الأسطورة عادل اسماعيل.. رحيل وتساؤلات

> أحمد بو صالح

> * شهد الوسط الكروي في العاصمة عدن ، تنفيذ عدد من الفعاليات الرياضية ، في سياق برنامج إحياء أربعينية فقيد كرة القدم الجنوبية ونجمها الأول في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي الكابتن عادل اسماعيل قائد وحارس مرمى نادي شمسان والمنتخبات الوطنية.

* ودون شك أن تلك الأنشطة جاءت كشيء من رد الجميل ، لأسطورة كرة القدم الجنوبية وعرفاناً وتقديراً لعطائه الكروي الاستثنائي في الملاعب المحلية والخارجية خلال مسيرته الرياضية مع ناديه العريق (شمسان) ومنتخب جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية .. والشيء المؤكد الذي لا غبار عليه هو أن الفقيد عادل اسماعيل رحمة الله الواسعة عليه ، يستحق من التقدير والتكريم الكثير ، خصوصاً أن ما قدمه لكرة القدم في الجنوب من عطاءآت كثيرة لا جدال عليها فمشواره الكروي وإنجازاته مع النادي والمنتخب يبقى علامة فارقة كونه عطاء لا يقاس بأي من أدوات القياس التقليدية.

* وفي الوقت الذي نشيد فيه وندعم هكذا فعاليات وأنشطة احتفائية بنجوم ملاعبنا الكبار، الذين كتبوا أسماءهم في صفحات التاريخ الكروي الرياضي بأحرف من نور ، في الوقت نفسه نجدد تساؤلاتنا المقلقة حول مصير الكثير من نجومنا ومبدعينا الكبار ، وبالذات عندما تواجهنا مجدداً مشكلة هؤلاء النجوم والهامات الكروية وتنبري لنا التساؤلات حول أسباب النسيان الرسمي لهم، وانعدام أوجه الرعاية والاهتمام بهم خلال الفترة التي تلي مغادرتهم بساط الملاعب ، والتي تمتد حتى رحيلهم عن دنيانا الفانية .. تلك الفترة الزمنية ، التي تتخللها فصول من العذاب والمعاناة على المستويين المعيشي والصحي.

* أتذكر جيداً أن الفترة القصيرة التي سبقت رحيل العملاق عادل اسماعيل ، أنني قرأت عدداً من المناشدات ، مصدرها عدد من الزملاء الصحفيين الأوفياء الموجهة إلى الجهات المسؤولة في الحكومة الشرعية ، وعلى رأسها بالطبع وزارة الشباب والرياضة ، تشرح الوضع الصحي الحرج للكابتن عادل اسماعيل مطالبة بضرورة التدخل السريع لإنقاذه وحقيقة لا أدري كيف كان مستوى تجاوب السلطة الرياضية الاولى في البلاد معها ، ولكن الشيء الذي تأكدت من حدوثه جيداً ، بعد تلك المناشدات ، هو وفاة العملاق الشمساني ، ورحيله الأبدي عن هذه الدنيا جسداً تاركاً خلفه إرثاً كروياً كبيراً وتساؤلات مريرة عما يسمى حسن الرعاية والاهتمام بالمبدعين.

* عموما كما أبدع بالأمس وتعملق في حياض المرمى وبين خشباته الثلاث رحل عادل اسماعيل بصمت ، وفي قلبه ألف غصة من تعامل الوزارة والإعلام أيضاً مع نجوميته وتاريخه ووضعه الصحي .. رحل متسائلاً أهكذا يُرعى ويُكرم النجوم؟ ، وأهكذا يُحرمون من أبسط ما يستحقونه من عناية ورعاية واهتمام حكومي؟

* رحل عادل اسماعيل متحسراً على كل حبة عرق أسقطها جبينه ، على تراب وعشب ملاعبنا وكل آهة أطلقها في لحظة ألم جراء إصابة تعرض لها في مباراة ما .. محلية أو دولية .. رحل العملاق وقلبه على طابور طويل من زملائه ورفاق مسيرته الكروية، نجوم ذلك الجيل الذهبي القابعين في منازلهم، يعيشون تحت وطأة الفقر والعوز والحاجة والآلام .. جيل يعد هو الأبرز والأروع ، في تاريخنا الكروي على الإطلاق يكتوي بنيران النسيان وينجلد بسياط الجحود والإهمال الرسمي.

* جيل عادل اسماعيل الذي قضى منه الكثير نحبه في ظروف مشابهة ، ولم يتبق إلا القليل الذي ما يزال يعيش حياة بائسة مليئة بالمعاناة والحرمان والتجاهل ، وما يزال أيضاً يتطلع للفتة كريمة من هذا الوزير ، أو ذاك المسؤول تنقذه مما هو فيه، وتحسسه بقيمته وتقدر عطاءه للوطن وتدفعه بالتالي إلى الرحيل إلى دنياه الأخرى حاملاً معه مشاعر من الحب والامتنان للوطن الذي افتداه بشبابه وصحته وحياته ككل.

* ألف رحمة عليك أيها العملاق عادل اسماعيل ، وألف دعوة لقيادتنا السياسية والرياضية للاهتمام بمن تبقى من جيله الذهبي وبكل مبدع خدم الوطن في المجال الرياضي وغيره من المجالات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى