بل نحرت من دون البسملة!!

> أحمد عمر حسين

>  للكاتب المبدع أحمد عبداللاه إطلالة جميلة وتحليل صادق ورائع في مقالته في «الأيام» (الوحدة سقطت قبل البسملة لأنها فاقدة لشروط البقاء حتى بدون حرب 1994م).
وأنا أحب أن أضيف شيئا إلى ما قال وأزيد بأنها نحرت ليلة أنزل علم (ج.ي.د.ش) ورفع علمها المفترض في مدينة عدن، ولم يكرر ذلك المشهد في صنعاء بإنزال علم (ج.ع.ي) ذي النجمتين، ويرفع ذات العلم الذي رفع بعدن، وهذه مراسيم قانونية واجب وملزم اتباعها، فما الذي قصده علي عبدالله وبقية بني الأحمر؟ بالطبع هذه لم تكن مصادفة بل مرتبا لها، وهي رسالة للخارج قبل الداخل بأنهم قصدوا ما يضمرونه وهو (الادعاء بعودة الفرع إلى الأصل)، وحتى أن خلا العلم الجديد من نجمتي الـ (ج.ع.ي)، فالعبرة بالجوهر والمضمون، حيث ما طبق بعد ذلك في كل الأفعال والممارسات هو قانون الجمهورية العربية اليمنية ودستورها غير المكتوب، والمتعارف عليها بين القوى النافذة هناك بصنعاء.

أتذكر أنني في قصيدة عارضت فيها قصيدة للدكتور ياسين نعمان (ريم) وقصيدتي عنونتها (حلم تمخض عن مشكلة).
وأقتطف منها ما يعبر عن حكاية «الوحلة» كما يقول أبناء حضرموت الآتي:
ريم تراءى للملأ فظنها المشتاق له ** فسعى لها في يوم قائض عاشق حدِّ الوله!
من شدّة الأشواق حتى ما تذكر بسملة ** فتعثرت خطواته للخلف سارت أرجله
وأصاب عينيه العشى فما مضى قيد أنمله ** الريم فرت من يديه والماء غادر جدوله
أحلامه صارت هباء والحب لا عنوان له ** فمن يعيد الريم حتى تستقيم المسألة؟

 القصيدة طويلة وأكتفي منها بهذا..
وفي لحظة انتشاء لـ «صالح» يوم احتفال بذكرى ما سمي بـ «الوحدة» ولا أذكر بالتحديد في أي عام كان ذلك اليوم، فقد كتبت قصيدة أخرى تحكي عن ذبح تلك الوحدة المزعومة، وهذه القصيدة نشرت بمعية مقال منذ سنوات (حياة عدن)
أقتطف منها الآتي:
أيا مدّعي العشق لأجل الحكايا ** ترجّل عن السرج قف في الزوايا!
ودِّعْ امتشاق البيان الجميل ** فعرش الهوى ليس صحن (سبايا)
تساءل نفسك أين الهوى؟ ** وتخشى النظر في زجاج المرايا
فعن أي وصلٍ تُحدّثُ نفسك ** وفيه وأدتم أحلى الصبايا؟!!

 وبالفعل لقد نحروها حينما قرروا في قرارة أنفسهم الحديث عن أصل وفرع وخرافات شتى.
فالجواب ابتدأ من عنوانه والنقطة الأولى على السطر وهي حادثة إنزال علم الجنوب فقط في عدن (ج.ي.د.ش)، وعدم السماح، وأقول عدم السماح بتكرار ذلك الفعل بروتوكوليا كحق لا تفريط فيه بتكرار المشهد ذاته لإنزال علم (ج.ع.ي) في صنعاء لأن الوحدة المزعومة هي بين دولتين وعلمين، وهذه الحادثة (الإنزال) من طرف واحد ليست عفوية بل مقصودة، وما حرب 1994م سوى نتيجة كتحصيل حاصل لبداية نقطة السفر الأول في القصر المدور بالتواهي، ولا عزاء للطيبين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى