> سلطنة الواحدي
يمضي جرجرة في إفادته «وفي بلاد الواحدي آثار لها قيمة كبرى، وعلى سبيل المثال (نقب الحجر) وهي بقايا مدينة أثرية يعتقد أنها كانت عاصمة للحميريين، ويوجد سور يحيط بالمدينة مبني من أحجار ضخمة تزن الواحدة منها عدة فراسل...».
«وحبان مدينة كبيرة في بلاد الواحدي وهي مشهورة وأغلب أهاليها أغنياء يشتغلون بالتجارة في عدن والصومال والحبشة واتحاد ماليزيا...».
«وفي حبان حركة تجارية لا بأس بها إلا أن الحوطة أشهر منها وأوسع في الحركة التجارية لارتباطها بعدد كبير من التجار الذين يصلون إليها من بعض المناطق العريبة ومن اليمن أيضاً...».
ومن ضمن إفادات جرجرة «إن معظم المدن الرئيسية في السلطنة الواحدية تديرها مجالس بلدية، وتلك المدن: حبان، الروضة، الحوطة، عزان، ميفعة، رضوم...».

الميلاد والنشأة
الشيخ علي يسلم باعوضة الذييبي الحميري من مواليد عام 1953م تقريبا في الغييلات، لماطر بسلطنة الواحدي، وتلقى تعليمه الأولي في معلامة القرية لتعليم القرآن الكريم ولم يمكث طويلاً، إذ شد الرحال إلى الكويت مع أعمامه وأولادهم عام 1964م، والتحق بابتدائية الكويت وحضر حفل الاستقبال الذي أقامته قيادة الجبهة القومية في الفحاحيل لأهله وأبرزهم العمان علي ومهدي سعيد آل لثيلم، ومن جانب الجبهة القومية: قحطان محمد الشعبي وسالم علي الكندي من حضرموت، وصالح علي النقيب من يافع، وآخرين لا يذكرهم جيداً، إلا أن الشيخ علي باعوضة يفيد بأن الكندي والنقيب كان مقيمين في الكويت وكان يحضران أسبوعيا إلى منزل عميه، لأن اللجنة المكلفة بجمع التبرعات في مناطق الأحمدي والفحاحيل والشعبية كانت برئاسة صالح محمد سعيد لثيلم وآخرين من المنطقة، وكان منهم أحمد علي الحمصي بامرحول وسالم صالح الجبل بافقير.

رحيل باعوضة إلى الفيحاء دمشق
من جعبة ذكريات باعوضة أن أعضاء الوفد أعدوا مذكرة في مكتب دمشق طلبوا فيها من القيادة السورية الاعتراف باستقلال الجنوب وعدم الاعتراف بسلطة الجبهة القومية حتى تدخل في حوار وطني مع بقية القوى الوطنية في الجنوب التي شاركت وساهمت في الثورة والتحرير.

باعوضة في قاهرة المعز
يفيد الشيخ علي يسلم باعوضة بانه غادر دمشق إلى القاهرة في مسعى لإكمال دراسته، وفي القاهرة التقى باعوضة بالفقيد العزيز توفيق عوبلي الذي زار القاهرة لعمل شعارات لطيران اليمدا بصفته مديرا لمطار عدن الدولي، واقنع العوبلي باعوضة بالعودة معه في نفس الطائرة لزيارة البلاد والأهل ووعده بترتيب منحة دراسية له او ادخاله الكلية العسكرية، وقبل باعوضة بالعرض العوبلي وعاد معه وكانت الطائرة من طراز Dc-6 واستغرقت الرحلة ست ساعات تقريباً وكان معهم في نفس الرحلة عبدالباري قاسم، رئيس تحرير صحيفة 14 اكتوبر.

باعوضة ويا فرحة ما تمت
بعد زيارة الاهل والقرية قام الشيخ علي يسلم باعوضة بزيارة توفيق عوبلي في مكتبه بمطار عدن الدولي وفوجئ بان العوبلي عرض عليه تقارير بانه ينتمي إلى اسرة لها دور قيادي في جبهة التحرير FLOSY واعتذر العوبلي باعتباره منتميا للجبهة القومية NLF عن تقديم اي مساعدة.

باعوضة يشد الرحال إلى السعودية
غادر الشيخ علي يسلم باعوضة إلى اراضي المملكة العربية السعودية في مطلع العام 1970م والتحق هناك بمدرسة اهلية مسائية في جدة لمواصلة تعليمه، وفي نفس العام اعتقلت المخابرات السعودية ابن عمه سعيد علي لثيلم باعوضة، احد ضباط جيش التحرير، بناء على وشاية، وزجت به السلطات في السجن لفترة قدرها تسعة اشهر ورحل بعد ذلك إلى عدن.

باعوضة غريب يعمل مع غراب
انقطع الشيخ علي باعوضة عن الدراسة في جدة وهو غريب هناك وعمل مع وكالة عمر غراب للحجاج وعمل محصلا ماليا في وكالة الغراب بمطار جدة القديم لتحصيل المبالغ المقررة على الحجاج المسافرين عبر وكالة الغراب.
عمل باعوضة مديراً لمحطة بترول ومديرا لمكتبة في إبها، ووجد فيها متعته في القراءة لتوسيع مداركه، وكان يعير كتبا لشباب المنطقة وتوثقت علاقته بعدد منهم وكان يناقش معهم العديد من القضايا السياسية والأدبية، ولمس باعوضة تغيراً في تكوينه المعرفي وخال له بأنه قريب من اي خريج جامعي.

باعوضة والعود أحمد إلى السعودية
غادر باعوضة أرض المملكة في زيارة قصيرة للوطن عام 1972م إلا أن الاوضاع السياسية كانت مشحونة الى الاخر وغادر ارض الوطن على وجه السرعة إلى السعودية.

باعوضة في جيش الإنقاذ
وفي الشمال التحق بهم محمد صالح عفيف ومبارك بن لخزع وطلال الحميري ومحمد عوض بن لشرف، وعدد اخر من الاصدقاء المتواجدين في الشمال، منهم الشيخ عبدالله سالم الحميري والعاقل محمد بن عوض بن لروس وعبدالله ومحمد يسلم مشفق وعاتق باعوضة وعلي عوض القمل، وطلب منهم تشكيل قوة جيش الانقاذ الوطني.

ماذا قال الشيخ باعوضة؟
افاد الشيخ علي يسلم باعوضة: «ووافقنا على ذلك ليكون لنا مجالاً أوسع وارحب في ميدان العمل والاستفادة من الامكانات المتاحة في المعسكرات ولاننا كنا نرفض العمل المناطقي ووجدنا في الانضمام إلى جيش الانقاذ الوطني مكاننا الطبيعي لممارسة العمل العسكري والسياسي..
تبعا لذلك، توزعنا في كل اشكال العمل السياسي والعسكري والاعلامي ومن رموز تلك القوة: صالح حسن الواحدي، قائد المعسكر، سعيد لثيلم، اركان حرب المعسكر، مبارك علي لخزع السليماني، قائد الدوريات، سعيد المزارق الخرخوري، قائد اطقم الدوريات، احمد ناصر البيرق، قائد سرية اطقم.
اما علي محمد سعيد الواحدي وسالم بو جاهل وصالح حوشب وسالم بن شداد فهم اعضاء قيادة الانقاذ السياسية والعسكرية التي كان يرأسها محمد سالم باعشن.

الدفعة الرابعة يتقدمها عمر صلفوح
وفي الربع الاخير من عام 1973م قدم اليهم المناضل عمر صلفوح في الدفعة الرابعة وكان معه سعيد صلفوح ومحمد يسلم بن معجلة وسالم محمد بن لعور ومحمد هادي الميسري ومهدي الخاشعة ومحمد سالم القميشي ويسلم سالم مشنق وامذيب هادي باعوضة واحمد ناصر لمبز باعوضة.

مع المكاوي والحبشي في التجمع القومي
في نوفمبر 2011م شارك الشيخ علي يسلم في مؤتمر القاهرة الاول برئاسة الرئيس علي ناصر محمد والرئيس حيدر العطاس، كما شارك في مؤتمر الحوار الوطني بصنعاء في مارس 2013م في قائمة مؤتمر الجنوب.

خاتمة المحطات السياسية في مشوار الشيخ علي يسلم
الشيخ علي يسلم باعوضة الحميري متزوج من ابنة الشيخ المناضل سيف حسن علي القطيبي، وانجبت منه 14 ولدًا، نصفهم ذكور والنصف الآخر إناث.
اكبر اولاده مجاهد من مواليد 1981م وسيف ومحمد وسلطان وعيسى ومحسن، وأصغرهم هود من مواليد عام 2004م.​