المستحيلُ ليس عدنياً

> د . محمد فيصل باحميش

> * قد يقولُ قائل : كيف تقارنُ بين ثريَّا ألمانيا ، وثرَى عدن ، وتسحب هذه العبارة على المشهد العدني ، وما بين الثَّرى والثُّريَّا ، كما بين المشرق والمغرب؟! أقول : دعني آخذك في رحلة لمؤسساتها الرياضية ، لتنفض غبار النظرة السلبية ، وتشهد الطفرة النوعية لأنشطتها المختلفة ، وهي تتحدى مستجدات الأوضاع الأمنية ، وتكسر قيود الركود المجتمعي ، عندها فقط ستعلن بأعلى صوتك وتقول : (المستحيلُ ليس عدنياً).

* يعيشُ في سراب الظن من يعتقد بأن الحركة الرياضية العدنية ، قد تخلت عن ديمومتها الحركية ، ودخلت في حالة السكون، ويخطئ من يظن بأن البيئة العدنية قد صارت مبنية جامدة ، وهي في الحقيقة معربة تتغير باستمرار ، وها هو ماردها الحركي قد انتفض وغادر قمقمه وأطل برأسه بعيداً عن ثقافة الاختباء والتواري خلف ستار الأعذار، لتعلن تلك الانتفاضة عن ولادة أنشطة نوعية عجزت أرحام الاتحادات الأخرى بأن تلد مثلها.

* يعيشُ في دهاليز الحسرة والألم ، من يظن بأن الشباب العدني المبدع ، ممن يمتلكون مهارة توظيف اليراع ، لخدمة أجنداتهم الابداعية سيعيشون في رصيف الشارع العدني الجانبي ، ويُرْمَونْ في قارعة الطريق يعانون من معاني القهر وصنوف الاهمال ، فقد قيّض الله من خلف ركام الواقع قيادة عدنية إعلامية سامقة ، فرشت أجنحة الاهتمام لاحتوائهم تحت مظلتها ، وأطلقت العنان لعبارات التشجيع ، ومعاني التحفيز مساهمة منها في صقل مواهبهم خدمة لانتشال الحركة الرياضية من مستنقع الركون السلبي.

* بعد أن ظلّ يبحث عن سراب المرافقة لسنوات ، ها هو اتحاد الاعلام الرياضي العدني يخرج من سرداب الغفوة التي ضربت عليه قسراً ليعلن عن نفسه وبأبلغ عبارة ممكنة ، ويفاجئ الوسط الرياضي بباكورة أنشطته بإقامة دورة لإعادة صناعة الإعلامي وفق أحدث التقنيات اللغوية والمهارات الفنية تنقل فيها المايسترو (د . جميل طربوش) رئيس اتحاد الاعلام الرياضي بين مربعات اللغة العربية وبساتينها الغناء بحثاً عن الأدوات اللازمة لاستكمال صناعة الاعلامي بما يعزز من الرصيد المهني للعاملين في حقل الاعلام الرياضي.

* يعيشُ في أحلام اليقظة من يعتقد بأن رياح الأحداث السياسية ستعصف بتاريخ الأندية العدنية ، وتحول مسار سيرها التنافسي في الدوري التنشيطي ، فها هي الأندية العدنية قد استرجعت شريط الذكريات ، واستوحت من تفاصيلها، قصص نجاحها الخاصة ، فتمكن عميد أنديتها وفارس شيخها الأخضر من التربع على عرش قمة الدوري التنشيطي ليطيرا برياضة عدن وطقوسها الروحية إلى مدينة السلام سيئون.

* يعيشُ في سراب الوهم من يظن بأن أندية عدن قد بلغت سِنّ اليأس وأصيبت مصانعها الإبداعية بحالة العقم التوليدي ، فها هي المنتخبات الوطنية بجميع فئاتها السِّنِّيَّة تزخر بالكفاءآت ، وتتحدث بلغة عدن الابداعية ، التي غيرت من خارطة المنتخبات الجيوكروية، والقادرة على تقديم العطاءآت النوعية متى ما سنحت لها الفرصة وفتحت أمامها أبواب المشاركة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى