رجال في ذاكرة التاريخ: د. أحمد علي الهمداني.. رقم قياسي في إثراء المكتبة العربية

> نجيب محمد يابلي

> قسم «ب» في الشيخ عثمان
أسندت بريطانيا عام 1882م للفني الهندي مرشنجي بتقسيم الشيخ عثمان ووضع مخططه الإداري بتقسيم الشيخ عثمان إلى أقسام SECTIONS خمسة: قسم A - قسم B - قسم C - قسم D - قسم E، وهي منطقة الشيخ الدويل (وهي في الحقيقة أصل الشيخ عثمان)، وأصبح اسمها “الشيخ الدويل” أي القديمة، وهناك تجربة سابقة في مصر عندما قسمت القاهرة لتصبح هناك “مصر الجديدة” ومصر القديمة.

ضم قسم “ب” (“SECTION “B) عدداً كبيراً من الأسر العدنية العريقة؛ منها: أسرة البكيلي، أسرة حاتم، أسرة المرشدي، أسرة محمد عبادي، أسرة عبدالعزيز باوزير، أسرة المخشف، أسرة هاشم فارع، أسرة علي إسماعيل، أسرة عبده إسماعيل، أسرة عمر إسماعيل، أسرة عبدالواحد الدبعي، أسرة حزام، أسرة باسليم، أسرة الوطني، أسرة محمد فارع، أسرة حميد قايد، أسرة محفوظ، أسرة الزغير، أسرة شرف سعيد، أسرة التيمبا، أسرة ناصر يافعي.. والقائمة طويلة جداً.

أحمد علي أحمد حسن الهمداني من مواليد 8 أكتوبر 1951م في الشيخ عثمان شارع دجلة (قسم “B”)، أمه سعيدة محمد عبده الجلال الحبيشي التي انتقلت إلى جوار ربها يوم 4 فبراير 2013م، فيما انتقل زوجها (والد د.أحمد يوم 14 يونيو 1994م، ويدخل د.أحمد في تفاصيل الأسرة؛ حيث أفاد بأن جدته لأمه حمدة حسين العواضي، وأن جدته لأبيه زهرة محمد الزبيدي، وتتضح الصورة أن عدن مدينة كونية أو قل كوسمو بوليتانية.

درس أحمد الهمداني القرآن في أول الأمر على يد والده الذي لقنه عشرات الأبيات السائرة والشائعة، ثم درس في كتاب (معلامة) الفقي علي سالم، وكتاب الفقي جازم، وكتاب الفقي فارع هميس - رحمهم الله جميعاً- ثم ألحقه والده بكتاب الفقي أحمد (في مسجد الهاشمي) القريب من بيته، ولم يكتفِ والده بذلك القدر من الفقهاء؛ بل أرسله إلى أ. آسيا قردش، وأ. محمود محمد سعيد ماطر، وأ. سعيد عبدالله ناجي لدراسة الرياضيات واللغة الإنجليزية.كما تغذى أحمد الهمداني من حكايات كانت ترويها له كل ليلة جدته لأبيه زهرة محمد حسن الزبيدي، كما أغنت عمته نور أحمد حسن الهمداني مخيلته بالعشرات من الحكايات والأمثال الشعبية.

قرأ أحمد الهمداني عدداً كبيراً من القصص والملاحم والسير الشعبية العربية التي أثرت روحه وذهنه وفتحت له الأبواب الواسعة على الشعر والنثر في مضمار حياته الأدبية.

مراحل الدراسة في حياة د. أحمد الهمداني
حصل د. أحمد الهمداني على دراسته الابتدائية في المدرسة الغربية في الشيخ عثمان (مدرسة الفقيد حاتم حالياً) خلال الفترة 1958/ 1962م، وحصل على دراسته المتوسطة في متوسطة الشيخ عثمان (مدرسة عمر المختار حالياً) خلال الفترة 1962/ 1965م، وتلقى دراسته الثانوية في ثانوية عدن (سابقاً كلية عدن ثم ثانوية البيومي) في مدينة دارسعد وأنهاها عام 1972م بحصوله على شهادة الثانوية العامة.

درس أحمد علي الهمداني في مجال اهتمامه باللغة العربية على أيدي معلمين أكفاء في تخصصهم وهم بالترتيب، عبدالقادر أمين، فؤاد حاتم، رياض الدرويش (سوري)، حسين سلمان حسين (عراقي)، سليم العساف (سوري)، هاشم عبدالله، إدريس حنبلة، عبدالرحيم الأهدل.. وغيرهم.

الهمداني في صفوف التنظيم الشعبي
شارك أحمد الهمداني في العمل الوطني قبل الاستقلال، وكان عضواً في التنظيم الشعبي للقوى الثورية (P.O.R.F) لجبهة التحرير FLOSY، وزجت به الجبهة القومية في سجن مستشفى عفارة (الذي حولته الجبهة القومية (N.L.F)
الدكتور أحمد علي الهمداني
الدكتور أحمد علي الهمداني
إلى سجن، وأفرج عنه بقرار جمهوري أصدره الرئيس قحطان الشعبي، وبموجبه أطلق سراح كل طالب كان منتمياً إلى التنظيم الشعبي وإلى جبهة التحرير وإلى القاعدة الطلابية (الإطار الطلابي في التنظيم الشعبي).

البكيلي والحقاني في عون الهمداني
بعد انتهاء أحمد الهمداني من دراسته الثانوية العامة عام 1972م لم يستطع الحصول على وظيفة إلا بعد تدخل الزميل عادل البكيلي والأخ علي الحقاني - رحمه الله - حيث التحق بسلك التعليم، ولم يستطع الهمداني السفر إلى الخارج للدراسة إلا بعد تدخل الراحل الكبير إدريس حنبلة، وتدخل راحل كبير آخر وهو عبدالفتاح إسماعيل، وكل ذلك بسبب انتمائه إلى التنظيم الشعبي.
تتداخل ظروف الحياة مع ظروف التعليم مع الظروف السياسية في حياة أحمد الهمداني، ونجده يعمل كاتبا عام 1966م في المكتبة التاسعة للجيش الاتحادي في الحبيلين، وعمل بعد ذلك معلماً في التربية والتعليم خلال الفترة 12 أكتوبر 1972م حتى 20 أغسطس 1978م عندما غادر إلى الاتحاد السوفيتي السابق للدراسة الجامعية.

الهمداني في سجل هذه المدارس
عمل أحمد الهمداني مدرساً لمادتي اللغة العربية والدين في المدارس التالية: إعدادية بلقيس - إعدادية الجمهورية (معسكر عبدالقوي) - إعدادية البنات في خورمكسر - إعدادية 30 نوفمبر للبنات - إعدادية 30 نوفمبر للبنين (حاليا مدرسة عمر المختار).
أسهم الهمداني في تدريس مادة اللغة العربية وطرق تدريسها لمعلمي ومعلمات المرحلة الابتدائية في الأجازة الصيفية قبل مغادرته أرض الوطن للدراسة الجامعية في الخارج.

شارك الهمداني في وضع مناهج اللغة العربية في النحو وقواعد الإملاء في المرحلة الإعدادية، ويعتبر ذلك مؤشراً على نبوغه في مادة اللغة العربية.

الهمداني في أوكرانيا
أنهى أحمد الهمداني السنة التمهيدية في مدينة دانيتسك في جمهورية أوكرانيا التي درس فيها اللغة الروسية من سبتمبر 1978م حتى يوليو 1979م، ودرس بعد ذلك المرحلة الأولى والمرحلة الثانية من دراسته الجامعية في جامعة سيمغيروبل في أوكرانيا خلال الأعوام 1979/ 1984م.

الهمداني في جامعة عدن
التحق أحمد الهمداني بجامعة عدن مدرساً عام 1984م، ودرس اللغة الروسية في كليتي التربية والاقتصاد حتى عام 1985م، وساعده في أداء مهمته حصوله على درجة الماجستير بامتياز مع مرتبة الشرف عن رسالته (الأبعاد الموضوعية والخصائص الفنية في مسرحيات تشيخوف).

الهمداني والعود أحمد إلى أوكرانيا
غادر أحمد الهمداني أرض الوطن إلى أوكرانيا حيث درس المرحلة الجامعية الثالثة في جامعة خاركوف خلال الفترة 1986/ 1989م، وحصل على درجة الدكتوراه عن أطروحته: (تشيخوف في النقد العرب).
أنهى الهمداني دورة لمدة عام واحد في دراسة “مسرح تشيخوف” في جامعة خاركوف في أوكرانيا في العام الدراسي 1989/ 1990م.

الهمداني مع زوجته المولدافية في مولدافيا
انتقل أحمد الهمداني إلى مولدافيا للعيش فيها مع زوجته المولدافية في مدينتي تيراسبول وكيشينوف خلال الفترة 1990/ 1993م، وعاد بعدها إلى عدن.

الهمداني والشعر والبحوث والترجمة
بدأ د. أحمد علي الهمداني كتابة الشعر عام 1972م أي وهو في ربيعه الـ 21، وبدأ كتابة البحوث عام 1974، ونشرت أعماله الشعرية والنثرية في المحلات اليمنية: “التربية الجديدة” و “الحكمة” وفي صحيفتي “14 أكتوبر” و “عدن” في بداية مشواره الإبداعي.
كما ترجم د. الهمداني عدداً كبيراً من البحوث والنصوص الإبداعية المختلفة عن اللغة الروسية منذ الثلث الأخير من ثمانينات القرن الماضي، وجمع وخرج عدداً كبيراً من أعمال الأدباء والكتاب اليمنيين إلى النور؛ كأعمال محمد علي لقمان، وعلي محمد لقمان، والأعمال الكاملة للشاعر إدريس أحمد حنبلة، والأعمال الكاملة للشاعر محمد سعيد جرادة، وأعمال الشاعر القرشي عبدالرحيم سلام، والباحث د. جعفر الظفاري.

ألّف د. أحمد الهمداني عدداً كبيراً من الدراسات والبحوث في مجالات الأدب الشعبي في الشعر، والمسرح، والقصة، ونقد النقد، وتاريخ الحركة الأدبية والاجتماعية في اليمن، كما جمع ونشر أعمال عبدالرحيم محمد الأهدل، وبعض أعمال عبدالله يعقوب خان.

فروسية الهمداني في العمل الأكاديمي
يعمل د. أحمد الهمداني في الوقت الحاضر أستاذاً للأدب الحديث في كلية التربية وكلية الآداب بجامعة عدن، ودرس المساقات الآتية في كليتي التربية عدن وصبر في جامعة عدن في المرحلة الجامعية الأولى: نظرية الأدب، المصادر الأدبية واللغوية، الأدب العباسي، والنثر الأدبي، والنقد الأدبي العربي القديم، ودرس في المرحلة الثانية في كلية التربية وكلية الآداب: نظرية الأدب، والأدب اليمني المعاصر، ودراسات تطبيقية، وكان قد درس اللغة الروسية في كلية التربية عدن وكلية الاقتصاد.

شغل د. أحمد الهمداني منصب نائب رئيس جامعة عدن لشؤون الدراسات العليا والبحث العلمي منذ عام 1995م حتى الحادي عشر من مارس عام 2014م، قرابة 20 عاماً.
عاصر د. أحمد الهمداني أربعة من رؤساء جامعة عدن الذين تعاقبوا على رئاسة الجامعة وعمل معهم في أحوال متقلبة وأوضاع متباينة؛ وهم: صالح علي باصرة، وعبدالكريم يحيى رافع، وعبدالوهاب راوح، وعبدالعزيز حبتور، وفي أجندته تأليف كتاب تحت عنوان “تجربتي في جامعة عدن من باصرة إلى حبتور”. يعد د. أحمد الهمداني أول نائب رئيس جامعة عدن لشؤون الدراسات العليا والبحث العلمي، وأقدم نائب قضى فترة أطول من المتعاقبين على هذا المنصب، وهو على هذا النحو عميد نواب رؤساء الجامعات اليمنية من هذه الزاوية.

أشرف د. الهمداني وخطط لإنشاء ما يقرب من سنتين برنامجاً للماجستير في الدراسات العليا، وما يقرب من عشرين برنامجاً للدكتوراه في جامعة عدن في مختلف التخصصات على امتداد فترة رئاسته لنيابة الدراسات العليا والبحث العلمي في الجامعة، وأرسل المئات من أعضاء الهيئات التدريسية المساعدة في الجامعة إلى الخارج في مختلف دول العالم للتأهيل في الدكتوراه والماجستير في التخصصات المختلفة قرابة عشرين عاماً.

د. أحمد الهمداني عضو مؤسس ومشارك في برنامج الدراسات العليا بقسم اللغة العربية بكلية التربية عدن وفي كلية الآداب منذ التأسيس.
أشرف ويشرف على رسائل الماجستير والدكتوراه المقدمة في تخصص اللغة العربية وآدابها في جامعة عدن.

أسهم د. الهمداني في إعداد وتقديم برامج أدبية لفترة طويلة في إذاعة عدن؛ منها “قصة ونقد” و “فصول في الأدب والنقد”، وأسهم في الكتابة في عدد من المجلات العلمية والأدبية المتخصصة في اليمن وخارج اليمن (روسيا الاتحادية، وسوريا، والأردن، والإمارات العربية المتحدة، والجزائر).

الهمداني عضواً قيادياً في تحرير المجلات
كان د. أحمد الهمداني عضواً في لجنة التحرير في مجلة “اليمن” الصادرة عن مركز البحوث والدراسات اليمنية في جامعة عدن لفترة غير قصيرة، وكان رئيساً لتحرير مجلة “التواصل” الصادرة عن نيابة الدراسات العليا والبحث العلمي في جامعة عدن منذ التأسيس عام 1999، وهي مجلة محكمة نصف سنوية تعنى بقضايا الأدب والثقافة والفكر والترجمة.

الهمداني في لجان التحكيم
شارك د. أحمد الهمداني في عضوية لجان التحكيم
- لجائزة هائل سعيد أنعم للعلوم والآداب.
- لجان التحكيم لجائزة جامعة عدن لتشجيع البحث العلمي.
- تحكيم البحوث العلمية في إطار تخصصه العلمي في عدد من المحلات العلمية في اليمن وخارج اليمن، وكذلك البحوث العلمية المقدمة لطلب الترقية في مختلف الألقاب العلمية.

الهمداني في عضوية المجالس
- المجلس الأعلى لأكاديمية الشرطة في الجمهورية للعام 2009م.
- عضو اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين.
- عضو مجلس أمناء مركز حنبلة للتوثيق.
- عضو المجلس العلمي للمركز العربي للتعريب والتأليف والترجمة والنشر - دمشق منذ عام 1998م حتى عام 2010م.
- رئيس مجلس الدراسات العليا والبحث العلمي في جامعة عدن خلال الفترة 1996/ 2014م.
- نائب رئيس الجمعية اليمنية لتعريب العلوم.
- رئيس لجنة مشروع مائة كتاب حول عدن في جامعة عدن

الهمداني وحصة كبيرة من التكريم
يصعب حصر كل البيانات المتعلقة بحياة د. أحمد علي الهمداني بما في ذلك حصر كل مؤلفاته البالغة 49 مؤلفاً، ويصعب أيضاً حصر تكريمه من قِبل عدة مؤسسات منها جامعة عدن، ومؤسسة هائل سعيد للعلوم والثقافة، ووسام بوشكين الذي قلده إياه السفير الروسي في اليمن نيابة عن الرئيس بوتين، وقناة عدن الفضائية.
د. أحمد علي الهمداني متزوج وله ولد وثلاث بنات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى