الفرق بين المجانين!

> مقبل محمد القميشي

>
في قصة عن المجنون الحقيقي والمجنون العاقل رواها لي شخص اسمه "عبدالله" كان سائق شاحنة كبيرة، كان هذا السائق ينقل حجارا وترابا (نيس) من لحج إلى عدن كل يوم تقريبا، وفي خلال حديثة كان مستغربا لما شاهده في ذات يوم عن المجانين بخلاف الأيام الأخرى.. يقول اليوم يا جماعة وجدنا مجنونا بحق وحقيقة وقلنا له كيف يا عبدالله مجنون بحق وحقيقة والمجنون قده مجنون؟! قال: لا، في فرق، أنا كل يوم في الخط هذا.. قلنا له: كيف؟ فصّل لنا القصة..

قال حصلنا مجنون يمشي وسط الخط ولا يتزحزح منه أبدا مهما حذرناه بالمنبهات، بعكس المجانين الآخرين الذين يمشون بجانب الخط ويخافون من السيارات..
والحقيقة أن تلك القصة قد دخلت في عقلي وولدت الكثير من التساؤلات في ذهني وفهمت الفرق بين المجنون الحقيقي والمجنون العاقل.. طبعا المجانين الذين يمشون في الطرقات كلهم يمنيون وربما يكونون (جنوبيين) بحت، ما علينا أي ما كانوا لكن الأهم هو السؤال: على من تنطبق قصة المجنون الحقيقي من أبناء الجنوب الذين لم يستفيدوا من تجارب الماضي؟ هل هي على أشخاص
بعينهم ولهم تاريخ في الجنان الحقيقي أم على مكونات جنوبية مستحدثة وتابعة للغير، أم على الجهة الأخرى المتمثلة بالشرعية؟ المهم كل ذلك بحاجة إلى تفسيره للناس؟
نحن نسمع من هنا وهناك عن مشاحنات بين أطراف بعينها، ولكننا غير مصدقين ذلك حتى الآن، السبب أن في تجارب مرت بناء مؤلمة ولا يمكن أن ننساها أو العودة لها مهما كانت خلافاتنا إلا أن كنا مجانين حقيقيين فممكن يحدث ذلك.
ولكن من بدأ بشي يعكر صفو مدينة عدن فهو مجنون حقيقي وساذج ولا توجد عنده ذرة من الوطنية وهو المجنون الحقيقي الذي يمشي وسط خط السيارات ومعرض للدعس ونهايته حتمية لا محالة.

 اليوم نشاهد قوات تدور في شوارع عدن وتعمل استعراضات في بعض التقاطعات والجولات ولا نعرف لأي جهة تتبع تلك القوات.
 ونحن نقول بدلا من الاستعدادات لبعضنا البعض كان يفترض تحويل تلك القوات إلى جبهات الضالع ومكيراس، هذه الجبهات التي يذود أبطالها عن تراب الجنوب الغالي.

مجنون حقيقي قديم لا يتراجع وله باع في الجنان من زمان، ومجنون عاقل على وشك أن يلحق بصاحبه، كلهم بحاجة إلى علاج حتى يعلموا أن الجنوب ملك لنا جميعا وليس لأحد دون أحد.. نحن الجنوبيين على مر تاريخ ثوراتنا مع الأسف تابعون للغير ولا يوجد استقلال حقيقي لقراراتنا.
 وفي النهاية (كل مفرط راجع) مهما كنا تابعين.. فكل ما يحصل على رؤوسنا نحن فقط، فهل نعود إلى صوابنا وترجع لنا عقولنا ونبتعد عن الجنان وعمل المجانين؟.. نأمل ذلك.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى