المتقاعدون.. كنوز مهملة

> شوقي السقاف

> التقاعد مرحلة عمرية يمر فيها الإنسان بعد أن يتوقف عن ممارسة العمل الرسمي سواء كان في القطاع العام أو الخاص لأسباب قانونية ومنها بلوغ أحد الأجلين.
وتعتبر هذه المرحلة من عمر الموظف مرحلة مفصلية مهمة في حياة المتقاعد، حيث يتوقف عن برنامجه العملي اليومي الذي اعتاد عليه لفترة طويلة ليجد نفسه فجأة في فراغ كبير.

إن النظام التشريعي لدينا أن يقذف بالموظف خارج نظام الدولة دون الاستفادة منه وكأنه لم يكن موجودا أو لم يقدم شيئا أو لم يخدم البلد ويكون في حكم المنسي ولا يربطه بالحكومة غير المعاش الذي يصرف له بدون أدنى معايير الاحترام والتقدير لما قدمه للدولة أثناء خدمته لها. فتجد الدولة تهتم بالموظف الذي لازال يعمل معها وتمنحه العلاوات والترقيات والحوافز والإكراميات وشهادات التقدير وإكراميات رمضان والعيدين والتطبيب والتأمين الصحي وبدلات شراء خروف العيد وإلى آخره من العلاوات والإكراميات، بينما المتقاعد في عداد المنسيين وكأنه لم يكن له دور في الذي هم فيه ولا في بناء وتطور البلد، وتتعامل الدولة مع المتقاعد وكأن دوره انتهى وتتناسى أن لدى المتقاعدين طاقات كبيرة قدموا للوطن عصارة أفكارهم وجهودهم، وكان من المفروض الوفاء لهم برعايتهم والاهتمام بهم ومنحهم علاوات سنوية بما يتناسب مع خبرتهم وإكراميات رمضان والعيدين، وكذلك رعاية وتأمين صحي لهم ولأسرهم ولأولادهم لمن لا يعملون.

لماذا لا يستفاد من خبرة المتقاعدين الذين يمتلكون طاقات مهدورة وكنوز مفقودة تفتقدها الدولة، ويمكن لها أن تستفيد من المتقاعدين والخبرات التي لديهم الإدارية منها والتنظيمية والقانونية والفنية والأمنية والعسكرية، وغيرها.
لا نريد أن يكون المتقاعدون طاقات مهدورة، ولابد من وضع استراتيجية للاستفادة من خبراتهم كمستشارين على الأقل في مجال خبراتهم واختصاصاتهم لقاء مكافأة شهرية مقطوعة تعينهم على مجابهة الغلاء وتعزز معاشاتهم التقاعدية الضعيفة، بدلا من استقدام خبرات عربية وأجنبية من الخارج.

 حقيقة، إن بقاء المتقاعدين من دون الاستفادة منهم واستثمار خبراتهم يكبد الدولة خسائر مالية كبيرة عند استقدام خبرات عربية وأجنبية.
نرجو من الرئيس بأن يصدر توجيهاته بالإفراج عن الاستراتيجيات المقرة سابقا للمتقاعدين وإطلاق وتنفيذ المعالجات التي أقرتها لجنة التظلمات، وصرف إكراميات رمضان والعيد من باب الوفاء والاحترام لهم.

ومن باب الوفاء والاحترام للمتقاعدين يجب أن تنظر لهم الدولة على أنهم كانوا ومازالوا أصحاب عطاء وطاقات عالية وكنوز من الخبرة، بحيث يشعر المتقاعد بأنه لازال يملك كرامته كإنسان وتقوم الدولة بتكريمه كلا في وزارته وجهازه الإداري ليشعر بالانتماء والولاء لوزارته وجهازه الإداري، وهناك تجارب عربية وأجنبية يمكن الاستفادة منها.
وإننا لمنتظرون لأن يحظى المتقاعدون بإكراميات رمضان والعيد.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى