سر قلعة عدن

> "سر قلعة عدن قوة تجنن لا يعرف سرها أهل البوادي" قالها الأمير أحمد فضل القمندان في أشعاره مشهراً قوة سرها التي لا تنقاد لا لعقلية البداوة ولا لعقلية الصحراء، ولا للعقلية الجبلية.
عدن هي حضارة أوسان، التي ظلت تتحمل نيران الجهل والتخلف والتدمير، ولاقت عدن بسبب حضارتها وموقعها التاريخيين أصناف الغارات والفيد الهمجية عليها، وحطمت آثارها ومزارعها وأيقوناتها وإنسانها عبر هجمات المغيرين الذين أحرقوا كل معالمها وفنونها التي أظهرتها مباني تحت الأرض في منطقة (صبر) اللحجية، حيث وجدت فيها جثث محرقة، وأوانٍ فخارية مكسرة، وأسلحة من أصناف الحجارة والحيوانات.

ولا تتم الإغارات على منطقة تمارس السحر والشعوذة، بل إن الإغارات تأتي على المناطق التي تشتهر فيها الحضارة الزراعية والثقافية، وهي التي تكون متفوقة على الغير، وتكون محمل حسد الآخرين.
لقد شاهدنا ذلك في حاضرنا الزمني، حيث دمرت عدن ولحج وأبين الأوسانية، بعد وحدة 22 مايو 1990م، وكيف جرى تدميرها في حرب صيف 1994، وكيف تواصلت حالات التدمير عندما غزت جماعة الحوثي عام 2015م، وكيف يحاولون اليوم تدميرها بعد أن تحررت ودحرت عقلية الغزاة التتارية.

ولم تتكيف عدن ولحج وأبين مع من كان يريد قيادتها بعقلية البداوة وعقلية الجبال والصحراء، فلم تنقَد لهم، ومقابل ذلك حلفوا بأغلظ الأيمان بتحويل عدن إلى قرية، وهذا ما جرى لها على يد العقلية القبلية والمذهبية التي لم تستطع أن تستوعب حضارة عدن الأوسانية، وعندما كانت عدن تحكم نفسها كيف لفتت أنظار العالم بقوة حضارتها وثقافتها، وكيف تعلمت منها كل النواحي، وكيف ازدهرت الأسواق التجارية بفضل أسواق عدن التاريخية، كأقدم أسواق العرب، وكيف نشرت العلم والتمدن في الأصقاع الجاهلة والواقعة في قاع المحيط المتخلف.

وأثبتت عدن في الوقت الحاضر أنها لا تكون رديفة لوحدة تقودها العقلية القبلية والمذهبية ولا يمكنها أن تكون جزءاً من اتحاد فدرالي يمني تقوده عقليات عفى عنها الزمن وسخر منها مراراً وتكراراً.
عدن لوحدها وشقيقاتها الجنوبيات هي أهلاً للانتماء الجنوبي، والحفاظ على الهوية الجنوبية التي أرادوا طمسها وتحويل أهل الجنوب إلى (أقلية) لا حول لها ولا قوة.

إن سر عدن قوة تجنن لم تذهب هويتها بالاختلاط مع من أرادوا غزوها سكانياً أو دائماً تنكسر القوى التي تريد بها الشر، ولا تذبل ولا تضمحل فسرها مكنون في قلبها، وهي صامدة حتى في وقت تدميرها تظل أرزاقها متدفقة، ونشاطها عابق بالحياة
لم يستطع استيعاب سرها كل الذين أرادوا تشويهها، سواء من قبل المراسلين لوسائل الإعلام، أو من قبل سفراء الجبال وآخرين لاذوا بالفرار، وبقيت عدن شامخة وجديرة بالاعتبار.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى