"رجال في ذاكرة التاريخ" 1- المناضل عبدالله البار 2- النجم عمر محسن

> إعداد/ نجيب محمد يابلــي

>
عبدالله البار
عبدالله البار
1- المناضل عبدالله صالح البار

الولادة والنشأة:
المناضل الوطني عبدالله صالح عبدالله بن علوي البار من مواليد المكلا، حاضرة السلطنة الحضرمية القعيطية عام 1945م، وكان يوم ولادته يوما بهيجا فقد كان المولود الذكر الأول بعد خمس من الأخوات (اثنتين من أبيه وثلاث شقيقاته)، وقد سماه أبوه (عبدالله) تيمنا باسم أبيه (عبدالله بن علوي البار)، كما ورد في المادة التي أعدها أ.د.عبدالله حسين البار في كتاب تأبين الفقيد عبدالله صالح البار.

التحق فقيدنا عبدالله البار بالمدرسة الابتدائية مع أقرانه من أبناء المكلا عام 1952م، وخلال سنوات الدراسة كان شغوفا بقراءة مجلات الأطفال المصرية، وفي العام 1956م دخل عبدالله البار منعطفا جديدا عندما انتقل إلى وسطى الغيل للدراسة والسكن في قسمها الداخلي Boarding Section وانتقل بعد ذلك في العام 1960م إلى كلية عدن وفي قسمها الداخلي لدراسة الثانوية حيث بدأت مرحلة النضوح السياسي والتنظيمي، ذلك أن قيض الله له الراحل الكبير المناضل الوطني والتربوي علي أحمد ناصر السلامي الذي احتواه وضمه إلى صفوف حركة القوميين العرب وتعرف على عدد من الأعضاء القياديين في الحركة وفي مقدمتهم الراحل الكبير فيصل عبداللطيف الشعبي..

عبدالله البار القائد الصامت في حضرموت
تحمل عبدالله صالح البار مسؤوليته التنظيمية عن حركة القوميين العرب والجبهة القومية في عموم حضرموت بكل شرف وتفان وجذارة، وانتقل من جعل التنظيم وعاء للمثقفين إلى وعاء يضم المثقفين وسائر فئات المجتمع، وكان الرجل يدير عمله بصمت وهدوء واقتدار متفانيا حتى جاء العام 1966 (ص 49 من كتاب التأبين).

البار يشد الرحال إلى الجمهورية العراقية
جاء ترشيح عبدالله البار للدراسة في العراق عام 1966م، إلا أن غيابه سيترك فراغا في البيت الذي تسكنه أخواته فكلفه والده بترحيل أخواته إلى مهجره في السعودية وغادر بعد ذلك إلى أرض الرافدين، وبعد عامين تلقى أوامر بالعودة إلى الوطن في أول عام 1968م ليكون عضوا مشاركا في المؤتمر العام الرابع لتنظيم الجبهة القومية التي تعرضت للتصدع نتيجة الصراع الداخلي وبرز خلاف أيديولوجي أثناء انعقاد المؤتمر المذكور فأفرز ذلك حركة عسكرية مضادة عرفت بحركة 20 مارس 1968م بعد ثلاثة أشهر من عمر الجمهورية الوليدة وتم اعتقال عبدالله صالح البار مع العديد من عناصر التنظيم ولم تقابل حركة الجيش بارتياح معظم قيادات الجبهة القومية ولذلك جرى فتح الباب لهروب العناصر المحتجزة في المعتقلات ومنهم عبدالله البار من سجن حضرموت.

البار يقطر شرفاً وينزف ألماً
الراصد للمسيرة النضالية العطرة للمناضل الوطني الكبير عبدالله صالح البار سيصل إلى خلاصة مفادها أنه أمضى (44) عاماً منذ حركة مارس 1968م حتى يوم وفاته في فبراير 2012م جلها نضال بشرف وعطاء بعيد عن الشبهة ومواقف لا مساومة فيها، وأنه اعطى ولم يأخذ..
كان عبدالله صالح البار نصيراً لحركة 22 يونيو 1969م على العمل والنضال من أجل الإنسان وتحمل مسؤولية التنظيم في حضرموت، وفي العام 1970م أسندت إليه قيادة التنظيم السياسي الجبهة القومية في محافظة أبين، وانتدب مع الأستاذ علي صالح عباد مقبل إلى القطن وتريم بحضرموت في 15 يوليو 1972م للإشراف على الانتفاضة الفلاحية هناك واعترض على العملية العسكرية التي قام بها النظام ضد الشيخ صالح حبيب بن جابر وحدد موقفه مع الأستاذ مقبل من الانتفاضة الفلاحية في شبام بتاريخ 17 نوفمبر 1973م والتي تلطخت بأعمال القتل والسحل وقدما مذكرة أخليا فيها مسؤوليتهما من الحوادث الإجرامية التي ارتكبت.

وفي العام 1974 تولى المناضل الوطني عبدالله صالح البار منصب السكرتير الأول للتنظيم السياسي الجبهة القومية (ت.س.ج.ق) بمحافظة حضرموت وعمل على التقارب بين واجباته تجاه تنظيمه وأبناء شعبه في حضرموت بعيداً عن الشطط.

التطورات السياسية خلال الأعوام (76 و 77 و 1978م)
عقد المؤتمر التوحيدي الذي ضم الجبهة القومية واتحاد الشعب الديمقراطي وحزب الطليعة الشعبي عام 1976م وصعد عبدالله البار مرشحا لعضوية المكتب السياسي في التنظيم السياسي الموحد الجبهة القومية وانتقل بالأحرف الأولى من (N.F.P.O) إلى (U.N.F.P.O) وشهدت حضرموت تجربة جديدة بدخول فصيلين إلى جانب الجبهة القومية تحت قيادة عبدالله صالح البار..
أما في العام 1977م فقد جرت أول انتخابات شعبية عبر الصناديق لاختيار قيادات المجالس المحلية في المحافظات ونجح البار في انتخابات حضرموت وأصبح أول رئيس منتخب للمجلس المحلي في محافظة حضرموت، وكانت فترة عمل خال من الفساد وتحققت على أرض الواقع الإنجازات لصالح الإنسان، وقد جمع البار بين منصبيه في قيادة المجلس المحلي في المحافظة والمنصب التنظيمي سكرتيرا أول للتنظيم السياسي الموحد الجبهة القومية.

الانقلاب الدامي على الشرفاء في البلاد
شهدت البلاد أحداثا دامية يوم 26 يونيو 1978م فيما سميت بحركة 26 يونيو 1978م ضد ما أسموه باليسار الانتهازي وتمت تصفية سالم ربيع علي مع رفيقيه جاعم صالح وعلي سالم الأعور، رحمهم الله، واعتقال عبدالله صالح البار وحسن أحمد باعوم وعلي صالح عباد (مقبل) وسالم باجميل وآخرين في المحافظات، وتم إقصاء كل المدنيين والعسكريين المحسوبين على سالمين من مراكزهم.

أمضى عبدالله صالح البار في سجن الفتح حتى عام 1983م وشهد التنظيم الحاكم انقساما عام 1985م لم يعدم فيه راس السلطة عبدالفتاح إسماعيل بل تم نفيه إلى موسكو.

البار والظلال القاتمة لأحداث يناير 1986م
استقطب الحزب الحاكم عناصره السابقة المجربة إلا أن التآمر ظل هو سيد الموقف وحدثت أحداث 13 يناير 1986م المؤسفة وانتصر نصف أعضاء الحزب والقوات المسلحة فيما نزح النصف الآخر إلى الشمال بعد أعداد كبيرة من القتلى والجرحى من الجانبين..
تحمل البار مسؤولية الدائرة الإعلامية للجماعة النازحة إلى الشمال، وكان البار لا منتمياً عند قيام دولة الوحدة في مايو 1990م، وكان البار خلال الفترة المعاشة وما بعدها يعيش فترة أو حالة انقباض مما كان يدور أو يحاك ضد الإنسان والأرض في الجنوب.

شغل البار مناصب حيوية في المجلس الاستشاري والذي أصبح مجلس الشورى وكان أول أمين عام للمجلس إلى جانب الراحل عبدالعزيز عبدالغني، رحمه الله، رئيس المجلس، وأصبح بعد ذلك نائبا لرئيس المجلس.

البار المعارض الصامت
كان فقيدنا الغالي عبدالله صالح البار مع قضية الأرض والإنسان في الجنوب وحزن كثيرا عند اجتياح الجنوب في يوليو 1994م وارتاح كثيرا عندما برزت قضية الجنوب على السطح في يوليو 2007م وفترت علاقته بالرئيس السابق علي عبدالله صالح عند منعطف أحداث فبراير 2011م.

الرئيس علي ناصر يكشف أوراقاً سوداء
أفاد الرئيس علي ناصر محمد في شهادته للتاريخ (وردت في كتاب تأبين الفقيد) بأن المناضل الوطني عبدالله صالح البار ساءت أوضاعه الصحية عندما اتصل به محمد (ابن الفقيد البار) بأن كل الوعود التي أعطيت لهم على مدى ستة أشهر لم يبروا بها، وأفاد الرئيس ناصر بأنه تواصل مع مسؤولين في الخارج وأفادوا بأنهم لا يملكون الصلاحيات لإنقاذ حالة الرجل الذي قدم الكثير للوطن ولم تنفع جهودي مع أحد.

عبدالله البار ينتقل إلى بارئه شاكيا له ظلم العباد
فاضت الروح الطاهرة لفقيدنا عبدالله صالح البار إلى بارئها يوم 12 فبراير 2018م شاكية له ظلم العباد مخلفا وراءه سفراً مع الأعمال النضالية وقلوبا لا حصر لها من المحبين شاركوا في تشييع جنازته ومواراته ثرى مقبرة يعقوب بالمكلا.
فقيدنا الغالي عبدالله صالح البار متزوج ولديه ستة أبناء الذكور منهم خمسة هم: 1 - صالح 2 - محمد 3 - علي 4 - حسن 5 - علوي 6 - بنت.


عمر محسن
عمر محسن
2 - كابتن عمر محسن محمد

الميلاد والنشأة:
الكابتن عمر محسن محمد عبدالله من مواليد 23 مارس 1949م في حافة لودر (شارع مراكش - D/7) في منزل رقم 404/54 وتلقى دراسته الابتدائية في المدرسة الشرقية (ردفان حالياً ) في الشيخ عثمان ثم المدرسة المتوسطة في الشيخ عثمان (عمر المختار حالياً) ثم ثانوية خور مكسر والتحق بداية بنادي الهلال الرياضي عام 1964م وأصبح لاعبا مع الفريق الممتاز عام 1966م في عهد المدرب الخالد الذكر علي محسن مريسي عندما لعب نادي الهلال الرياضي مع نادي الشعب الرياضي بالتواهي بمناسبة زيارة ولي الله الصالح هاشم بحر (الهاشمي)..

30 نوفمبر 1967 وقرار عمر محسن
كان الكابتن عمر محسن من عناصر جبهة التحرير وفي يوم 30 نوفمبر 1967م كان أعضاء جبهة التحرير في السجون ومعهم كابتن عمر محسن ورأى من حوله رفاقه: خالد سالمين، فيصل صبري، توفيق عبده حسين، سيد محمود، محمود جميع، رشاد حامد، وعند الخروج من السجن فتح باب الانتقال إلى النوادي وقرر عمر محسن الانتقال إلى نادي الشبيبة المتحدة (الواي) «YCC»، وكان هذا النادي معروفا بشعبيته وجماهيريته الواسعتين، ودخل العطر الذكر سيف شبوطي التاريخ قائداً لهذا الفريق أو النادي.

عمر محسن مع نادي (الواي) في الحديدة
غادر فريق نادي «الواي» إلى الحديدة في العام 1969م ولعب مباراة ودية ضد فريق نادي الجيل ونادي الهلال، وفي نفس العام كان فريق «الواي» أول نادي عدني يزور سيئون بدعوة من نادي الاحقاف الرياضي، وفي أحد أيام شهر أكتوبر من العام المذكور وصل إلى عدن منتخب الصومال وتم تشكيل منتخب وطني (لليمن الديمقراطية) وتشكل المنتخب من التالية أسماؤهم: جواد محسن في الدفاع وعمر محسن في خط الوسط، وفاز منتخب اليمن الديمقراطية بهدفين مقابل لاشيء (0-2)، وكان المحافظ انذاك الشهيد عبدالباري قاسم الذي أقام حفل عشاء للفريقين.

عمر محسن إلى القاهرة مع الشباب الرياضي
في أغسطس 1970م غادر فريق نادي الشباب الرياضي (وقائده الفذ نصر عبدالرحمن شاذلي، متعه الله بالصحة وطول العمر) إلى قاهرة المعز، حاضرة جمهورية مصر العربية، وكان الفريق مدعماً بلاعبين من أندية أخرى وتم اختيار ثلاثة لاعبين من نادي «الواي» هم: أحمد قيراط وعمر علي سعيد وعمر محسن، ولعب فريقنا مباريات ودية ضد فرق أندية: الزمالك، الأهلي، الترسانة، الاتحاد الاسكندري، بقيادة الأستاذ نصر عبدالرحمن شاذلي، وكانت المباريات جيدة بكل المقاييس.

«الواي» يقابل «الحسيني» على كأس إيدوكس
بعد عودة المشاركين من القاهرة لعب نادي الواي مباراة ضد نادي الحسيني على كأس أيدوكس وتقرر مشاركة عمر محسن مع قوام فريق النادي والذي خرج منتصراً بهدفين مقابل لاشيء وسهرت الشيخ عثمان مع رقصة الليوة الشعبية، وفي اليوم التالي أقامت إدارة النادي مأدبة غداء في نادي الكمسري.

منتخب الجنوب في صنعاء بمناسبة ثورة سبتمبر
كلفت جهة الاختصاص الكابتن نصر شاذلي لتشكيل وقيادة منتخب الجنوب الكروي للمشاركة في مسابقة كرة قدم في صنعاء بمناسبة الذكرى الثامنة على قيام ثورة 26 سبتمبر 1962 وتم اختيار جواد محسن صالح وعمر محسن محمد مع فريق منتخب الجنوب الذي لعب أولى مبارياته مع منتخب الشمال وتعادل (1-1)، والثانية كانت بين منتخب الشمال ضد ليبيا وكانت لصالح ليبيا (3-صفر)، وتأجلت المباراة الثالثة بسبب وفاة الزعيم الخالد جمال عبدالناصر، وكسب منتخب الجنوب (1-0) ضد ليبيا وأخذ منتخب الجنوب كأس سبتمبر وحمله إلى عدن.

محطات في حياة الكابتن عمر محسن
حصل كابتن عمر محسن على منحة دراسية لمدة عامين في دولة الجزائر وخرج منها بدبلوم تربية بدنية، وفي عام 1974م حصل دمج الأندية وكان القرار بحسب كابتن عمر محسن خطيرا لأنه أسهم في ضعف الرياضة في عدن وتم تشكيل اللجنة العليا لألعاب القوى عام 1976م وكان عمر محسن أول مدرب وطني لألعاب القوى وشارك فريق اليمن الديمقراطية لأول مرة في الدورة العربية الثالثة في دمشق عام 1976م..

حصل عمر محسن على منحة دراسية لمدة عام واحد عام 1979م في ألعاب القوى باللغة الإنجليزية في موسكو ووخرج منها بدبلوم وحضر (6) دورات دراسية في ألعاب القوى خلال الفترة 1988 / 2004م في المركز الدولي لألعاب القوى في القاهرة.
يحسب للكابتن عمر محسن بأنه ممن أسسوا ألعاب القوى وكان أول مدرب للعبة وأدخل اللعبة أيضاً إلى نادي الوحدة الرياضي في الشيخ عثمان وشكل الفريق النسائي للعبة من طالبات المدارس وكان هذا الفريق يحقق المركز الأول خلال الفترة 1976 / 1986 وانتهى بعد ذلك الفريق النسائي.

يحسب للكابتن عمر محسن قيامه بعدة نشاطات على مستوى التربية والنادي ولا يتسع الحيز المتاح بذكر تفاصيل ذلك.
كابتن عمر محسن متزوج وله ثلاثة أولاد..

كابتن عمر محسن يتمنى على الوزير البكري
يتمنى الكابتن عمر محسن على وزير الرياضة والشباب الأستاذ نايف البكري بأن تمد الوزارة يد العون للرياضيين في ظروفهم الصعبة وأن تحذو الوزارة حذو وزارة الثقافة التي ترعى رجال الفن من خلال صندوق التراث، فالرياضة والفن وجهان لعملة واحدة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى