احتكار الجنوب..!

> محمد العولقي

> * تحت أرض الجنوب ثروة نفطية ومعدنية تكفي لنهضة اقتصادية عملاقة، لكن هذه الأرض الحبلى بالثروات لا توزع على الشعب سوى فقرها.
* فوق أرض الجنوب مساحة زراعية ذات جودة عالية، وأيادٍ عاملة ماهرة، وثروة حيوانية متنوعة، لكن كل هذه المحاسن لم تخرج اقتصاد (الجنوب) من بركة (الوحدة) الراكدة.
* انظروا ودققوا في صورة اقتصاد (الجنوب)، ستكتشفون - وبعض الاكتشافات مكررة - أن رجال المال والأعمال الجنوبيين فضلوا الابتعاد عن شر دولة (الوحدة) مع فاصل من الغناء.
* يحتل التجار ورجال المال والأعمال الشماليون ساحة الاقتصاد ويتسيدونها دون منافس جنوبي حقيقي، أصبحت بورصة اقتصاد الجنوب مجرد لعبة سياسية لخنق شعب الجنوب اقتصاديا.
* تناضل النخب الجنوبية سياسيا في ملاعب مختلفة، يظنون أن الانتصار السياسي يعني فك الارتباط واستعادة (الجنوب) المغدور به، لكن الواقع أن تحرير الاقتصاد من براثن ومخالب الشركات المحتكرة أهم مليون مرة من التحرر السياسي.
* الجنوب اليوم يبدو في حاجة ماسة لعقل اقتصادي في مستوى رائد الاقتصاد المصري (طلعت حرب باشا)، يعيد بناء الاقتصاد الجنوبي على أسس ومعايير ثابتة تفتح أمام المستثمرين والشركات الجنوبية آفاقا تكسر القيد وتضبط ميزان الفيد.
* تضاعف سخط (طلعت حرب) وهو يصب جام وزبدة غضبه على الاحتكار الأجنبي للاقتصاد المصري، وعندما وضع كتابه (علاج مصر الاقتصادي)، كان في الواقع يضع الأسس والمعايير لتحرير النشاط الاقتصادي ورؤوس الأموال من أيدي الأجانب.
* جمع (طلعت حرب) مساهمين مصريين وأنشأ بنك مصر برأس مال يصل إلى ثمانين ألف جنيه مصري، ومن هذا البنك الوطني تم تأسيس مجموعة شركات وطنية مثل مصر للغزل والنسيج ومصر للطيران ومصر للسياحة ومصر للبترول وللفنادق والأغذية والألبان والمصائد والأسماك ولأعمال الأسمنت المسلح وللمستحضرات الطبية ولحلج القطن ولغزل الحرير والزيوت والتأمين، بالإضافة إلى شركة مصر للإنتاج السينمائي.
* انصبت مهام هذه الشركات المصرية الخالصة في جمع الأموال وتوفير خبرات مصرية وإنتاج سلع مصرية تغطي حاجة السوق، وهو ما أدى إلى تحرر الاقتصاد المصري من الشركات الأجنبية التي كانت تستعمر حياة الناس ومعيشتهم.
* ماذا لو أن عقولا جنوبية استوعبت تجربة (طلعت حرب) وأنشأت بنكا جنوبيا رافدا لشركات جنوبية تنتصر للأيادي العاملة الماهرة، لاشك أن خطوة كهذه كفيلة بتحقيق توازن الحاجة والطلب مع الشركات الشمالية التي تحتكر السوق الجنوبي دون منافس حقيقي.
* وكلا وحاشا ليس لي اعتراض على الاستثمار الشمالي في الجنوب، فأنا مثلكم لن استغني عن البيض والزبادي والحليب والأسمنت وحتى بطاطس نعمان والبامبرز، لكن يجب على رجال الأعمال الجنوبيين المغتربين دخول ساحة المنافسة بقلب أسد، إذا كنا نؤمن فعلا بوطن قوي اقتصاديا يضع ثرواته في خدمة المعذبين في الأرض..!​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى