ماذا يجري على ساحتنا..؟!

>
 في مسارات الدول هناك دائماً يوجد منهم صنف ممن يتم منحهم الثقة لإدارة مؤسسات الدولة صغيرها وكبيرها، لديهم القدرة على صناعة عوامل العراقيل والتعثر لدولهم أو لمؤسساتهم من خلال اختلاق الأزمات والمشاكل أو الضعف الذي يحول القضايا والمشكلات العادية إلى أزمات أو على الأقل إلى مشكلات بجذور راسخة وعميقة قادرة على إفشال مؤسسات أو بعثرة جهود الدولة أو قطع أوصال علاقاتها الداخلية وصناعة الغضب والمشاعر السلبية بينها وبين الناس من خلال الثرثرة بالكلام الفارغ ضد بلده في الخارج.

الفساد يصنع الأزمات والفاسدون مهما كانوا متقنين للمجاملة والنفاق وإرضاء المسؤول إلا أنهم من أهم الأصناف التي تهدم قواعد الجهاز الوظيفي للدولة والدول ويصنعون باحتراف فقراً مؤسسياً في الأماكن التي يعملون بها، لكن إلى جانبهم أيضاً الضعفاء في القدرات والإمكانات الوظيفية والقيادية الذين يحملهم الفساد أو الهوى أو المصالح أو العلاقات الاجتماعية كمبارز القات والجلسات الجانبية أو شطار التجار إلى مواقع المسؤولية، والمسؤول الضعيف دائماً خطر على البلاد والعباد، والمسؤول صاحب الإمكانات الضعيفة تنمو حوله بؤر الشللية والفساد وكل الأمراض ويضعفه. تمر السنوات على الدولة أو المؤسسة دون أي خطوة إيجابية وتذهب الأمور نحو الأسوأ.. لكن أكثر صناع الازمات والعراقيل والدعايات المغرضة ضد بلدهم تأثيراً هم المحترفون الذين تسيطر على عقولهم مصالحهم ومنافعهم الشخصية ويعتقدون أن كل شيء مباح لهم لتحقيق مطمع أو إطالة أعمارهم في مواقعهم أو يمارسون المؤامرات والفتن والدسائس والمكائد بكل أنواعها لخدمة قضية أو شلة أو صفقة حتى لو كان الثمن كبيراً على دولتهم أو مؤسساتهم.

 محترفو صناعة الازمات والفوضى الذين يقومون بهذا عن سبق اصرار وترصد اكثر خطورة من الفاسدين، ومن يستعمل قدراته وخبراته ومكره لخدمة مصالحه ويجعل من مصالح الدولة أو المؤسسة مقادير لأزماته التي يصنعها مثل مقادير (الطبخة).. مثل هؤلاء من يجب محاسبتهم على هذا النهج، والأحرى أن يتم منعهم من الوصول إلى أي مستوى من مستويات القرار.

 لم نعتد في بلادنا على التهرب من مواجهة قضايانا ولم نسجل على انفسنا في يوم من الايام تراجعاً او هروباً من الواقع، بل كنا في كثير من الاحيان نحمل جراحنا وجراح غيرنا ونعبر بها إلى شواطئ الامن والسلامة.
لم نعتد أن نقصي أحدا منا حتى الضالين كنا نقول لهم اتقوا الله في بلدكم وتعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم.. كنا نعرف نواياهم فلم نحاسبهم عليها، وكنا ندرك حجم مؤامراتهم الممولة من الخارج بالمال والقصد الشرير ومن الداخل بالضلالة وفقدان العقل ومع ذلك سامحناهم وقلنا عفا الله عما سلف، لان هذا الوطن هو للجميع وهو لا يحتمل القسمة لأنه رقم صعب ولا يمكن العبث به.

 لم نعتد في بلادنا على أن يصادر أحدنا الآخر، فكلنا يملك من الفهم والكرامة والإدراك والولاء والفداء والحق ما يملأ أرض الجنوب وسماه بالتصميم على الانتصار على الذات وعلى كل من يحاول أن يبيع الوطن أو أن يعيث فيه فسادا.. هذه كلها ساقتني وكل الجنوبيين الطاهرين للتساؤل عما يجري على ساحتنا الجنوبية، إذ أن هناك ما يقلب «الدماغ».. الكل من أصغر موظف وحتى أكبر موظف في الجهاز الوظيفي للحكومة مروراً بالأجهزة الرسمية يقولون بضرورة محاربة الفساد والبدء بعملية الإصلاح، والشارع يقول ذلك.. إذن أين الخلاف إلا أن يكون مفتعلاً او مستورداً أو متهوراً أو أن هناك مقاصد ونوايا وأجندات ستذهب بنا وبالوطن إلى المجهول.. لغة الحوار يجب أن تسود لأنها لغة الله التي وجه بها أنبياءه ولغة السماء مع الأرض ولغة الإسلام مع أعدائه ولغة الطبيعة مع أبنائها.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى