> نجيب محمد يابلي

حضرموت
أرض حضرموت الرحبة تكتسب عظمتها من جغرافيتها وتاريخها وثقافتها ورساميلها المادية والبشرية.
تتكون حضرموت جغرافياً من أربعة أقسام رئيسة من الجنوب إلى الشمال:
أ - الشريط الساحلي: أرض ضيقة تطل على البحر العربي بطول 850 كيلو متراً، وتمتد من بئر علي في محافظة شبوة غرباً حتى سيحوت في محافظة المهرة شرقاً ويضم مدينة المكلا عاصمة المحافظة ومدينة الشحر ميناؤها القديم ومدن شحير وغيل باوزير والحامي والديس وبروم.

ب - الهضبة: المنطقة المرتفعة من حضرموت الممتدة من الغرب إلى الشرق، وتتخللها جبال وهضاب بارتفاعات متفاوتة والهضبة الجنوبية في اتجاه الساحل هي الأكثر ارتفاعاً، والهضبة الشمالية في اتجاه الصحراء وهي الأقل ارتفاعاً.
ج - الوادي : وهو وادي حضرموت ويطلق عليه عند المؤرخين وادي الأحقاف، ويتكون وادي حضرموت من ثلاثة أقسام:
1- وادي لكسر 2 - وادي السرير 3 - وادي المسيلة.

د - الصحراء: كتبان رملية مسطحة تقع في شمال حضرموت وتسمى برمال الأحقاف.
لمزيد من التفاصيل يرجى الرجوع إلى الكتاب المرجعي (الإيلاف في تاريخ بلاد الأحقاف حضرموت) لمؤلفه عوض مبارك سليمان بامؤمن.

ورد في كتاب (أخبار حضرموت التاريخية في مجلة الرابطة العربية) لمؤلفيه أ د. طارق نافع الحمداني، ود. عبدالله سعيد الجعيدي (ص11) أن بعض العرب في جاوه يطلقون لفظة حضرموت على عدن والشحر والمكلا وسيئون وتريم وغيرها من القرى المجاورة لها، وإسقاط مثل الطرح على عدن نرى بيوتاً عدنية عريقة أصولها حضرمية منها بازرعة - باجرش - شماخ - باشراحيل - باحشوان - باسودان - بركات - باوزير.

1 - عبد الرحمن عبدالله بكير
عبدالرحمن بكير
عبدالرحمن بكير
الشيخ عبدالرحمن عبدالله عوض بكير من مواليد قرية وديعة في حضرموت عام 1922م في بيت عالم جليل رعى هذا الابن حق رعايته بتوصيف أ. عبداللاه محمد هاشم في الكتاب التذكاري السنوي لجائزة الشيخ سالم سعيد باحمدان (ص 36).
كسائر أترابه من المبتدئين الراغبين في تلقي دروسه الأولية التحق عبدالرحمن بكير بكتاب القرية وأضيفت لذلك جرعات تلقاها من والده، وبعد استيعاب دروس مرحلة الكتاب واشتد عوده أرسله والده إلى الأربطة والعلماء في غيل باوزير للدراسة، واقترب الطالب النبيه عبدالرحمن من العلماء والفقهاء حيث انتقل إلى مناطقهم بدءاً من أربطة المكلا وانتهاءً بأربطة تريم، حيث أفاد الشيخ عبدالرحمن عبدالله عوض بكير: "درست القرآن على يد شيخين جليلين كريمين ليس من تزينهما الثياب المزركشة ولا المز خرفة، ولكنهما من أصحاب الديانة الموقرة، وهما الشيخ خميس وبران عباد والشيخ المعلم العيد يسلم السيود".

بدأت مدارك الشاب عبدالرحمن بكير في الاتساع واتسعت مساحة قراءاته وأتت مجالسته لوالده أكلها فابتعث إلى السودان ليكمل تعليمه الأكاديمي بجامعة الخرطوم وحصل على الدرجة الجامعية في الشريعة عام 1953م بتقدير ممتاز، وعاد إلى أرض الوطن لخدمة العلم أسوة بوالده ومن معه من كوكبة العلماء والفقهاء.
يفيد أ. عبد اللاه محمد هاشم أن من تسلط الضوء عليه انفرد عن غيره من أقرانه ومشايخنا علماً وإدارة وتفقهاً في تنظيم العمل بالمحاكم بحكم منصبه إلى استنباط الأحكام بروح عصره متجاوزاً التقليد، وبما لا يخالف الشرع إلى براعته في الخطابة وإتقان أسلوبها فيأسر أسماع المتلقي، ولا ننسى خصوبة إصداراته من مؤلفات وشروحات ودراسات لم يجاريه أحد من مشايخنا فهي كنز في التاريخ الفضائي أو في الفقه، وكذا في اللغة وقواعدها فترك إرثاً إرشادياً للمحاكم.

الشيخ بكير ومشوار عطر
خاض الشيخ عبدالرحمن بكير مشواراً مثمراً وعطراً فكانت بدايته العمل في سلك التدريس لفترة وجيزة، وانتقل بعد ذلك إلى سلك القضاء وتدرج في السلم القضائي وأصبح مفتشاً قضائياً حتى عام 1967م.
بعد تلك المرحلة من المشوار تعرض شيخنا الجليل للتنكيل والسجن والحرب النفسية، وتجاوز تلك المحن بفضل من الله وبفضل صلابته وقوة إيمانه وثبات عزيمته وبتوفيق من الله ألف شيخنا الجليل عبدالرحمن بكير عدداً من كتبه وهو في السجن.

الشيخ بكير في أعلى عليين
أطال العلي القدير بعمر شيخنا الجليل أبوبكر بكير، وتجاوز كل صنوف الحرب عليه وصدر قرار رئاسي بتعيينه رئيساً لمحكمة الاستئناف (متقاعد)، كما صدر قرار رئاسي بتعيينه عضواً في هيئة الإفتاء الشرعي بالجمهورية اليمنية.

مؤلفات الشيخ بكير
1 - المدخل إلى المسائل المختارة لمحاكم حضرموت الشرعية.
2 - تصحيح وتهميش عماد الرضاء في آداب القضاء وشرحه.
3 - بيع العمدة بين مؤيديه ومعارضيه.
4 - القضاء في حضرموت في ثلث قرن.
5 - لكيلا نقع في عرض أسلوب الإمام الحبشي.
6 - تصحيح وتحقيق مختصر تشييد البنيان.
7 - إرواء الرواة بأخبار الشيخ عمر بادباة.
8 - على طريق طرائف الشيخ عبدالرحمن عيد باوزير (مخطوط).
9 - الوقف في حضرموت بين السلف والخلف.

2 - أ د. سعيد عبدالله باعنقود
أ د. سعيد باعنقود
أ د. سعيد باعنقود
استناداً للكتاب التذكاري السنوي لجائزة الشيخ باحمدان السالف الذكر تولى أ. عبدالرحمن عمر بن شعيب تغطية السيرة العطرة لـ أ د. سعيد عبدالله باعنقود (ص 56)، وورد في التغطية المشبعة أن د. سعيد عبدالله باعنقود في مدينة المكلا في 24 أبريل 1945م بحسب ماجاء في مذكرة والده الشيخ عبدالله سعيد باعنقود الذي كان مساعداً لناظر المعارف بالدولة القعيطية العطرة الذكر، والذي كان أيضاً إماماً وخطيباً لمسجد الروضة في مدينة المكلا آنذاك، وانضم إلى مدرسة تحفيظ القرآن (مدرسة البصرة) في صغره حتى بلوغه السابعة من عمره، وتلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة المكلا الشرقية، وكان الأول في دفعته وحصل على جائزة من الشيخ عبدالله الناخبي مدير المكتبة السلطانية، وكانت مباراة من مصحف ودفتر وقلم رصاص.

باعنقود في ثانوية بورتسودان
انتقل سعيد باعنقود إلى مدرسة غيل باوزير الوسطى وجرت العادة عند السلطات المختصة في السلطنة القعيطية ابتعاث الخمسة الأوائل من خريجي هذه المدرسة إلى السودان، وكان ترتيب باعنقود الرابع بين أقرانه والتحق بمدرسة ثانوية بورتسودان، وبعد عودته خضع للنظام المعمول به في السلطنة وهو أن يؤدي خدمة لمدة عام في أي مدرسة إذا كان راغباً في الدراسة الجامعية خارج البلاد.

غادر سعيد باعنقود إلى السودان الشقيق حيث التحق بكلية الزراعة بجامعة الخرطوم، وتخرج عام 1970م، وحصل على درجة بكالوريوس زراعة مع مرتبة الشرف (B.S.C -Honorable).

باعنقود في مركز الكود للأبحاث الزراعية
عمل سعيد باعنقود بعد تخرجة في مركز الكود للأبحاث الزراعية، ثم تحصل على منحة من منظمة الزراعة والأغذية للأمم المتحدة، والتحق بجامعة الخرطوم لدراسة الماجستير، حيث حصل عليها عام 1974م وكان الأول على دفعته.
عاد سعيد باعنقود إلى موقع عمله في مركز الكود للأبحاث الزراعية، وكان أفضل مركز على مستوى الجزيرة العربية.

باعنقود والدكتوراه من كندا
في العام 1977م حصل سعيد عبدالله باعنقود على منحة من منظمة الزراعة والأغذية للدكتوراه، وغادر إلى كندا، والتحق بجامعة ماكجيل التي حصل منها على الدكتوراه عام 1980م، وأطروحتها (إدارة متكاملة للآفات الزراعية).

باعنقود في جامعة عدن
بعد عودة د. باعنقود من كندا طلبت منه جامعة عدن الالتحاق بكلية ناصر للعلوم الزراعية لعدم وجود كادر يمني متخصص في وقاية النبات والتحق بالكلية عام 1981م، وأصبح رئيساً لقسم الوقاية وإنشاء تخصص الوقاية في الكلية لأول مرة.

دولة الإمارات العربية المتحدة تطلب د. باعنقود
دعت الحاجة في دولة الإمارات العربية المتحدة لإنشاء مختبرات مركزية فطلبت د. سعيد باعنقود عبر منظمة (أكساد) ووافقت جامعة عدن على إعارته لمدة عام واحد.
عاد د. باعنقود إلى أرض الوطن عام 1982م وباشر عمله رئيساً لقسم الوقاية بكلية ناصر للعلوم الزراعية، وفي العام 1988م عين د. سعيد باعنقود مدير البحث العلمي للعلوم الطبيعية تحت عمادة البحث العلمي والدراسات العليا لجامعة عدن.

باعنقود نائباً لرئيس جامعة عدن
عين د. سعيد باعنقود نائباً لرئيس جامعة للشؤون الأكاديمية عام 1990م، وفي عهده تم إنشاء المراكز البحثية، منها مركز الدراسات والبحوث اليمنية ومركز العلوم والتكنولوجيا، وساهم في إعادة هيكلة إدارة الجامعة وساهم في إنشاء اللوائح الأكاديمية، وشجع على إنشاء مطبعة للجامعة لطباعة الكتب الأكاديمية واستخدامها بدلاً من الملازم.

باعنقود من مؤسسة داد الألمانية إلى جامعة فلوريدا الأمريكية
في العام 1990م تحصل د. سعيد باعنقود على منحة بحثية من مؤسسة داد الألمانية، وجمع بذور شجرة المريمرة وحملها معه إلى ألمانيا وأجرى عليها بحوثاً هناك على البذور، وقدم مع باحثين آخرين بحوثاً علمية في هذا المجال، ونشر بحثه مع بحوث علماء آخرين نشرتها المجلات الألمانية المتخصصة.
فاز د. باعنقود بمنحة مقدمة من مؤسسة فولبرايت الأمريكية وغادر إلى الولايات المتحدة، وقدم أبحاثاً في المكافحة الحيوية بجامعة فلوريدا لمدة عام واحد.

باعنقود يقدم استقالته من المناصب الأكاديمية
عاد د. باعنقود من جامعة فلوريدا وقدم استقالته من النيابة الأكاديمية ورفض عرضاً لتولي رئاسة الجامعة وعرضاً آخر ليصبح وزيراً للزراعة، وبرر ذلك بأنه يخدم وطنه من مواقعه البحثية لأن المناصب تعيق نشاطاته البحثية.

د. باعنقود والحصاد الهائل
تقاعد د. سعيد باعنقود من خدمته الأكاديمية عام 2008م، إلا أن جامعة عدن تعاقدت معه ضمن 23 آخرين نظراً للحاجة الماسة لعطاءاتهم العلمية.
قدم د. سعيد عبدالله باعنقود العديد من البحوث العلمية، وترجم بحوثاً أجنبية وشارك في العديد من الندوات العلمية، وعمل في عدد من المؤسسات الأكاديمية، وقدم الاستشارات للمنظمات العينية والعربية والدولية.

كما قدم د. باعنقود معارفه وخبرته النوعية المتميزة في لجان التعليم بجوائز بحثية على مستوى الداخل، منها جوائز رئيس الجمهورية ولجنة تحكيم جائزة هائل سعيد أنعم للعلوم الزراعية والبيئية كما مثل اليمن في عدد من المحافل الدولية.
لمزيد من التفاصيل يرجى مراجعة المادة القيمة التي قدمها أ. عبد الرحمن عمر بن شعيب في الكتاب التذكاري السنوي لجائزة الشيخ سالم باحمدان.​