لوجـه الله

> «الأيام» خاص

>
تقديم التنازلات في العمل السياسي جزء من السياسة وواحدة من التكتيكات التي توصل إلى النصر والنجاح، وإن كان نجاحا مرحليا إلا أنه لا يخلو من جملة المكاسب التي تشكل في نهايتها الهدف الإستراتيجي.. في الجنوب غالبا ما تغيب هذه المنهجية عند كثير من الساسة وحتى عند المفكرين والمنظرين وراسمي السياسات العامة للدولة، ولعل غياب مثل هذا المبدأ في السياسة الجنوبية وفي التفاوض والحوار كان سببا في مراحلَ سابقةٍ بهد أركان الدولة وتقويضها ثم إهدائها للعدو لقمة سائغة دون عناء، ولنا في وحدة مايو وحرب 94م خير شواهد على «عجرفة واستكبار» السياسي الجنوبي وعلى قلة حيلته في تقديم المصلحة العليا واعتبارات الانتماء والوطنية للتراب الجنوبي.

عثرات الماضي الجنوبي ومآسيه لا ينبغي اليوم أن تستمر، فالمصاب جلل والقضية أكبر من أن تظل النخبة الجنوبية متحصنة في صومعة الاستكبار والعناد السياسي والمكايدة.. القضية ومصير شعب الجنوب وما يحدوهما من مخاطر جمة يتطلبان مزيدا من التنازل والتقارب داخل البيت الجنوبي، والتكتيك الجنوبي يقتضي ما هو أكبر وأبعد من مشروع التصالح والتسامح الذي عالج الماضي؛ لذا لابد من تصالح وتسامح يعالج المستقبل ويرسم معالمه ويحقق لشعب الجنوب تطلعاته في تقرير المصير واستعادة الدولة.

لوجه الله.. تقديم التنازلات داخل البيت الجنوبي ضرورة أخلاقية قبل أن تكون مسؤولية وطنية وتكتيكا سياسيا.. تقاربوا، تنازلوا لبعضكم، خططوا، ارسموا سياساتكم لإدارة دولة لا تسيير قرية أو محافظة؛ فالعدو متربص يرتب أوراقه ويقتات على خلافاتكم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى