قبائل الشمال.. صرح من خيال فهوى

> زكريا محمد محسن

> ظل الشماليون لعقود طويلة يتغنون بأمجاد القبيلة ومآثرها ويرسمون لها هالة من التمجيد والتقديس، حتى أنهم انقادوا طائعين خاضعين لمشايخها وملكوهم أمرهم في المنشط والمكره، فأصبح شيخ القبيلة هو الآمر الناهي ومن بيده الحل والعقد وليس لأحد من أفراد القبيلة حق الرفض أو الاعتراض على ما يقرره.. وبالأخير أدى كل ذلك إلى تراجع نفوذ الدولة وضياع هيبتها ووصلت الأمور إلى ما وصلت إليه اليوم..!!

وقد كرست القبائل ما كانت تتمتع به من سلطة ونفوذ وهيمنة في الاستحواذ على مقدرات البلد وثرواته، وبدلاً من أن تغيث الملهوفين وتنصر المستضعفين والمظلومين وما إلى ذلك من الصفات الحميدة التي اتصفت بها القبائل العربية الأصيلة وجدناها قبائل ظالمة متجبرة ترفل بثوب الكبر والغطرسة وتمثل عقبة كأداء أمام النظام والقانون، وليس ببعيد عنكم جريمة القتل العمد للشابين العدنيين حسن أمان وخالد الخطيب بدم بارد وأمام مرأى ومسمع الجميع وسط صنعاء -دون أن يلقى الجناة جزاءهم الرادع- لمجرد أن سيارتهما تجاوزت موكب عرس يتبع إحدى القبائل.. تصوروا..!!

وهذا حميد الأحمر سأله مذيع قناة الجزيرة ذات يوم وقبيلته كانت لا تزال في أوج سلطانها: ألا تخشى على نفسك من العودة إلى صنعاء وأنت تدلي بهذا الكلام الخطير؟!!.. فأجاب بزهو وتعالٍ: وهل يخاف من كانت وراءه قبيلة حاشد..؟!.. واليوم قد صار منزل حميد في مديرية حبور ظليمة بمحافظة عمران مركزاً صيفياً للحوثيين وصارت ملازم الهالك حسين الحوثي تدرس فيه دون أن تجرؤ قبيلة حاشد على الاعتراض أو تنبس ببنت شفة.. فسبحان الله.. يعز من يشاء ويذل من يشاء ويهب الملك لمن يشاء وينزع الملك ممن يشاء!!

وليس حاشد وحدها من خضعت وانقادت للحوثي بل كل قبائل الشمال التي يتجاوز عددها الـ 200 قبيلة -التي أثبتت الأيام انها مجرد نمر من ورق- قد خضعت وذلت ولم تقوَ على مواجهة الحوثيين والتصدي لهم رغم ممارساتهم الاستفزازية وجرائمهم الجسيمة المستمرة بحق تلك القبائل وأقيالها ومشايخها.. وليس هذا فحسب بل إن الحوثي قد أساء حتى للنساء أيضاً وامتهن كرامتهن وأجبر بعضهن على الزواج من مشرفيه وأتباعه، وقادهن إلى الزنازين والمعتقلات ضارباً بالأعراف والتقاليد اليمنية التي تحفظ للمرأة مكانتها عرض الحائط، دون أن تنتصر القبائل لتلك النساء وشرفهن، وهي القبائل التي كانت تثور ثائرتها لأتفه سبب، فقد كنا نراها تحشد مسلحيها وتقتحم المحاكم وتهاجم إدارات الأمن ولم تتوقف إلا بعد الإفراج عن أتباعها حتى ولو كانوا مدانين ومذنبين!!

ختاماً هذه القبائل التي وقّعت وثيقة العار والاستسلام مع الحوثي والمسماة بـ "وثيقة الشرف القبلية لترسيخ المبادئ الوطنية" هي ذاتها التي ظل عفاش يصفها في ثرثرته بأنها صمام أمان الوطن والوحدة والجمهورية، وهي القبائل ذاتها التي قال أحمد يحيى الثلايا عنها: شعب أردت له الحياة وأراد لي الموت.. فمن يركن أمره إلى القبيلة نالته عواقب وخيمة!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى