الإمارات ومكافحة الإرهاب.. اليمن نموذجا

> هاني سالم مسهور

>
انعكست الرؤية السياسية لدولة الإمارات العربية المتحدة على جهدها العسكري في التعامل مع الجماعات الإرهابية المتطرفة على عدة أوجه، فالإماراتيون وفقاً لرؤيتهم السياسية للتطرف الديني لا يضعون فوارق بين تلك الجماعات ذات الخلفية السنية والمقابلة لها ذات المرجعية الشيعية، فكلتاهما تحمل تطرفاً دينياً واحداً تحوّل إلى انتهاج العنف، وهذا ما يمكن قراءته في الجهد السعودي الإماراتي في العمليات العسكرية داخل اليمن على اعتبار أن الحوثيين يمثلون مشروعاً طائفياً شيعياً، والتنظيمات الأخرى كالقاعدة وداعش تحمل مشروعاً سنياً متطرفاً له وجوده في المحافظات الجنوبية والشمالية، وإن كان إخوان اليمن المتسببين المباشرين في توسع المتطرفين بعد استقطاب الأفغان العرب ودعوتهم لخوض ما يسمونه الحرب المقدسة في صيف العام 1994، ما أدى إلى استيطان أعداد كبيرة قبل أن يتم الإعلان عن إنشاء تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي عمل مدى عقدين على استهداف المملكة العربية السعودية والمصالح الأمريكية، كما حدث في استهداف المدمرة يو اس اس كول قبالة سواحل العاصمة الجنوبية عدن.

نجحت دولة الإمارات العربية المتّحدة في تدريب وتأهيل قوة عسكرية متخصصة تمكنتْ من استعادة ميناء المكلا الجنوبي من مقاتلي تنظيم «القاعدة»، ومكّنت «قوات النخبة الحضرمية» من طرد التنظيم من مدينة المكلا في أبريل عام 2016، وحرَمته من ملايين الدولارات التي كان كسبها هناك من الرسوم الجمركية على الاستيراد، واستغلال الموارد النفطية لمدّة تزيد على العام، وتمثل استعادة المكلا من «القاعدة» إنجازاً كبيراً للقوة التي ترعاها الإمارات، فالمكلا، الواقعة على خليج عدن، عاصمة محافظة حضرموت، التي تضم أغلب الثروة النفطية اليمنية.

وفي سياق تعزيز دعمها القوات اليمنية في مواجهة ميليشيا الحوثي والتنظيمات الإرهابية، عملت الإمارات على دعم وتدريب «قوات النخبة الشبوانية»، ونشرتها على طول الساحل في ديسمبر عام 2016، حيث قامت تلك القوات بتأمين حماية منشأة «الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المُسال» في بلحاف، كما أنّ ثمة انتشاراً محدوداً كانت وحدات «النخبة الشبوانية» قد نفّذته في وقت سابق من العام 2018، وسيطرتْ من خلاله على مواقع عدّة من مديرتي ميفعة ورضوم.

هذا الأمر جاء كمحصّلة في إطار خريطة الجهد الإماراتي في مكافحة الإرهاب في اليمن، بمعنى آخر، لقد تمّ ما يشبه المحاكاة لتجربة «قوات النخبة الحضرمية» في طرد تنظيم «القاعدة» في ساحل حضرموت، وهذا يجيء ضمن حزمة أشمل من الترتيبات التي أنجزتها الإمارات في جنوب اليمن، وضمن تنسيق الأدوار مع حليفتها، المملكة العربية السعودية.
وكان تنظيم «القاعدة» قد شنّ عمليات ضد أهداف تابعة لـ«النخبة الشبوانية»، لكنّ حصيلتها كانت متواضعة للغاية.

ولكنْ، على الرغم من الجهود الإماراتية في محاربة التنظيمات الإرهابية في اليمن وإضعافها وتوجيه ضربات لقياداتها والتمكّن من طردها من الكثير من المواقع، فإن تحدي الإرهاب لا يزال قائماً.

عن «البيان»

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى