الميسري: أكثر ما يعطل البناء والاستقرار في عدن المناكفات التي لا قيمة لها

> عدن «الأيام» سليم المعمري

>
احتضنت قاعة الاتحادية بقصر المعاشق، صباح أمس، لقاء عدن التشاوري الأول، برئاسة نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية م.أحمد الميسري، وبحضور عدد من المسؤولين وجمع كبير من الشخصيات السياسية والاجتماعية والثقافية والعسكرية والأمنية وممثلي المجتمع المدني بعدن، تطرق إلى عدد من القضايا الوطنية والسياسية الهامة وموقف المشاركين منها.

لقاء عدن التشاوري الأول
لقاء عدن التشاوري الأول

وخلال اللقاء، ألقى وزير الداخلية كلمة أكد فيها أن مدينة عدن يجب أن تعود كما كانت أرضاً للتعايش وللتنوع الفكري والحزبي والديني والثقافي. لافتاً إلى أن عدن ولدت جميلة لتعيش جميلة على مدى القرون.
وقال وزير الداخلية : "جئنا إلى هنا من أجل مناقشة الأوضاع في مدينة عدن مدينة السلام والثورة والمقاومة والنهوض بها إلى الأعلى وإيجاد الحلول المناسبة التي تساعد على انتشال وضع مدينة عدن عالياً نحو السماء".


وأضاف: "نرفض كل المماحكات والمناكفات داخل العاصمة عدن التي تؤدي إلى حرمانها من الخدمات التي يستفيد منها المواطن العدني بشكل خاص وأبناء الوطن بشكل عام”، مؤكدا أن المناكفات غالباً ما تأتي بالمتاعب التي تنعكس سلباً على المجتمع.

وأشار إلى أن "مدينة عدن هي من صدرت المدنية والديمقراطية إلى مختلف البلدان المجاورة وليس من اللائق أن تقبل باحتكار الصوت الواحد، ولهذا فهي مع تعدد الأصوات والآراء الحزبية المختلفة كون شعارها التعدد الحزبي".

صورة عامة من الحضور
صورة عامة من الحضور

ولفت الميسري إلى أن "الجنوب ليس حكراً على شخص أو فئة، وأن مصير الجنوب يقرره جميع الجنوبيين وليس فئة بعينها في الوقت الذي من حق كل القوى السياسة الجنوبية الموجودة على الأرض التعيير عن آرائها"، مؤكداً أن عدن مظلة للجميع وليست لفئة محددة وهذا ما عرفت به عدن عبر التاريخ”.

من جانبه، ألقى محافظ عدن، أحمد سالم رُبيّع (سالمين)، كلمة استعرض فيها الإنجازات التي تحققت خلال الفترة الماضية لاسيما فيما يتعلق بالجانب الخدمي الذي شهد حالة من الاستقرار والتحسن الملحوظ.
وقال محافظ عدن: "أجدها فرصة اليوم لأستعرض لكم بعض إنجازاتنا خلال الفترة الماضية، والتي كرسنا اهتماماتنا في المقام الأول على توفير خدمات البنية التحتية وفي المقدمة الكهرباء والمياه والصرف الصحي والنظافة والصحة والتعليم والطرقات وإنارة معظم  الشوارع ومستشفيات المدينة بالطاقة الشمسية".

وأضاف المحافظ: "إنه بالرغم من الصعوبات الكبيرة إلا أننا عملنا خلال الفترة الماضية بدعم من فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي ودعم الأشقاء في المملكة العربية السعودية على تحقيق الاستقرار في توصيل التيار الكهربائي وتوفير الوقود للمحطات الكهربائية، مما أدى إلى استقرار الكهرباء بنسبة ملحوظة".


وأشار إلى قطع شوط كبير في تنفيذ مشروع بناء محطة كهرباء عدن الجديدة بقدرة 264 ميجا وات بالإضافة إلى بناء محطة بقدرة 120 ميجا وات كدعم من الأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة.

وحول ما شهدته عدن من انتشار البناء العشوائي والبسط على الأراضي، قال محافظ عدن: "سعينا بالتعاون مع الجهات المختصة، وفي مقدمتها وزارة الداخلية ممثلة بالمهندس أحمد الميسري، للحد من انتشار البناء العشوائي الذي ما زالت إشكالياته تؤرقنا في السلطة المحلية، فعملنا قدر الإمكان للحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة والمعالم الأثرية لمدينة عدن".


وأوضح أن إحدى المشاكل التي تواجه السلطة المحلية بعدن اليوم هي ظاهرة تدفق المهاجرين الأفارقة الذين توافدوا بالآلاف، مؤكداً أن حل المشكلة يتطلب جهودا ودعماً كبيرين من الحكومة والمنظمات الدولية ودول التحالف العربي لحل هذه الإشكالية والعمل على سرعة إعادة ترحيل هؤلاء إلى بلدانهم.

بدوره، ألقى مستشار وزارة الإعلام، محمد هشام باشراحيل، كلمة قال فيها: "إن عدن ضاقت من طول انتظار من يأخذ بيدها ويخلصها من الأزمات وفصول العذاب ويعيد إليها مكانتها كمنارة للمدنية وحاضنة للثقافات المتعددة وبيئة خصبة للفكر والثقافة ومصدر إلهام للمبدعين.

كلمة مستشار وزارة الإعلام محمد هشام باشراحيل خلال اللقاء
كلمة مستشار وزارة الإعلام محمد هشام باشراحيل خلال اللقاء

وأضاف: “تعلمون فعلاً ما يعانيه سكان هذه المدينة الصامتة تحت وطأة التهميش"، مؤكداً أن “كل من تسلم مواقع المسؤولية لمدينة عدن لم يقدموا لها سوى إطلاق التصريحات الفارغة والإيهام بالمستقبل الواعد والحياة الأفضل دون عمل حقيقي على أرض الواقع".

وأشار باشراحيل إلى بعض الظواهر الدخيلة والخطرة معا التي تهدد عدن وتاريخها الثقافي والحضاري، والتي تعد مشكلة البسط العشوائي واحدة من هذه الظواهر التي طالب العديد من الغيورين للتصدي لهذه الظاهرة ومعالجتها قبل استفحالها، ولكن للأسف لم تُلاقِ آذاناً صاغية من قِبل المسؤولين، إذ حال التسويف والفساد دون أن تجد هذه المشكلة وغيرها من المشاكل طريقها إلى الحل، وحول هذا الأمر تكشّفت أدلة واضحة على عدم صلاحية وجدية بعض المسئولين، ودونت الجمعيات والهيئات بلاغات كثيرة بهذا الخصوص.


وخرج اللقاء بعدد من التوصيات والمقترحات التي تسهم في تصحيح مسار سفينة عدن والإبحار بها نحو الشاطئ، الذي أُضيئت وجهته في 30 نوفمبر 1967م، حتى تتمكن من المضي بأمان نحو المستقبل.
وأكد اللقاء أن النهوض بمدينة عدن لن يكون ولن يتم إلا في حياة عامة شاملة تسودها روح التسامح والتعايش والقبول بالآخر مهما كان لونه أو عرقه أو دينه أو مذهبه أو منطقته أو مهنته أو انتماؤه السياسي والفكري والاجتماعي.

ودعا اللقاء مجتمع عدن والسلطة المحلية إلى الوقوف صفا واحدا في مواجهة العنف والإرهاب والجريمة بكافة أشكالها وأنواعها وتطهير عدن من هذا الثلاثي المدمر تطهيراً كاملاً.. مشددا على أهمية جعل عدن مدينة آمنة مطمئنة مستقرة حتى يُقبل عليها العالم باستثماراته.


وأكد اللقاء على ضرورة قيام الجهات المختصة بتنفيذ القوانين الخاصة بعدن فيما يتعلق بالاستثمار والبيئة وغيرها من المجالات بالتنسيق مع المجتمع المدني، وأيضا العمل على سَن تشريعات جديدة تُراعى فيها خصوصية عدن في المجالات التي تمس حياة ومصلحة المجتمع بشكل مباشر، وأبرزها حماية أراضي وعقارات وممتلكات الدولة، وتنظيم البناء وإزالة العشوائيات، ومكافحة ظاهرة حمل السلاح والجريمة والمظاهر المخلة بالأمن، ونقل أسواق القات من أحياء عدن تمهيداً لمنعه نهائيا.

وشدد اللقاء على أهمية تنفيذ القرارات الرئاسية السابقة بنقل المعسكرات إلى خارج العاصمة عدن وتحويل المعسكرات إلى مواقع  تشيد فيها الجامعات والمستشفيات والمدارس  والمتنفسات العامة.

جانب أخر من الحضور
جانب أخر من الحضور

كما أهاب بالسلطة المحلية للقيام بدعوة المستثمرين المحليين والأجانب للاستثمار في عدن وتسهيل سبل الاستثمار وإزالة المعوقات التي تحول دون قدوم المستثمرين وعلى رأسها الجانب الأمني.
حضر اللقاء نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية المهندس أحمد الميسري، وأمين عام مجلس الوزراء حسين منصور، ووزير السياحة محمد عبدالمجيد قباطي، ووزير التعليم العالي والبحث العلمي د. حسين باسلامة، وعدد من الشخصيات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى