هدنة خلف هدنة وقوة الحوثي في ازدياد

> بعد أن اتضح للرأي العام المحلي والدولي حول مساعدة الحوثي وإنقاذه عسكرياً وسياسياً من قبل الدول المؤثرة على الساحة العالمية، فلن يبقى لنا كشعب يمني جنوبيًا كان أو شماليًا إلا أن نفهم أن هذه الدول ترى في بقاء الحوثي قوة منافسة في الجزيرة العربية كبركان مؤقت ينفجر في أي لحظة بين المسلمين وبالذات في هذا الموقع الجغرافي الاستراتيجي الهام لأجل استمرار مصالح تلك الدول العالمية.

هدنة بعد هدنة وقوة الحوثي تزداد والوقت هو العامل الحاسم المستفيد منه الحوثي في التطوير والتهريب والتشييد لقواته، وهذا ما تريده بريطانيا وأمريكا وبعض الدول الأوربية وروسيا، وكذلك الجسر المؤدي إلى صنعاء من (إيران) خافيا وباديا وبعلم تلك الدول. لماذا هذه الدول تعمل لصالح الحوثي على مدار السنين التي مرت من زمن الحرب؟ وما هي المصالح التي ستجنيها تلك الدول لتشجيعها الحوثي وإعطائه الوقت الكافي لتطوير التسليح والتأهيل لقواته؟

الحقيقة -على ما أعتقدُ شخصياً- أن زرع الحوثي وبقاءه قويًا في قلب الجزيرة العربية ما هو إلا من أجل تغذية وتنافس ديني عقائدي بين المسلمين حتى تستمر الصراعات في المنطقة من أجل أن تجني تلك الدول الموارد لصالحها طالما أن هذا الصراع مستمر من أجل شراء السلاح تارةً ومبرر الحماية لبعض الدول العربية تارةً أخرى.

اليمنيون يتقاتلون ليس من أجل الوطن ولا من أجل الحرية كما يصفونها. أثبتت الأيام أنهم يتقاتلون بالوكالة تحت أوامر الغير ولمن يدفع أكثر من الأموال كما نرى ونسمع ما يحصل اليوم قبل هذا التاريخ على مدى عقود مضت، وما يحصل اليوم على الأرض اليمنية ما كان ينبغي أن يحصل، ولا كان ينبغي أن تستمر تلك الصراعات لولا التشجيع والتدخل الخارجي وشراء ذمم العملاء.

دول التحالف ثبت فشلها رغم خسارتها الباهظة في اليمن نتيجة لاعتمادها على جهات فاشلة في الداخل وهي من تحاول اليوم تجديد الهدنة نتيجة لهذا الفشل من أجل حفض ماء الوجه أولاً وعدم قدرتها على استمرار المعركة ثانياً.

دول التحالف على علم بأن الهدنة ستنعكس عليها يوماً وتعلم أيضاً أن بقاء الحوثي قويًا يعني تدميرها في المستقبل وبإيعاز أمريكي ودول أخرى، ومسألة استسلام دول التحالف في هذا الوقت تحت شعار الهدنة كارثة، وفي نفس الوقت قد لا يجيب نتيجة مرضية لشعوب المنطقة حتى وإن كان ذلك لقرض سياسي معين.

فشل واضح لتلك الدول في هذه الحرب، فالحرب القادمة ستكون عكسية إن ترك الحوثي مطلق الأيدي كما هو حاصل اليوم. هدنة خلف هدنة والمستقبل مجهول وذلك يعتبر مزيدًا من الكوارث والحروب في منطقتنا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى