زيارة العليمي إلى المهرة.. رسالة سعودية

> زيارة الرئيس العليمي إلى محافظة المهرة بهذا الوقت، وبطائرة سعودية هي رسالة سعودية صريحة موجهة للمجلس الانتقالي الجنوبي، على خلفية تحركاته الأخيرة شرقا، وما حققه من مكاسب على صعيد لم الشمل الجنوبي، وعلى خلفية الأحداث الأخيرة في منتجع "معاشيق" في عدن. يحدث هذا إنفاذًا لأسلوب سياسة الضغوطات الداخلية والإقليمية والدولية اللئيمة.

العليمي رجُل مذعن حتى الانبطاح لتعليمات السفير، لا يقوى على الاعتراض عليها أو حتى مناقشتها.

فالسعودية ومن خلفها بريطانيا تلعب لعبتها التوسعية المكشوفة في المهرة (التي لم تُطلق فيها طلقة واحدة منذ بداية الحرب أو تسقط فيها حجرًا بقذيفة) وكذا اهتمامها وطموحاتها النهمة في محافظة حضرموت -وإلى حد ما محافظة شبوة- لأهمية واستراتيجية هذه المحافظة، بقائمة الإضبارة السعودية البريطانية، ومن خلفهما تقف الولايات المتحدة تلوح بالعصا والجزرة بوجوه الكل.

الانتقالي الجنوبي يجابه الإعصار وحيدا بالساحة الجنوبية- بمعية المخلصين من خارجه (كيانات وأفرادا) بالداخل والخارج- و يتبرم بصمت من هكذا سلوك سعودي غربي، مراعاة لما يعتبرها شراكة استراتيجية .. ولكن الانفجار قادم، والمرجل الذي تجلس فوقه الرياض سينفجر بوجوه الجميع، وتنفرط بالتالي سبحة التحالفات والشراكة، والذهاب إلى المجهول، ثم إعادة تشكيل خارطة التحالفات من جديد، قد يشمل مَن يعتبرهم اليوم الانتقالي أعداء للجنوب بالمتارس، إن لم نرَ في قادم الأيام تغيرا بهذه العلاقة، وتصويبا لبوصلتها الإقليمية الصدئة.

تغطية الخلافات بورق توت مهترئة، وخياطة الجرح على عفونته، من خلال اتّباع سياسة (الكنس تحت السجاد) وعدم المصارحة بما يجري بالضبط، لن تجدي الجميع نفعا، وأخشى أن يكون الانتقالي ومعه بالتأكيد القضية الجنوبية، هما من ستأتي عليهما نيران الموقد وشرره.

وغدا ستُبدي لنا الأيام ما كنا نجهله.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى