ردد الصرخة يكرموك .. إرفع علم الجنوب يعاقبوك

> أحمد بو صالح

>
أحمد بوصالح
أحمد بوصالح
* دولة عجيبة غريبة وأنظمتها وقوانينها أعجب وأغرب منها، في هذه البلاد كل شيء مقلوب ، الخائن مطلوب ، والوفي مغلوب ، ففي الأمس القريب (فريق كامل مثل البلاد خارجياً) ردد الصرخة الحوثية التي هي شعار المليشيات، التي طردت الرئيس والحكومة عن بكرة أبيها، واغتصبت الدولة، واستولت على مؤسساتها ومقدراتها ومواردها، وكل شيء فيها .. عشرات اللاعبين رددوا بصوت جماعي جميل مصحوباً بابتساماتهم الطفولية أمام عدسات الكاميرات وفلاشات الأجهزة الذكية، وبثت في غرف الدردشة على وسائل التواصل الاجتماعي وشاهدها رئيس الاتحاد والأمين العام والأعضاء والوكيل والوزير والعدو والصديق ولم يحرك أحد منهم ساكناً، كما لم تتحرك ذرة وطنية واحدة في ضمير مسؤول رياضي واحد، بل تسابقت وزارة الشباب والاتحاد والأحزاب والمليشيات على تكريمهم، وإغداقهم بالمدح والثناء والدولارات أيضاً.

* واليوم عادت المرحومة (روح الوطنية) إلى ضمير أمين عام اتحاد كمال الأجسام ليعاقب لاعب جنوبي، لمجرد أنه ارتدى فانيلة حملت علم الجنوب .. سبحان الله الذي يحيي العظام وهي رميم الذي أيقظ ضمير هذا الأمين العام بعد سبات طويل وجعله يتذكر الوطن ويستجمع وطنيته المنغمسة في (مستنقع التحوث) من رأسه حتى أخمص قدميه، ليعاقب البطل الجنوبي آنس اليافعي، بإيقافه من المشاركات الداخلية والخارجية، بل وشطبه نهائياً من سجلات اتحاد رياضة كمال الأجسام.

* ومن قرأ قرار أمين عام اتحاد بناء الأجسام محمد الروضي سيظن من الوهلة الأولى أن الرجل وطني من الدرجة الأولى، وأنه وأسرته متواجدون في إحدى جبهات القتال يدافعون عن الجمهورية اليمنية ضد المليشيات الحوثية، فيما الحقيقة هي أنهم من أشد وأشرس المدافعين عن المليشيات المنقلبة على الجمهورية، التي يتحدث بإسمها هذا (الروضي)، ويقرر ويوقف ويشطب الشرفاء بإسمها، ويظن أيضاً أن هذا الاتحاد هو من أعد للبطل آنس اليافعي معسكراً داخلياً، ومن ثم أدخله معسكراً استعدادياً خارجياً، وأنه هو من أنفق عليه تكاليف السفر والإقامة في إمارة الفجيرة بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة التي اقيمت فيها بطولة العالم لبناء الاجسام، فيما لم يعلم الكثير من القراء وجمهور الرياضة أن (البطل اليافعي) أعد نفسه بنفسه وأنفق على نفسه، وبدعم من المجلس الانتقالي الجنوبي ليصل إلى الإمارات ليشارك في البطولة.

* والشيء الذي يعلمه الجميع بما فيهم الروضي ومن على شاكلته أنه وبفضل هذا العلم عادت الحكومة وعملت من عدن، وما زالت وزارة الشباب والرياضة في عدن وتعمل فيها محمية برجال الجنوب الذين (حملوا علمهم وأكفانهم معاً) ودافعوا عنه واستشهد الآلاف منهم تحت ظله .. فما ذلك القرار وتلك العقوبة القاسية إلا أنموذجاً واحداً لنظرة هكذا مسؤولين نحو أبطالنا ومعايير الوطنية لديهم، ونحن على ثقة أن اليافعي إذا عاد به الزمن، لن يتردد في رفع علم الجنوب مرة أخرى، مهما كانت العقوبة، لأن هناك من دفعوا أرواحهم رخيصة لكي يرتفع شرف هذا العلم، فألف ألف تحية (للبطل آنس اليافعي).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى