الجنوب وأهمية الحكم الذاتي

>
إن لكل حرب نهاية، ولكل انتصار استقلال، ولكل شعب حق في تقرير مصيره، فالشعب الجنوبي دولة وأرضا وهوية لا يمكن تجاهله من الخارطة السياسية، تحت مبرر الوحدة العقيمة. لقد أثبت الشعب الجنوبي ومجلسه الانتقالي ومقاومته البطلة للتحالف العربي موقفا إيجابياً في مواجهة التمرد الحوثي والمد الإيراني والعناصر الإرهابية بالساحة الجنوبية، واستطاعت المقاومة الجنوبية -بدعم قوات التحالف العربي- تحرير الساحة الجنوبية من التمرد الحوثي في فترة زمنية قصيرة، وشكل الجنوب البوابة الأولى لانتصار السيادة العربية ومواصلة المشوار النضالي في الساحة الشمالية التي أثبت الواقع الملموس تعثر انتصاراتها لأسباب منها التخاذل والمكر والخيانة في إدارة الحرب هناك بهدف إطالة أمد الحرب بغرض الفيد والتجارة والتآمر على الجنوب وانتصاراته.

 وعلى الرغم من أن طول أمد الحرب في الساحة الشمالية انعكس سلبا على شعب الجنوب وانتصاراته بتأخير أمد انتظار الشعب الجنوبي في تحقيق طموحه واستعادة دولته، إلا أن إرادة الشعب الجنوبي ومقاومته الجنوبية مازالت صامدة في مختلف جبهات القتال وتواقة للتحرير والاستقلال.
ومؤخرا دفعت الأعمال الإرهابية التي استهدفت معسكر الجلاء بمديرية البريقة ومركز شرطة بمديرية الشيخ عثمان بالعاصمة عدن والتي راح ضحيتها العشرات من أبناء الجنوب أو على رأسهم قائد اللواء الأول دعم وإسناد منير اليافعي "أبو اليمامة"، دفعت تلك الأعمال المقاومة الجنوبية والمجلس الانتقالي لمواجهة المخطط الإرهابي الذي يستهدف الجنوب وقياداته وانتصاراته، وبعون الله ثم بحنكة القيادة فشل التآمر وانتصر الجنوب وشعبه، وهذا الانتصار العظيم والحاسم للسيادة العربية وسيادة الجنوب العربي للسيطرة على الأرض وإدارة الساحة الجنوبية المحررة بات يتطلب اليوم من التحالف العربي والمجتمع الدولي إعادة الاعتبار للشعب الجنوبي في تحقيق مصيره ومنحه الحكم الذاتي في إدارة شؤون الساحة الجنوبية المحررة بواسطة المجلس الانتقالي الممثل الشرعي للشعب الجنوبي وقضيته العادلة، وهذا يمثل عين الصواب والحكمة للمرحلة الانتقالية، بدلا من الازدواجية والعشوائية والفساد المزري الذي تديره حكومة الشرعية التي أثبتت فشلها وتآمرها على مختلف الأصعدة في الساحة الجنوبية.

إن حصول الجنوب على الحكم الذاتي وبدعم التحالف العربي والمجتمع الدولي يمثل خطوة إيجابية في تحفيز الجنوب وتأهيله على إدارة ساحته المحررة، تلك الوسيلة الهامة والورقة الضاغطة على الشعب الشمالي في تحرير أرضه من التمرد الحوثي وتشكيل كيان سياسي لإدارة الساحة الشمالية، والعمل على مواصلة التحرير والتفاوض في طريق تحقيق السلام بالساحة اليمنية من خلال إقامة دولتين جنوبية وشمالية، وكفى المؤمنين شر القتال، لأن هذا هو الحل الوحيد للأزمة اليمنية وتحقيق السلام على مستوى الساحة اليمنية والمنطقة العربية عامة، وبدون ذلك سيطول أمد الحرب وقد تخرج الأمور عن السيطرة وتتطور الصراعات إلى حرب دولية مدمرة.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى