حتى متى؟!

> عبد القوي الأشول

>
 طالت معاناتنا في الجنوب وتفاقمت الأوضاع الحياتية المعيشية بصورة غير مسبوقة، فعلى مدى سنوات لم تأخذ المعالجات على كافة الصعد نسقاً نحو تعافي الأوضاع، بل زادت الفوضى وتنامى الفساد مع غياب تام لأجهزة الدولة.. وضع على هذا النحو في أي مجتمع بشري ليس بالأمر الهين، فالسكان لاشك يتحملون تبعيات ذلك.. ليس هذا فحسب، فالأوضاع عموماً تنزلق نحو الفوضى وتدمير كافة المقومات ونهب الممتلكات العامة وممارسة الفساد على أوسع نطاق. مهما كانت الأموال المرصودة لإصلاح الأوضاع فإنها لا تحقق أدنى نسبة بحكم آلية الفساد الماحق وحالة الاستهتار بحكم غياب المحاسبة. وهنا يبرز السؤال المنطقي: حتى متى نتعايش مع تلك الأوضاع غير الطبيعية؟! فحالة التردي العارم في محيطنا الاجتماعي مأساوية مع غياب تام لكافة الأنشطة التنموية سواء على صعيد القطاع العام أو الخاص، ما يعني أن مستوى الفقر في تنامي مستمر، ناهيك عن حالة استهتار وفوضى وعدم احترام القوانين وانتشار الرشوة والمحسوبية، الأمر الذي وضع فئات المجتمع أمام تحديات حياتية لا حدود لها.

وهنا يبرز السؤال المنطقي عن طبيعة المعالجات والرؤية لذلك، خصوصا في ظل أجهزة دولة بينت فشلها، بل وإصرار على مواصلة نهج الفساد والتدمير لما بقي من مؤسسات الدولة.
 في تقديرنا إن غياب الرؤية المسبقة والإستراتيجية في حل مشكلات الواقع هو نمط من مغالطات لا يمكنها أن تصمد إزاء ما بلغته أوضاعنا في الوقت الراهن، ما يعني أن غياب الرؤية السياسية ربما يدخلنا في نفق الفوضى، خصوصا وهناك مؤشرات في اللعب على ذلك دون الأخذ بالمعاناة الاجتماعية الناتجة عن غياب الخدمات الأساسية وتدني المداخيل وحالة الفساد الماحق في معظم المرافق والمؤسسات.. وبالمجمل، بقاء الأوضاع على ما كانت عليه يعني التعايش مع الفساد ونهب الموارد، وكلٌّ يعمل على طريقته بعيداً عن المساءلة، لا يمثل ذلك إلا أسوأ الخيارات، وتجربة الفترة الزمنية الماضية خير شاهد على ما ذهبنا إليه.

وفكرة الانتقال إلى وضع أكثر ضبابية مقترن بغياب تام لرؤية الحلول لا يقود إلا إلى ما هو أسوأ، فالأمر ينبغي النظر إليه من زاوية أننا إزاء مجتمع بشري متفاقم الاحتياجات ومعالجة أوضاعه بصورة غير محسوبة سلفاً لا يؤدي إلى نتائج تذكر. ومزيد من الانتظار يعني مزيدا من الفوضى..
وهل يمثل إرجاء الحلول الحاسمة والواضحة أننا إزاء حالة تخلق حلولا مثالية للوضع؟.. خصوصاً وكافة المعطيات تشير إلى حالة تصاعدية للفوضى والفقر والعبث بالممتلكات العامة وغياب المسؤولية، ما يعني أن عدم الأخذ بالحلول الواقعية للأوضاع عموما يعني زيادة الأمور تعقيداً.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى