جريفيثس.. وفرض أمر واقع

> حسين باراس

>
بعد اتفاق السويد بين الحوثيين والشرعية، انتشرت نكتة تعبر عن الوضع بشكل ساخر في وسائل التواصل الاجتماعي، تقول: لما كنا صغار ومعنا شيء نتضارب عليه، هذا يقول حقي وهذا يقول حقي، لين يرتفع الصوت بيننا يجي واحد أكبر مننا يأخذه ويقول خلاص (لا لك، ولا له).. وهذا الذي الذي حدث في الحديدة، وقد يكون هذا ما يحدث في اليمن بشكل عام.. هذه النكتة ربما هي التوصيف الحقيقي لدور الأمم المتحدة، إلا إذا فرضت دولة عظمى أمر مغاير.

في أي نزاع عالمي في الغالب فإن دور الأمم المتحدة هو دور وسيط محايد، ولا يفرض حل على الأطراف المتنازعة، بغض النظر عن السند القانوني للخلاف، لأن أي أمر مخالف لذلك سيعتبر تدخلا دوليا، وهذا الأمر لم يحدث إلا مرات قليلة، أحدها كان في إقليم كوسوفو عندما تدخل حلف الناتو لإيقاف الحرب في الإقليم وفرض استقلال الإقليم حينها، وهذا يرتبط بموقع كوسوفو الواقع في قلب أوروبا، والخوف من تكرار أحداث التسعينيات من القرن الماضي في البلقان، أما غير ذلك فلم يتجاوز دور الأمم المتحدة دور الوسيط في كل الأحداث في الشرق الأوسط والعالم.

على الأطراف والقوى السياسية التي تتطلع لإدراج قضاياها في التسوية القادمة في اليمن، أن يعلموا الدور الحقيقي لمارتن جريفيثس والأمم المتحدة، السيد جريفييثس لديه طرفان يخوضان حربا وهما الشرعية والحوثيين، وبالتالي عملية السلام بين كلا الطرفين، وأي قوى أخرى هي محسوبة بشكل أو بآخر على طرف ما، وإذا لم تكن كذلك فهي ليست عناصر مؤثرة ولن يستمع لها وإن تم فهو من باب سماع وجهات النظر لا غير، أو في البرتكولات العادية، أما غير ذلك فلا مستقبل لها.

مع الأسف الكثير من النخب يشوهون الفكر الجمعي للبسطاء بشعارات من أجل إيهام الأنصار بدور مستقبلي، بل إن البعض ذهب بعيدا إلى فرض شروط على المبعوث الدولية.
وفي الختام نقول من أراد أن يستمع - بضم الياء - له عليه أن يفرض أمر واقع على الأرض، وغير ذلك مجرد بيع وهم بطريقة سيئة جدا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى