اليمن والطائفية!

> عبّود الشعبي

> أربكت جماعة الحوثي المشهد كله، وهيّأ الوسيط الدولي أرضية يلعب فيها "المتمرد" بذيله، حتى التهبت المنطقة بتصريحات من نار طرفاها ترامب وخامئني.. قصة العدوّين "الودودين" لا "اللدودين".
* كانت أمريكا قادرة أن تلحق الهزيمة بإيران في رأس عيسى والصليف، لكن استحال اتفاق ستوكهولم إلى إعادة انتشار "الحُب" بين جريفيثس والحوثي، حتى اشتكى الرئيس هادي المبعوث الدولي إلى هيئة الأُمم.. فما يزال "مارتن" و "الجماعة" في نظر الرئاسة حليفين يغبُق بعضهما لبناً من الحديدة "بقرتِنا".. بينما زبائن "إخوان ثابت" لا بقرة لهم.

* بدا في المشهد أن جهات إقليمية ودولية تدفع إلى حرب طائفية في اليمن تقوم على التفتيت والتمزيق.. عندما وجدت انقلاباً في صنعاء يستميت من أجل البقاء ويصمد في وجه العاصفة، حتى عجنت طهران ترامب في كل الجبهات، من باب المندب إلى بحر عُمان، ومن أبو ظبي إلى أبهاء والرياض.
* ولقد احتار العالم في سلوك "دونالد" الذي يزعم أنه سيضرب العدو إيران ثم هو يتراجع عن شفقة يجدها في نفسه تجاه حليف، يرى محللون أنه فتح له آفاقاً من لذيذ الشهوات وسياسات الابتزاز.

* لقد بدا رئيس أمريكا، الذي قال عنه البعض إن في رأسه شُحنة من جنون، حريصاً على علاقته مع دولة إيران.. وأنه لن يفرّط بحلفائه الأصليين من أهل ملّته ولو كانوا خصماءه أحياناً.. فـ "من الحُب ما قتل".. فهو ينزل إلى كوريا الشمالية ويبتسم في وجه رئيسها الذي "ركز" صواريخه ذات يوم مهدداً واشنطن.
ويهمس في أُذن "شي" صاحب مشروع "طريق الحرير"، ويمازح بوتين في موضوع الانتخابات الأمريكية، ثم هو يصطرع مع طهران في دراما سياسية مبهرة، فيقْدِم ويتراجع في رقصة "برع" استخفّت بعقل الإعلام العربي، حتى أشاع هذا الإعلام المسكين أن أمريكا ستضرب إيران، والحقيقة أن الاثنين أشبعانا ضرباً منذ 21 سبتمبر ومن قبله بزمن طويل.

* وبعد.. هكذا تزدهر الطائفية في اليمن ويُفسح لها الطريق.. فالصرخة، ويوم الغدير، والزينبيات، والمسيرة القرآنية، كل ذلك ثم يعود الرئيس من جديد إلى الرياض، حتى ليخال أنها عاصمة الدولة الاتحادية المرتقبة.

* تذكّروا.. أنه أُطلق علينا في الجنوب بـ "الماركسيين"، ولَكَم استعذب النظام في صنعاء هذه اللفظة! فلقد رأى فيها فرصة لجعلها "سُبّة" علينا وهو المُبرّأ من كل عيب بزعمه، وأنه حامل لواء الدين، ثم تمر الأيام والسنون فيتحول "دِين صنعاء" إلى حرب ووبال على اليمن والمنطقة والعالم.. وبرزت الطائفية ملوّنة كقوس قُزح.. فالزيدية والرافضة والاثنا عشرية والجارودية والشباب المؤمن والحركة الحوثية.. وبرز صراع مذاهب ومدارس وحوزات وذكرى الولاية، وكأنه ليس في التاريخ ثورة اسمها 26 سبتمبر، وكأن صنعاء استحالت إلى "قُمْ". بينما الجنوب الذي قالوا عنه ماركسياً مابرح على خطاب ديني واحد لم يحد عنه قيد أنمُلة منذ النصب التذكاري للجندي المجهول بمدينة التواهي، وأبعد من ذلك..!

* إنّ أتباع هذا الخطاب ليست لديهم "صرخة" ولم يلطموا خدّاً وما ضربوا صدراً، ثُمّ لم يشعلوا حرباً تتستر من ورائها الطائفية في أجلى صورها.
* إذاً.. دعوا الجنوب لأهله واعتصموا بـ "لكم دينكم ولي دين"!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى