التطرّف والاعتدال

> مشتاق عبد الرزاق

>
يقف نفرٌ كبيرٌ من الشباب على «فُوهة» منطقة خطيرة ما بين «التطرّف والاعتدال».. يقفون عليها، وهم يُفكّرون ألف مرّة، ويضربون أخماساً في أسداس، مخافةَ الغرق في تيّار التطرّف، أو الانزلاق في مستتقع الانحلال، الذي تُدعمهُ ويا للخزي والعار وسائل وجِهاتٌ عديدة، لا يرى العبد لله أيّ مجالٍ للإشارة إليها، على الأقل الآن، حتى لا يقع في «المحظور»، ويُتّهم بصفاتٍ هو بريء منها كبراءة الذئب من دم ابن يعقوب!!

القاسم المشترك الأعظم بين هؤلاء الشباب ورغم فئاتهم وانتماءاتهم المتعددة، هو أنهم افتقدوا «الداعية» الأُنموذج، و«القدوة» الحسنة، بالمعنى الصحيح والمفهوم العقلاني لكلمتي: الداعية والقدوة!!
ما أعظم الدعوة إلى الله، وما أروع الإسلام الذي رسمَ أبعادها النقية وأحكامها النبيلة، فالتطرّف مرفوض، والتشدّد مرفوض.. حيث إنّ الطريق السليم والمسلك القويم يبدأ بالحكمة والموعظة الحسنة.

قد تكون مُتطرفاً، وقد أكون مُعتدلاً، لكنني أؤمن بحرية التطرّف، كما أؤمن بحرية الاعتدال.. ولذلك فأنا على حقّ، وأنت أيضاً على حق.. ألمْ يقُل أحد المُفكّرين الأجانب بأن (الاختلاف في الرأي لا يفسد للودّ قضية)؟!
أجدني لزاماً القول في هذه العُجالة السريعة بما جاء من بعض العبارات الرائعة في كتاب الدكتور سيّد عويس «هذا التاريخ الذي أحملهُ على ظهري»:

«الظالم المُستبدّ يذكر عادة ما يفعله وليس ما هو أهمّ، ردّ فعل ما فعل، والوطنية مشاعر لا يقف في سبيل وجودها فقرٌ أو جهلٌ وحتى ضباب أكثر، وتدفع الإنسان القاهر ليقهر أكثر، وتدفع الإنسان المقهور ليتحرّر من قيود القهر ليكون حُرّاً، فيؤكد ذاته، ويعمل لنفسه، ومن أجل المقهورين الآخرين»!!
تغريدات سريعة:

* ليس عيباً أن نبحث عن الله، ونتّبع آياته في القرآن الكريم، بل ونقرأ في كلّ الشرائع والأديان، لتحسين أخلاقياتنا، لا لتغيير مُعتقداتنا!!
* «العلم يرفع بيوتاً لا عماد لها، والجهل يهدم بيوت العزّ والشرف».

* ما أسرع ما تتطاير الاتهامات والاتهامات المُضادة، إذا ما اختلف اثنان أو أكثر، ويا للأسف..!
* يقول الدكتور غازي القُصيبي:

ليس في وُسعنا في هذه المرحلة أن نُحارب بالأسلحة، ولكن في وُسعنا أن نُحارب بالأقلام، وهذا أضعف الإيمان.
* «إن أدمنتَ الاستمتاع بالماضي، فلن تصغي لكلِّ ما هو حاضر»!!​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى