خارطة الطريق الأممية.. ما السيناريو المتوقع لليمن الغارق في الحرب؟

> «الأيام» غرفة الأخبار:

> خارطة سلام غير مزمّنة وبلا آلية واضحة، اختزل فيها المبعوث الأممي نتائج المفاوضات السعودية - الحوثية، ويُتهم بأنه يريد أن يُلبسها كافة المكوّنات اليمنية، التي لم تشهد تلك المحادثات، ولم يكن لها أي حضور حقيقي فيها.

الحكومة اليمنية رحّبت بالخارطة، مؤكّدة انخراطها مع جهود السلام، وفق المرجعيات الثلاث، المتمثلة بمخرجات الحوار الوطني، وقرار مجلس الأمن 2216، والمبادرة الخليجية، وما تشترطه الحكومة يثير علامات استفهام، حيث تقود الأمم المتحدة والسعودية مسار تسوية بعيدًا عن تلك المرجعيات، يشرعن الانقلاب وينهي مسألة استعادة الدولة.

في المقابل، تلتزم جماعة الحوثي الصمت تارة، والتعليق بالرفض تارة أخرة على هذه الخارطة، ولم يصدر عنها بيان واضح يؤكد الرفض أو القبول، رغم أنها نتاج عام من المفاوضات مع الرياض.

أما المجلس الانتقالي الجنوبي، فقد أكد تمسكه بشرط حضور القضية الجنوبية في التسوية القادمة.

يقول أستاذ العلوم السياسية بجامعة الحديدة، د. فيصل الحذيفي، بتقرير نشره موقع قناة "بلقيس" اليوم : "إن العنوان يتحدث عن خارطة سلام أممية، والحقيقة أننا لسنا أمام خارطة سلام أممية، وإنما أمام مفاوضات بينية مباشرة، ترعاها عُمان من جهة والصين من جهة أخرى، فيما الأمم المتحدة غائبة عن المشهد، لكن تحت رعايتها كمشرف، أو مسيّر، على هذه المفاوضات".

وأضاف: "المفاوضات تجري منذ سنة أو أكثر، تخوضها عُمان، ما بين السعودية والحوثيين، فيما الأمم المتحدة غائبة في هذا المشهد الحقيقي".

وتابع: "ما خلص من هذه الماراثونات من المفاوضات البينية، بوساطة عُمانية وصينية، أفضت إلى اطلاع المبعوث الأممي، لتكون الأمم المتحدة راعية أو شاهدة، أو مشرفة، على هذا الاتفاق، الذي أعلن عن شقه الإنساني".

وأردف: "خارطة السلام تنقسم إلى قسمين: المسار الإنساني، الذي يتكون من وقف دائم لإطلاق النار، وصرف المرتبات، وفتح الطرقات، ورفع القيود على الموانئ، وإعادة تصدير النفط الغاز، والنظر فيما بعد إلى مسار التسوية السياسية، لكن حتى نصل لتنفيذ مثل هذه الجزئيات، فإن أمامنا طريقًا عَسيرًا، حتى نستطيع القول إن اليمنيين ماضون في هذا الاتجاه".

وزاد: "اليمنيون أنفسهم غائبون عن المشهد، كيمنيين معنيين بإنهاء الحرب والانتقال إلى طاولة السلام، والمتدخل الخارجي، الإقليمي والدولي، لا يزال يسيطر على الملف اليمني".

وقال: "عندما تقتنع جماعة الحوثي، كطرف فاعل على الأرض، بأنها لا تستطيع أن تحكم اليمن بالقوة مهما بلغت من القوة، ربما تستجيب للجلوس في طاولة مفاوضات مع الأطراف اليمنية".

وأضاف: "إذا قررت الأطراف اليمنية ذاتها وبإرادتها، بدون تدخل أطراف خارجية (إقليمية، ودولية)، سنرفع سقف التفاؤل، ونقول إن اليمنيين أصحاب إرادة، ووصلوا إلى قناعة بأنه لا يمكن بأي حال من الأحوال المضي في الحرب واللا حرب، لذا فإن الوصول إلى نتيجة ينبغي أن تكون عبر هذ الطريق، اليمني - اليمني".

وتابع: "نحن اليوم لا زلنا بعيدين عن هذا المشهد، فعدم تعليق جماعة الحوثي على هذه الخارطة المعلنة من قبل المبعوث الأممي هذا شيء مفرغ منه، باعتبار أن الجماعة لا تريد أن تعترف بشيء سابق لأوانه، وهي تحت الطاولة لا زالت ترفع سقف طموحاتها إلى أبعد حد".

وأردف: "الحكومة اليمنية غائبة عن المشهد، وما يزال الشأن اليمني بيد الطرف الخارجي، واليمنيون جميعهم خارج المشهد، باستثناء جماعة الحوثي ما تزال هي التي تحظى بفرص الانتصار اللحظي، وهي تريد أن تعزز هذا الانتصار اللحظي بانتصار حقيقي، يقنع الناس بأنه لا مجال من التسليم لها بالحكم، باعتبار أنها صاحبة القوة على الأرض، وأن السعودية خضعت لها بعد حرب ثماني سنوات، وباعتبار أن الأمم المتحدة غير قادرة على تنفيذ قراراتها ضدها".

وزاد: "مليشيا الحوثي لا تزال تأمل باقتضام كل اليمن، فقط تريد أن تأمن جانب القصف الجوي، والتدخل الإقليمي عسكريًا، وستتفرغ لحرب جديدة مع اليمنيين".

وتابع: "نحن اليمنيين نعيش في عنق الزجاجة، وفي نفق مظلم، ولنا تجارب مع هذه المحادثات، فهناك جنيف واحد، وجنيف اثنين، وهناك الكويت، وهناك ستوكهولم، وهناك ظهران، وهناك عمّان، وهناك مؤتمر الحوار الوطني، وهناك السلم والشراكة، وكل هذه الاتفاقيات لم نستطع أن نبني عليها آمالًا".

من جانبه، يقول لـ "بلقيس" المحلل السياسي، حسن مغلس: "إن عملية السلام بشكل عام، فرضت علينا كيمنيين فرضا، حيث إن المبعوث الأممي يريد أن يحقق مكسبًا سياسيًا له، على أنه حقق انتصارًا في المفاوضات".

وتساءل: "ما الذي استجد عند جماعة الحوثي حتى نقبل بالسلام معها؟ وما الذي استجد عند بقية الأطراف؟ لم يستجد أي شيء، ولم يتغيّر شيء".

وزاد: "يتحدثون عن اتفاقية سلام، مع من هذه الاتفاقية؟ هل مع من لا يزال يسيطر على البلد، ويبطش بالناس بالنار والحديد، ويقطع مرتبات الموظفين؟".

واعتبر أن "هذا السلام أعرج ومفخخ، ولا يمكن أن يمرر، سواء من قِبل الانتقالي، أو من قِبل أي قوة أخرى".

وتابع متسائلًا: "على أي أساس سيتم تطبيق خارطة السلام، والجميع لا يزال يمتلك السلاح؟ كيف سيجلس هؤلاء الأطراف مع بعض؟ وما الآلية؟ حتى الآن تحدث المبعوث الأممي عن نقاط وهمية فقط لتمرير ملف المرتبات لجماعة الحوثي، أما المطار والميناء قد فتحا له".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى