في رثاء د. خالد حريري

> د. علي عبد الكريم

>
أيها البحر.. تكلّم !
  هذا الرحيل.. صولة الحزن .. بكاء المدينة..
دفء المشاعر.. وجه البحر شاحب..
رحيل القوافي تستكتب الدمع..

  موج البحر .. يكتب..  ركاب السفينة تحزموا الحقيقة ومضوا نحو عين الشمس جدايلها يسألون.. ماذا بعد الفجيعة.. يا زمن؟! الموج هادر... الربان ارسل للبحر الخطاب... تعامدت مجاديف الصواري فاستكان البحر.. خاطب الربان أمواجه إنا رغم صعوبات المسار سائرون إلى الأمام... سبر الأغوار تهجي أحرف الرحلة بأعماق المحيط.. محاراته ردت: مهلا أيها السندباد قبلك صياد المحارات نادى أحرف الرحلة فسقطت دمعة من شارة البدء كتبت بحروف النور: هنا مر ذات يوم عاشق للبحر يصاحب الحوريات و على خدودهن يطبع القبلات يغزل من محارات المحيط ملامح وجه الفجر رغم الغشاوة في بحور الشعر وموت القوافي في خياشيم من جرفوا هواء الأوكسجين عن المحيط.. فكيف نبحر؟ كان التساؤل والسؤال.. هو شاعر.. عالم.. بحار.. يصوغ القصائد يكلم المصائد يطلق جملا تغوص جوف البحر يتحرك على إثرها المجداف تتراقص لطفا محارات المكامن والمكان، تطلق شارة للسماء من أعماق البحار، تحكي لشهرزاد بالأمس مرّ جنبنا ماهر كتبت سنة العشق على مجدافه لقمة من دواء فاستوت رحلة الأزمان والمحارات تبحر فعلى السطح ماهر ملاح يعرف معنى الاصطياد معلم يعلم البحر وجوفه أسرار المعارك والزمن.  

كان الخالد خالدا وقصته مع الزمن قصة مع البحر والأمواج وكانت رحلة في تبادليات مواعيد الاصطياد نادى فلبي الموج وأتى يزف رحلات السندباد لأعماق المحيط وكانت شارة الربان أسطورة صاغها أبيات شعر.. درر.. بعشق المدينة التي سكنته
ناجاها بقلب صيرة .. والمحيط... عالم هو بالبحار... بعشق الكائنات تحت أرجاء المحيط يسافر بأرجائه ليلا، فإذا العشق نمارق من طلة البحر وأعماق المحيط.. وحده الشاعر خالد الخالد كان يدري أين مكمن الجرح وأين مكمن الدرر..! وينادي: هنا الطريق رغم الزعانف هنا الطريق، كانت نبرة العشق بحديثه نحو صيرة والمدينة واليمن الكبير نبرة للعشق وابتسامة القمر المسافر نحو أعماق المحيط ومضى برحلته كتب المتون وما بين السطور.. زجل المدينة، ولها كانت عناوين كثيرة.. كان حارسها الأمين يغوص في أعماق ما تخفي المكامن والجفون..تكلم يا زمن.. شقيق البحر عن بحره رحل وبقت شاراته أبياته شارات على صدر الزمن.. رسم الحروف على المراكز والسفن العابرات مداخل القلب أحشاء جوهرة المدن صاغ من شبكات التواصل والوصال نماذج في علم البحار وكانت ايقونة الصياد جنات عدن تلك التي صنعت رحلة المبتدأ والخبر.. البحر كان المبتدأ والفعل عقل مقتدر... وجوف البحر أعماقه تعطيه الخبر حللا دررا حدث فلا حرج فإن تملك العقل وبعد النطر فأنت مؤكد كنت في رحلة قاد سفينتها واشرعة الوصول من صاغ بالعقل بالوعي المبكر خرائط للزمان ..لا تسلني أين ولت أنها كامنة بجوف البحر درر،  كلمات... ما تزال حية حاملة راية الإنسان إلى الHمام تلك صفحة، مقطعا جملة، حكمة، لرحلة ثمارها عسجد، عناقيدها ذهب، أسرارها باقيات بقلب من عرك المعارك والزمن، خالد وديوانه، في ذكرى المحبوبة.. مدينة المدائن عدن عنوان صنه يا زمن..! 

خالد ما رحل.. لكنه بقلب مدينته يكتب وللخلد رحل لجنة الخلد رحل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى