المسيحيون في الخليج بعيون سعودية

>

تطرق الكاتب السعودي محمد الساعد لتاريخ المسيحيين في الخليج، مشيرا إلى ترجيح أن وجودهم المبكر في المنطقة كان في الكويت والبحرين وسواحل عمان.

ورأى أن وجود المسيحيين في المنطقة يعود إلى ما قبل الإسلام، وأن أبرز تواجد لهم حينها كان في البحرين، وأن ذلك يظهر قبل البعثة حين اعتنقت قبيلة عبد قيس "التي شكلت أغلب سكان البحرين ونواحيها"، المسيحية.

وأضاف: "ملامح المنطقة ومكوناتها السكانية استمر طوال الألفي سنة الماضية، حتى جاء الانتداب البريطاني ثم البعثات الإنجيلية إلى الخليج".

وذكر أن دول الخليج منذ استقلالها المتتابع بدءا من ستينيات القرن الماضي وحتى 1971، حافظت "على التواجد المسيحي في أراضيها، إما على شكل جاليات أجنبية أو على شكل سكان محليين".

وأشار إلى أنه على الرغم من كثافة المسيحيين غير المواطنين، إلا أن "الكويت والبحرين وسلطنة عمان هي الدول الوحيدة التي يوجد بعض من مواطنيها ممن يعتنق المسيحية ولديهم كنائسهم الخاصة".

ولفت الكاتب السعودي إلى وجود 10 كنائس في الكويت "تخدم معظم المرجعيات المسيحية في العالم، وبين أكثرية سكانية مسلمة توجد أقلية مسيحية تحصل على كامل حقوق المواطنة، ويصل عدد المواطنين المسيحيين في الكويت إلى نحو 400 شخص، فيما ينتمي معظم المسيحيين الكويتيين إلى 12 أسرة كبيرة، ويعتبر الأب عموانيل غريب أول قس كويتي في العالم وراعي الكنيسة الإنجيلية بالكويت".

أما عن قطر، فأشار الكاتب إلى أن الوجود المسيحي هناك لم يكن غريبا إلى حد كبير، وضرب مثلا على ذلك في أن الدوحة بنت "أكبر كنيسة في الشرق الأوسط ومن الأكبر في العالم رغم أنها تخدم عددا قليلا من المسيحيين الذين لا يتجاوز عددهم 200 ألف من العاملين فيها إلا أن السلطات القطرية أرادت أن تثبت للمرجعيات المسيحية الغربية تفانيها في دعم المسيحية في الجزيرة العربية".

وأضاف: "كنيسة الدوحة الكبيرة افتتحت عام 2008 وهي الأولى من 5 كنائس تم تشييدها في العاصمة القطرية الدوحة، وشارك كاردينال مبعوث من قبل الفاتيكان في افتتاح الكنيسة الكاثوليكية فيها".

وتطرق الساعد إلى أوضاع المسيحيين في الإمارات مشيرا إلى أن الكاثوليك يشكلون "غالبية المسيحيين المقيمين في الإمارات، وأن هناك 7 كنائس نظرا لوجود جالية تعمل في الشركات والمؤسسات المنتشرة في الإمارات السبع، إلا أنه لا يوجد مسيحيون إماراتيون بل حافظوا على مرجعيتهم الإسلامية منذ دخولهم الإسلام في العهد النبوي".

وبشأن أوضاع المسيحيين في سلطنة عمان، قال إن  الهنود الكاثوليك يشكلون "أغلبية المسيحيين المقيمين هناك، ويمارس عشرات الآلاف من الأرثودكس والبروتستانت شعائرهم في كنائسهم التي بنيت في وقت مبكر من القرن الحالي".

وسجّل الكاتب أن البحرين تنفرد في أنها "تضم أقدم كنيسة حديثة في منطقة الخليج أسسها المبشرون الإنجيليون الأمريكيون، ويعود تاريخ إنشاء الكنيسة الإنجيلية الوطنية ذات المرجعية البروتستانتية إلى عام 1906، كما تضم البحرين عدة كنائس للكاثوليك والأرثوذوكس ويقدر عدد المسيحيين الحاملين للجنسية البحرينية بنحو ألف شخص، وقد تمثلت الأقلية المسيحية في البحرين بعضوية مجلس الشورى منذ التسعينات من القرن الماضي".

وتوصل الكاتب في الخاتمة إلى استنتاج يقول إن الوجود المسيحي في الخليج في الغالب "لا يخرج عن كونه مظاهر مسيحية لا تتعدى بناء كنائس لخدمة العاملين المسيحيين وعائلاتهم الذين يتوافدون للعمل ويقيمون مؤقتا في دول الخليج العربي ثم يغادرون إلى بلدانهم، دون أن يكون لإقامتهم الطويلة أو القصيرة تأثير واضح في الحياة الاجتماعية، فالمكون السكاني في الخليج إسلامي وسيبقى كذلك نتيجة لعمقه في وجدان أهله".

المصدر: عكاظ

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى