الشمال والجنوب العربي واستعادة الشرعية

> > يبدو بأن الكذب الإعلامي المدار من غرفة العمليات المشتركة في قطر، وقولنا غرفة عمليات مشتركة فهي تدار لصالح الإخوان المسلمين، وجماعة الحوثي في اليمن، وعليه لابد أن نكشف الحقائق بكل صدق ووضوح عن أحداث عدن.
القصة باختصار بدأت من معركة تحرير الحديدة وذلك عندما وصلت قوات العمالقة شارع صنعاء تمهيدا لتحريرها فإذا بقطر توجه السلطة الشرعية «التي تخترق سلطتها» بتنسيق دولي بوقف العمليات العسكرية لما يخدم الحوثي خافيا وظاهرا لصالح وقف القوات المشتركة التي نخبها لا تدين لجماعة الإخوان المسلمين ولا تمثل قطر وتركيا في اليمن.

والكل يعرف ماذا دار في ستوكهولم وكيف عملت قطر وجماعة الإخوان وبتنسيق مع طهران لوقف أي تقدم في طريق استعادة الحديدة وموانئها.
بعد كل ما سبق لجأت القيادة الإماراتية إلى تصور إستراتيجي تسير فيه على مسارين، ففي الأول تذهب إلى طهران بقصد فتح صفحة تقارب، وتنسيق فيما يخص الاصطياد البحري كنوع من التمويه وكسب الوقت ظاهريا، وفي الخفاء ترتب لمعركة تحرير الحديدة وموانئها، ولأن جماعة الإخوان المسلمين تتواصل مع طهران عبر قطر فقد أبلغت طهران بأن الإمارات تعد تعزيزات عسكرية لاقتحام الحديدة بخلاف ما تروج له سياسيا وتفاوضيا عبر زيارتها الأخيرة، وكانت النتيجة بأن طهران عملت ذات السيناريو مع الوسيط الياباني، ففي أثناء تواجده قامت باستهداف ناقلة النفط اليابانية، وذات الأمر بعد تثبت طهران من أن الإمارات تناور سياسيا في حين أن القوات المشتركة ترتب لاقتحام الحديدة وما كان لإيران أن تعرف ذلك لولا جماعة الإخوان المسلمين في عدن.

في المجمل ما يحدث في عدن كشف اللعبة الإخوانية الحوثية في اليمن على مستوى القيادات العليا والتي تدعي العداء والخلافات بما فيها اقتحام المنازل، وليس القواعد التي يتم الضحك عليها بمعارك وتقتيل وزنازين ومحاكم عبثية.
وبالتالي ما يحدث في العاصمة عدن هو استعادة للشرعية الوطنية وبوابة الانتصار على الحوثية حتى لو كان من بوابة اليمن الاتحادي بصورته الكونفدرالية.

لقد فطن الإماراتيون والجنوبيون إلى أن الإخوان وجماعة الحوثي أدوات إقليمية داخلية لا تكترث لليمن الواحد بقدر ما يهمها فقط تنفيذ الأجندات الإقليمية ذات الأجندات القذرة في اليمن، والتي تقوم قطر بتنسيقها ما بين أنقرة وطهران.
وكذلك يجب أن يدرك الجميع بأن وفد الحوثية بقيادة محمد عبد السلام ذهب إلى طهران لجلب أموال إضافية نظرا لأن شحة الأموال في صنعاء قادت إلى نزاعات مسلحة بين أطرافها انتهت بتصفية إبراهيم الحوثي شقيق زعيم الجماعة عبد الملك بدر الدين الحوثي.

ختامًا.. إذا كانت الشرعية جادة وصادقة في اليمن فعليها أن تنطلق فورًا لتحرير مدينة وموانئ الحديدة، وإذا كانت بالفعل شرعية لكل اليمنيين فلماذا لا تجتمع مؤسساتها في محافظة مأرب المحررة القريبة من صعدة وذمار وصنعاء ثم تنطلق لاستعادة العاصمة صنعاء. أم أن ذلك غير متاح بفعل توجيهات غرفة العمليات المشتركة في قطر والتي كان آخرها تصريحات توكل كرمان من تركيا إلى مسلحي الإخوان في الجبهات بالتوقف عن قتال الحوثيين والانسحاب والتوجه صوب مناطق الجنوب العربي.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى