مشاورات السويد وحسن النوايا

> سعد ناجي أحمد

>
إن المشاورات اليمنية التي أعد لها المجتمع الدولي والمبعوث الاممي والتي تعقد حالياً في السويد يشارك فيها وفدا الشرعية والتمرد الحوثي، الذي أبى واستكبر طوال الفترة السابقة القبول بلغة الحوار وتحقيق السلام، واستطاع  فرض حرب مدمرة بالساحة اليمنية طوال أربع سنوات دمرت الاخضر واليابس وراح ضحيتها عدد كبير من القتلى والجرحى والمفقودين والمأسورين والمشردين والمختطفين الذين يعانون أبشع أسالبيب التعذيب في سجون قوات التمرد الحوثية الانقلابية التي يحاورها المجتمع الدولي، بينما هم لا يستحقون الحوار لأنهم طائفة تمثل المد الإيراني بالساحة الشمالية.. فيا للعار والإذلال والإهانة تجاه تلك  الحوارات الفاشلة والسياسات الممنهجة، فأين حقوق الإنسان أين قيمة الانسان أين اخلاقيات العالم والشعوب.. أمهات تذرف الدموع وتتجرع مرارات القهر والحسرة على فلذات أكبادها في زنازين السجون الحوثية.. ويا ترى هل مشاورات السويد تحمل نوايا صادقة من قبل التمرد الحوثي والمجتمع الدولي أو أنها مجرد مناورات سياسية واستغلال الوقت وتفويت الفرصة على قوات التحالف العربي في تحرير الحديدة ومينائها، ذلك المنفذ الوحيد الذي يشكل بؤرة الصراع ذات الأبعاد السياسية.

 نعم إن ميناء الحديدة هو محور الصراع، وأن تحريره من قبل التحالف العربي والشرعية يمثل الانتصار الحقيقي للسيادة العربية والهزيمة الحقيقية للتمرد الحوثي والمد الإيراني، وهذه هي الحقيقة بحد ذاتها، وهنا ستنتهي الحرب وتتحقق عملية السلام بالساحة اليمنية وبدون ذلك لا يمكن ان تنجج أي مشاورات، وأن الحرب سيطول امدها.. وتلك هي السياسات التي يديرها  المجتمع الدولي بهدف تأمين إسرائيل بحد ذاتها وتدمير المنطقة العربية..

 فتلك هي الخارطة المعدة للشرق الأوسط سلفا، وأن كل ما يدار من حوارات ومشاورات مجرد استهلاك للوقت في تنفيذ خارطة الطريق التي بكل تأكيد تتضمن برامج وخططا ذات أبعاد سياسية وخطيرة لا سمح الله وحسبنا الله ونعم الوكيل..
نحن في زمن بات فيه المجتمع الدولي يكيل بمكيالين ويتعامل بشريحتين ويقتل الميت ويشل جنازته، زمن ذهبت منه الاخلاق والمبادئ الإنسانية والمواثيق الدولية وحقوق الانسان.. وها هو واقع اليوم الذي نعيشه ونتجرع مراراته بكل اساليب الاذلال والقهر، ونتطلع حالياً لما فيه مشاورات السويد أن تحقق ولو أبسط المقاييس الانسانية تجاه الاسرى والمختطفين  في سجون قوات التمرد الحوثي، رغم أن المعطيات الواردة في طريقة الحوار والمشاورات لا تبشر بنجاحها، وانها عبارة عن فسحة محارب لإعادة ترتيب الأوراق.. وربنا يجيب العواقب سليمة.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى