​من مأرب.. الإصلاح يتخلى عن شرعية هادي ويتبرأ من التحالف

> "الأيام" غرفة الأخبار

>
وصفت مصادر سياسية وشخصيات حزبية بيان الأحزاب والقوى السياسية في مأرب، التي خضعت لسيطرة تنظيم الإخوان، بأنه تخلٍ واضح من حزب الإصلاح عن الشرعية والتبرؤ منها بعد أن ظل مسيطرا على مفاصلها خلال سبع السنوات الماضية من عمر الحرب.

وكانت عدد من الأحزاب والقوى السياسية، التابعة لحزب الإصلاح قد أصدرت منتصف الأسبوع الجاري، بيانا، هاجمت فيه التحالف العربي، واتهم حكومة الشرعية بالفشل والخذلان للجبهات في مأرب.

ولم تستبعد مصادر سياسية يمنية مطلعة أن يكون هذا الموقف العلني الذي يقف خلفه حزب الإصلاح مقدمة لإظهار الخطاب الإخواني المتطرف تجاه التحالف العربي والذي كان يتم التسويق له خلال السنوات السابقة بشكل غير مباشر عن طريق ناشطي الجماعة وإعلامييها، في الوقت الذي كان فيه الحزب يلتزم الصمت ويتنصل أحيانا من تصريحات بعض قادته ومواقفهم المناوئة للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن.

و اعتبر الباحث السياسي اليمني ورئيس مركز فنار لبحوث السياسات عزت مصطفى أن “بيان تنظيم الإخوان المسلمين الذي وقّع تحت مسمى الأحزاب والقوى السياسية في مأرب هو اعتراف رسمي بنجاح التنظيم في مهمة إفشال الشرعية والتحالف العربي”.

ويقول مصطفى إن البيان “أقرب إلى إعلان انتصار التنظيم الدولي للإخوان بصيغة تهديد مبطّن بالاستسلام للحوثيين وتسليمهم مدينة مأرب وحقول النفط في صافر. إلى جانب كونه تمهيدا سياسيا وإعلاميا لتحوّل التخادم الإخواني – الحوثي في اليمن إلى تحالف سياسي رسمي، عبر دخول الحوثيين مأرب بصفقة سياسية وليس باجتياح عسكري بعد أن نجح الطرفان في استنزاف قبائل مأرب في قتال الحوثيين وهو هدف انتقامي تاريخي مشترك لجماعتي الإخوان والحوثي”.

وأضاف “يمهد البيان الإخواني في مأرب إلى مفاجآت قريبة بإعلان رسمي مشترك إخواني – حوثي على مستوى مأرب لتحييد شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي ووضع التحالف العربي أمام أمر واقع يهيئ لتسوية سياسية شاملة تنحصر بين الحوثيين والإخوان وتنسف ما تبقى من إمكانية لتنفيذ اتفاق الرياض مع المجلس الانتقالي، بهدف استبعاد الأخير من أيّ عملية تسوية سياسية شاملة نتيجة تسليم مأرب للحوثيين”.

وأشار مصطفى إلى أن “الحوثيين عملوا سياسياً وإعلامياً على التهيئة لتمرير صيغة التفاهمات المقبلة مع الإخوان في مأرب عبر ترويجهم لصيغ حلول استسلام مقابل الشراكة، في الوقت الذي يأتي البيان الإخواني ليؤكد بألفاظ غير مباشرة على قبول الصفقة الحوثية بتسليمهم مأرب، لكن الأمر الذي يصعب التكهن به هو مصير محافظ مأرب سلطان العرادة الذي كان جزءاً من الصفقة التي روّج لها الحوثيون، فالرجل أمام احتمالين قبول الصفقة وتسليم مأرب للإبقاء على حياته أو أنه سيواجه تآمراً إخوانياً – حوثياً مشتركاً حال رفضه”.

الصحفي والمحلل السياسي محمود الطاهر، أشار إلى أن توقيت البيان خطير، وصياغته قطرية بامتياز، وصادر عن حزب الإصلاح الرافض للمصالحة اليمنية وتوحيد الجهد لمواجهة الحوثي.
وقال الطاهر، في منشور له على الفيسبوك، إن البيان يأتي في وقت تتحدث فيه مصادر عن ترحيب سلطان العرادة محافظ مأرب، بدعوة العميد طارق صالح لتوحيد الصف، وهو ما يعني، تعميق الفرقة، والتشكيك في التحالف العربي وتخوينه.

وأشار الطاهر إلى أن البيان يحمل رسائل للحوثي، لشحن معنويات إضافية، وحسم المعركة في مأرب وأسقاطها.
وبعد صدور البيان أعلن المسؤول الإعلامي لحزب التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري فرع مأرب، شاجع هصام بحيبح استقالته من الحزب الناصري.

وقال بحيبح، في منشور له على الفيسبوك، إن الحزب الناصري فرع مأرب أصبح تابعا لحزب الإصلاح الإخواني، ويتحكم بقراره رئيس إصلاح مأرب.
وقال بحيبح: بعد أن أصبح التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري فرع مأرب مجرد تابع لمبخوت بن عبود الشريف رئيس حزب الإصلاح، أعلن استقالتي كمسؤول إعلامي لفرع التنظيم في مأرب، مؤكدا أن هذا قرار لا رجعة فيه.

وأعلن بحيبح اعتراضه على بيان الإخوان، الذي قال إنه رمى بكل فشل وإخفاق وانتهازية حزب الإصلاح الإخواني المسيطر على قرار الشرعية، في مأرب، على التحالف العربي الذي قال إنه لم يقصر مع أبناء مأرب.
واستغرب السياسي اليمني محمد سعيد الشرعبي، من بيان الأحزاب التابعة للإخوان، من اتهام الشرعية المقسمة بينهم بالتقصير، وتحميل التحالف العربي الممول لهم بالفشل في إدارة المعركة نيابة عنهم.

وقال في تغريدة له على تويتر: ‏أحزاب الشتات تتهم الشرعية المقسمة بينهم بالتقصير في دعم الجيش التابع لهم، ويحملون التحالف الممول لجنابهم الفشل في إدارة المعركة نيابة عنهم، مضيفا: "حد فاهم حاجة عن عجائب مرتزقة الشتات".
وعلق الباحث السياسي، أياد قاسم على بيان الأحزاب والقوى السياسية في مأرب، مؤكدا أنه اعتراف من حزب الإصلاح بالفشل رسميا في المحافظات الشمالية.

وقال، في تغريدة له على تويتر، إن ‏بيان مأرب يعني أن الإصلاح أعلن رسميا تسليم الشمال للحوثيين، وهو بذلك يطلق رصاصة الموت على شرعية هادي.
وأكد أن الخطر يكمن اليوم باتجاه الجنوب، والمجلس الانتقالي الجنوبي أمام خيارين، "إعلان حكم ذاتي وبدء معركة عسكرية لحماية الجنوب"، "أو الاستمرار بشرعية اتفاق الرياض بقيادته عسكريا وسياسيا".

وقال في تغريدة ثانية إن توقيت البيان واتهام الجميع بالفشل والخذلان، يشير إلى خطورته، والهدف من توقيته، وضع المبررات لخطوات قادمة ستتخذها الأحزاب بتسليم مأرب للحوثيين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى