحميدة التي كان يحظى بها الشهيد جعلته يكسب احتراما كبيرا بين أبناء قبيلته ومجتمعه، وهو رجل ذو أخلاق عالية، ويحب عمل الخير وإصلاح ذات البين، ورجل كريم وشجاع، كما أنه أديب ويقول الشعر المعبر، وكان حكيما في الرأي والمشورة، كما كان رجلا مكافحا ونشيطا في عمله، وله من القصص والحكم والأقوال ما لا تحصى، ولا نستطيع أن نحصرها في هذه القصة، كما أن له أقوالا من الشعر والزوامل المعبرة عن الحياة التي عاشها، أقوال هادفة جميلة المعنى، تحمل الحكم، وتحث على الفضائل.. ولدى الشهيد أسرة كبيرة مكونة من ثلاث زوجات و14 من الأولاد، ذكوارا وإناثا».

ويختتم قائلا: «عندما احتلت مليشيات الحوثي صنعاء، كان عبدالله بن عبدربه شقران، رحمة الله عليه، يدعو أصحابه إلى أن يستعدوا للوقوف بوجه هذا العدو، وألّا يدخل أو يسيطر على شبر من الوطن مهما كان الثمن، وعندما تقدمت المليشيات توجه الشهيد هو ومجموعة من الشباب إلى نجد مرقد بسلاحهم الشخصي، وكانوا لا يمتلكون إلا مؤن محدودة لشحة الإمكانيات في ذلك الوقت، وليس هناك أي دعم خارجي، معتمدين على الدعم الخاص من رجال وسلاح القبيلة، وكان الحوثيون والحرس الجمهوري يمتلكون جيشا جرارا وأسلحة ومعدات حربية متطورة، لكن الشهيد ورفاقه كان إيمانهم بالله قويا، وحينها أصر الشهيد على المواجهة والتصدي لهذا العدو الغاشم وردعه. ولقد ثبت الشهيد ورجاله الأبطال وقاتلوا ببسالة، وصدوا جحافل الغزاة، ودارت معركة شرسة قاتل فيها الشهيد حتى ارتقت روحه الطاهرة إلى بارئها، واستشهد في نجد مرقد بتاريخ 2015/03/31م، كما استشهد معه عدد من رفاق السلاح الأبطال وجرح عدد آخر، ونتيجة للمقاومة الباسلة غير العدو خطة الهجوم، والتف عن طريق مبلقه.

كان لرحيل الشهيد أثر كبير على قبيلته ومجتمعه، ولكن الشيخ، رحمة الله عليه، أسس لمن بعده في المقاومة روح التضحية والثبات، والدفاع عن الدين والعرض والوطن، وصمد بعده رجال المقاومة حتى تحقق النصر، واندحرت المليشيات عن موقع ضربات أبطال المقاومة، التي لقنت الأعداء دروسا في معنى الدفاع عن الحمى والوطن.
فرحم الله الشهيد الشيخ عبدالله عبدربه شقران العقيلي، وأسكنه فسيح جناته».​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى